الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب- أولاده وأسباطه صلى الله عليه وسلم:
ولدت له خديجة القاسم، وبه كان يكنّى، ومات طفلا، ثمّ زينب ثم رقيّة وأمّ كلثوم وفاطمة، واختلفوا في عبد الله، والطّيب، والطاهر، فعدّهم بعضهم ثلاثة أولاد، والصحيح عند ابن القيّم أنّ الطيب والطاهر لقبان لعبد الله، وهؤلاء كلّهم من خديجة- رضي الله عنها «1» .
أمّا فاطمة فهي أحبّ بناته إليه، وأخبر بأنّها سيدة نساء أهل الجنّة «2» ، وقال:«فاطمة بضعة منّي، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها» «3» ، وهي أوّل أهل بيته لحوقا به.
وولدت له مارية القبطية إبراهيم، فتوفّي وقد ملأ المهد، وقد قال صلى الله عليه وسلم حين توفّي:«تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلّا ما يرضى ربّنا، إنّا بك يا إبراهيم! لمحزونون» «4» .
(1) زاد المعاد: ج 1، ص 25- 26.
(2)
[أخرجه البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها، في كتاب المناقب، باب علامات النبوّة
…
، برقم (3623) ، وابن حبان في الصحيح (15/ 402) برقم (6952) ، والنّسائي في السنن الكبرى (5/ 145) برقم (8512) و (8513) ، وأخرجه الترمذي من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في أبواب المناقب، باب مناقب أبي محمّد الحسن بن علي بن أبي طالب
…
، برقم (3781) ، وفي باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها، برقم (3873) ، وأحمد في المسند (5/ 391) ] .
(3)
متفق عليه [أخرجه البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (3714) ، وفي باب مناقب فاطمة رضي الله عنها، برقم (3767) ، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل فاطمة رضي الله عنها، برقم (2449) ، والترمذي في أبواب المناقب، باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها، برقم (3869) ، والنّسائي في السنن الكبرى (5/ 97) ، برقم (8370) و (8371) وغيرهم من حديث المسور بن مخرمة] .
(4)
[أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم؛ «إنا بك لمحزونون» برقم.
وكسفت الشمس يوم موته، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«إنّ الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته» «1» .
الفرق بين نبيّ مرسل وزعيم سياسيّ:
لو كان مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المناسبة الحزينة أيّ داع من الدعاة، أو زعيم من الزعماء، أو قائد دعوة أو حركة أو جماعة، لسكت على هذا الكلام- إذ لم يوفّق إلى نفيه- ظنّا منه أنّ ذلك الكلام إنّما هو في صالح دعوته وحركته، وظنّ أنّه لم يسترع الانتباه إلى هذه الناحية، بل إنّ الناس بأنفسهم فكّروا في ذلك، وقالوا: إنّ الشمس إنما انكسفت لوفاة ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا فهو ليس مكلّفا بنفي هذا التفكير.
- (1303) ، وأبو داود في كتاب الجنائز، باب في البكاء على الميت، برقم (3126) ، وابن أبي شيبة في المصنّف (3/ 63) برقم (12126) ، وعبد الرزاق في المصنّف (3/ 553) برقم (6672) ، وابن حبان في الصحيح (7/ 162) برقم (2902) ، وأحمد في المسند (3/ 194) وغيرهم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه] .
(1)
أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الكسوف [أخرجه البخاري في كتاب الكسوف، باب الدعاء في الكسوف، برقم (1060) ، ومسلم في كتاب الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف، برقم (907) ، وأبو داود في كتاب صلاة الاستسقاء، باب صلاة الكسوف، برقم (1177) ، والنسائي في السنن الكبرى (1/ 567) برقم (1843) ، وابن ماجه في أبواب إقامة الصلوات، باب ما جاء في صلاة الكسوف، برقم (1262) ، وأحمد في المسند (2/ 118) وغيرهم من حديث عائشة، وابن عباس، والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم جميعا] . يقول المرحوم محمود باشا الفلكي في كتابه
«التقويم العربي قبل الإسلام وتاريخ ميلاد الرسول وهجرته صلى الله عليه وسلم» ص 18- 19 «قد قمت بحساب دقيق بيّن لي أن الشمس قد كسفت حقيقة كسوفا كليا تقريبا بالمدينة عند الساعة الثامنة والدقيقة الثلاثين بعد منتصف الليل يوم السابع والعشرين من شهر يناير (كانون الثاني سنة 632 ميلادية 1 هـ) » . وذلك يوافق اليوم التاسع والعشرين من شوال سنة عشر للهجرة.
وذلك هو الفرق بعينه بين النبيّ وغيره، فإنّ الأحداث التي يستغلّها أصحاب التفكير السياسيّ- وإن كانت حوادث طبيعية- يرى الأنبياء الكرام عليهم السلام استغلالها على حساب الدين حراما، وأمرا يرادف الكفر، ولا أدري أنّ أحدا سوى محمّد صلى الله عليه وسلم يكون قد صدق في هذا الامتحان من غير الأنبياء، ومن مؤسّسي الجماعات وزعماء السياسة.
وولدت زينب- وقد تزوّجها أبو العاص بن الرّبيع وهو ابن أخت خديجة- ابنا اسمه عليّ، وبنتا اسمها أمامة.
وتزوّج رقيّة عثمان بن عفّان، فولدت له ابنه عبد الله، وماتت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر، وكان عثمان قد أقام عندها يمرّضها، وتزوّج بعدها بأختها أمّ كلثوم، ولهذا كان يقال له «ذو النورين» وتوفّيت عنده أيضا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتزوّجت فاطمة عليّ بن أبي طالب بن عبد المطلب، ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت له حسنا، وبه كان يكنى، وحسينا، وفيهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«هما ريحانتاي من الدّنيا» «1» ، وفيهما قال:«الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» «2» .
(1) مقتبس من هامش «مطلع الأنوار» لابن الربيع، ص 67، [أخرجه البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنها، برقم (3753) ، والترمذي في أبواب المناقب، باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي رضي الله عنهما، برقم (3770) ، والطبراني في الكبير (3/ 127) برقم (2884) ، وأبو يعلى في المسند، (10/ 106) ، برقم (5739) وغيرهم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما] .
(2)
[أخرجه الترمذي في أبواب المناقب، باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، برقم (3768) ، والنّسائي في السنن الكبرى (5/ 50) برقم (8169) ، -
وقد بارك الله في ذريّتهما، ونفع بها الإسلام والمسلمين، وكان منهم سادة وقادة، وأئمة في العلم والدّين والجهاد والزهادة.
وولدت فاطمة لعليّ زينب وأمّ كلثوم، وتزوّج زينب ابن عمّها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، أحد أجواد العرب في الإسلام، وولدت له عليّا وعونا، وتزوّج أمّ كلثوم بنت عليّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فولدت زيدا ومات عنها «1» .
وكلّ أولاده صلى الله عليه وسلم توفّي قبله إلّا فاطمة، فإنّها تأخّرت بعده بستة أشهر «2» .
- وأحمد في المسند (3/ 64) وغيرهم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وقد روي هذا الحديث عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أيضا] .
(1)
مقتبس من «السيرة النبوية» لابن كثير وغيره: ج 4، ص 581- 582.
(2)
زاد المعاد: لابن قيم الجوزية، ج 1، ص 26.
الفصل السادس الأخلاق والشّمائل
صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقا وخلقا
مع النّاس
في منزله ومع أهله وعياله
رقّة الشعور الإنساني ونبل العاطفة
كرمه وحلمه
الحفاظ على أصالة الدين والغيرة على روحه وتعاليمه
تواضعه
شجاعته وحياؤه
رأفة عامّة ورحمة واسعة
أسوة كاملة وقدوة عامّة