الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بين يديّ الكتاب
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على محمّد خير من افتتحت بذكره الدّعوات، واستنجحت بالصّلاة عليه الطّلبات، وعلى آله الذين عظّمهم توقيرا، وطهّرهم تطهيرا.
وبعد: فإنّنا نسعد بتقديم هذا الكتاب القيّم النفيس إلى القرّاء الكرام، الذي نال قبولا عظيما، وحفاوة بالغة عند كبار الدارسين والأساتذة الجامعيّين منذ أوّل يوم لصدوره، والذين اهتمّوا به دراسة وتدريسا، فسرعان ما أصبح الكتاب من أهمّ المراجع في السيرة النبوية. ويقدّر بمدى القبول له والإعجاب به لدى الناس أنّه قد نقل حتى الآن إلى أكثر من عشر لغات عالمية، وأدخل كذلك في المقرّرات الدراسية في مختلف البلاد العربية والإسلامية.
وكيف لا.. فإنّه قد صدر من قلم رجل استقى عرقه من منبع النّبوّة، ورضعت شجرته من ثدي الرسالة، وفقست بيضته من سلالة الطهارة، وربّي منذ نعومة أظفاره على التعلّق بالسّيرة، وحبّ صاحبها- عليه ألف ألف سلام- والاهتداء بهديه في الأمور كلّها، فعاش في السيرة، وعاشت فيه السيرة «1» وشكّلت عنصرا أساسيا في ثقافته وحياته. جمع في قراءتها بين ما كتب قديما وحديثا بالعربية والفارسية والأردوية وبالإنكليزية كذلك، بحيث أصبحت (السّيرة) فيما بعد مادّة كتاباته ومحاضراته الأساس بصورة مباشرة أو غير مباشرة «2» ، وأصبح تفكيره متعلّقا بها، ومنطلقا منها في توجّهاته وتوجيهاته،
(1) كما قال العلّامة يوسف القرضاوي في تقديمه لهذا الكتاب (في طبعة دار القلم بدمشق) .
(2)
يجد القارىء أجزاء كثيرة من السيرة النبوية تنتشر في ثنايا كثير من مؤلّفات العلّامة المؤلّف-
وأصبحت موضوعا محوريا في نتاجه الفكري، تشيع في أرجائه، وتنير مباحثه، وما يثيره من أفكار وقضايا.
فلا غرابة إذا بعد هذا
…
أن يكون لهذا الكتاب من القبول والتأثير، والذيوع والانتشار ما لا يكون إلا لكتب كبار المخلصين، والعلماء العاملين، والدّعاة المجدّدين إذا كان مؤلّفه متّصفا بما ذكرناه.
قد صدر لهذا الكتاب عدّة طبعات، ولكن الطبعة الأخيرة التي صدرت من المجمع الإسلامي العلمي بلكهنؤ (عام 1416 هـ- 1995 م) ، تشتمل على إضافات قيمة للعلّامة المؤلّف، فصدرت بعد هذه الطبعة طبعات لم يتناول فيها الناشرون تلك الإضافات «1» ، فراجت وشاعت دونها بين يدي القرّاء.
لذا أردنا في هذه الطبعة أن نعتني أوّلا بإلحاق جميع تلك الإضافات بهذه الطبعة مع العناية بالأمور التالية:
1-
مراجعة الكتاب وتصحيحه بشكل دقيق، وذلك بالرجوع إلى جميع تلك المصادر والمراجع التي استفاد منها العلّامة المؤلّف- رحمه الله.
2-
استكمال تخريج الأحاديث، وتخريج ما لم يخرّج منها قبل- وهي كثيرة- بين المعقوفتين ( [] ) .
3-
شرح الألفاظ الغريبة في حواشي الكتاب بين المعقوفتين- والذي رأيناه لزاما، خاصة بعد ما أصبح الكتاب اليوم مقرّرا في كثير من المعاهد
رحمه الله ومحاضراته ومقالاته المكتوبة أو المذاعة، كما استعرضنا ذلك في محاضراته ومقالاته التي جمعناها بعنوان «محاضرات إسلامية في الفكر والدّعوة» و «مقالات إسلامية في الفكر والدعوة» والتي قد صدرت من دار ابن كثير بدمشق.
(1)
استثناء منها، طبعة دار القلم بدمشق الصادرة عام 1422 هـ 2001 م، وهي مشتملة على جميع الإضافات الجديدة، ومتميّزة عن الطبقات السابقة علميا وفنيا.
الثانوية الشرعية في البلاد العربية- ليسهل على القارىء فهم واستيعاب الموضوعات دون الرجوع إلى معجم ما.
4-
إضافة (41) خريطة ملوّنة إلى الكتاب «1» ، توضّح للقارىء الكريم أحداث السيرة النبوية، وتعينه على تصوّر أحداثها أثناء القراءة.
5-
ضبط الأسماء والأعلام قدر الضرورة، والتعليق على ما دعت الحاجة إليه، وهو كثير بين المعقوفتين.
6-
إضافة مقدّمة الباحث الإسلامي الكبير: الدكتور عماد الدين خليل إلى الكتاب، التي كتبها للطبعة السابعة الخاصة بدار الشروق في جدّة (عام 1408 هـ- 1987 م) ، ولكنها لم تطبع فيها بسبب ظروف فنية حالت دون ذلك.
7-
إضافة ترجمة مستوفاة للعلّامة المؤلّف إلى الكتاب تعرّف بشخصيته العبقرية، ومكانته العلمية ومؤلّفاته النفيسة.
8-
إلحاق جداول للغزوات والسّرايا والأحداث التاريخية المتعلّقة بالسيرة، باخر الكتاب، مأخوذة من كتاب «رحمة للعالمين» للقاضي محمد سليمان سلمان المنصور فوري لتكون تسهيلا لمن أراد حفظها.
9-
إعداد الفهارس العامّة في آخر الكتاب.
إنّ المتمعّن في تحقيقنا لهذا الكتاب- خاصة في تخريج أحاديثه-، والناظر في مجمل التعليقات التي علّقناها عليه يدرك الجهد المضني المبذول، والوقت الثمين المصروف في خدمته، ولا نشكّ أنّ العلّامة المؤلّف رحمه الله تعالى- كان سيسرّ بهذا العمل، والدّقّة التي حقّق بها كتابه النفيس
(1) أعدّها الجغرافيّ البارع الدكتور محمد صبحي النشّاوي ببذل وقته الثمين وجهده الحثيث فيه، جزاه الله عن هذه الخدمة خير الجزاء.
المبارك هذا، كما سرّ- قبل أيام من وفاته- ببعض خدماتنا المتواضعة التي قمنا بها في إخراج كتبه ومؤلّفاته منقّحة، ونشرها في طباعة أنيقة بين يدي القرّاء.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبّل جهدنا المتواضع في خدمة هذا الكتاب خالصا لوجهه، إنّه سميع مجيب، وهو على كلّ شيء قدير.
دمشق 18/ جمادى الأولى 1424 هـ
17/ تموز (يوليو) 2003 م
كتبه
المعتزّ بالله تعالى
عبد الماجد الغوريّ