الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غطفان لغزو المدينة «1» ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستريح منهم ويأمن من جهتهم، وكانت في الشمال الشرقيّ للمدينة على بعد سبعين ميلا منه.
جيش مؤمن تحت قيادة نبيّ:
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين رجع من الحديبية ذا الحجّة وبعض المحرم، ثمّ خرج في بقيّة المحرم سنة سبع إلى «خيبر» .
وكان عامر بن الأكوع يرتجز في مسيره إليها، فيقول:[من الرجز] :
والله لولا الله ما اهتدينا
…
ولا تصدّقنا ولا صلّينا
إنّا إذا قوم بغوا علينا
…
وإن أرادوا فتنة أبينا
فأنزلن سكينة علينا
…
وثبّت الأقدام إن لاقينا «2»
وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجيشه وكانوا ألفا وأربعمئة، وكان معهم مئتا فرس، ولم يأذن لمن تخلّف عن الحديبية، وخرجت عشرون امرأة من نساء الصحابة، لمداواة المرضى وخدمة الجرحى، والإسعاف بالماء والطعام أثناء القتال.
وأقبل الجيش حتّى نزل ب «الرّجيع» «3» بين اليهود وغطفان، ليحول
(1) يقول الأستاذ الإنجليزي الشهير LW.Montgomery Watt في كتابه)) Mohammad Prophet and Statesman (محمد النبي والسياسي) : «كان يهود خيبر وخاصة رؤساء قبيلة بني النضير التي أجلاها الرسول من المدينة يضمرون الحقد لمحمد، وهم الذين نجحوا في حمل قبائل العرب المجاورة على حمل السلاح على المسلمين والزحف عليهم، بما بذلوه من أموال، وكان ذلك هو السبب الرئيسي في توجّه محمد إلى خيبر بجيوشه» .
(2)
سيرة ابن كثير: ج 1، ص 344- 345 [وأخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، برقم (3959) ، ومسلم في كتاب الجهاد، باب غزوة خيبر، برقم (1802) من حديث سلمة بن الأكوع باختلاف يسير في ألفاظه وأبياته] .
(3)
[الرّجيع: هو ماء لهذيل] .
بينهم وبين أن يمدّوا أهل خيبر، فقد كانوا لهم مظاهرين، فامتنعوا عن ذلك، وأقاموا في أموالهم وأهليهم، وخلّوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين خيبر «1» .
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأزواد، فلم يؤت إلا بالسّويق، فأمر به، فثرّي «2» ، فأكل المسلمون «3» ، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أشرف على خيبر، وسأل الخير، واستعاذ من شرّها وشرّ أهلها، وكان إذا غزا قوما لم يغزهم حتّى يصبح، فإن سمع أذانا أمسك، فبات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتّى إذا أصبح لم يسمع أذانا، فركب وركب القوم، واستقبلوا عمال خيبر غادين قد خرجوا بمساحيهم «4» وبمكاتلهم «5» ، فلمّا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والجيش، قالوا:
محمد والخميس «6» معه، فأدبروا هربا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» «7» .
(1) وكانت غطفان مجموعا قبليا متخما مسرفا في البداوة، ينزل شرقي جبل السراة، جنوبي خيبر، وتمتد منازله حتى هضبة نجد، وكان هؤلاء يهددون هذه الطرق ويجبون من قوافلها أتاوات كبيرة، وكانت غطفان من القبائل التي سارت لغزو المدينة في غزوة الخندق. «بحث الدكتور حسين مؤنس محاولة وضع أطلس للسيرة النبوية الشريفة والعصر النبوي» .
(2)
ثرّي: بلّ.
(3)
[أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب من مضمض من السّويق..، برقم (209) ، وعبد الرزاق في المصنّف، برقم (691) من حديث سويد بن النعمان رضي الله عنه] .
(4)
المساحي: جمع مسحاة، وهي المجرفة من الحديد.
(5)
مكاتل: جمع مكتل، وهي قفة كبيرة.
(6)
الخميس: الجيش.
(7)
سيرة ابن هشام: ج 2، ص 329- 330 [أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، برقم (4197) ، ومسلم في كتاب الحج، باب فضل المدينة، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة..، برقم (1365) ، والترمذي في أبواب السير، باب في البيات والغارات، برقم (1550) ، وأحمد في المسند (3/ 102) من حديث أنس رضي الله عنه] .