الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تحذير من عبادة القبور واتخاذها مساجد:
كان آخر ما تكلّم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: «قاتل الله اليهود والنّصارى، اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد، لا يبقينّ دينان بأرض العرب» «1» .
تقول عائشة وابن عباس- رضي الله عنهما: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة «2» له على وجهه، فإذا اغتمّ كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك:«لعنة الله على اليهود والنصارى، اتّخذوا من قبور أنبيائهم مساجد» يحذّر ما صنعوا «3» .
الوصية الأخيرة:
كانت عامة وصيّة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضرته الوفاة: «الصّلاة وما ملكت أيمانكم» ، حتّى جعل يغرغر بها صدره، وما يكاد يفيض بها لسانه «4» .
(1)[أخرجه الإمام مالك في الموطأ في كتاب الجامع، باب ما جاء في إجلاء اليهود من المدينة، برقم (1696) ، والبخاري في كتاب الجنائز، باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور، برقم (1330) ، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المسجد على القبور، برقم (530) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه] .
(2)
[الخميصة: هي ثوب خزّ، أو صوف معلم. وقيل: لا تسمّى خميصة إلّا أن تكون سوداء معلمة، وكانت من لباس الناس قديما [ «النهاية» (2/ 80- 81) ] .
(3)
أخرجه البخاري [في كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، برقم (4443) و (4444) ، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المسجد..، برقم (531) ، والنّسائي في كتاب المساجد، باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد، برقم (704) ، وأحمد في المسند (1/ 218) و (6/ 34) ] .
(4)
أخرجه البيهقي (8/ 11) انظر ابن كثير: «السيرة النبوية» (4/ 473)[وأخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب في حق المملوك، برقم (5156) ، وابن ماجه في أبواب الوصايا، باب هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (2698) ، وأحمد في المسند (1/ 78) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه] .
يقول عليّ- رضي الله عنه: أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصّلاة والزّكاة وما ملكت أيمانكم «1» .
وتقول عائشة- رضي الله عنها: ذهبت أعوده، فرفع بصره إلى السماء وقال:«في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى» «2» .
ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر، وبيده جريدة رطبة، فنظر إليها، فظننت أن له بها حاجة، قالت: فأخذتها، فنفضتها، فدفعتها إليه، فاستنّ بها أحسن ما كان مستنّا، ثم ذهب يناولنيها فسقطت من يده «3» .
وقالت: وبين يديه ركوة «4» أو علبة فيها ماء، فجعل يدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه، ثمّ يقول:«لا إله إلّا الله، إن للموت لسكرات» ، ثمّ نصب أصبعه اليسرى، وجعل يقول:«في الرفيق الأعلى، في الرفيق الأعلى» ، حتى قبض ومالت يده في الماء «5» .
وقالت: نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه على فخذي، غشي عليه ساعة، ثمّ
(1) أخرجه أحمد في المسند (1/ 78) وابن كثير [في «السيرة النبوية» ](4/ 473) .
(2)
[أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، برقم (4437) من حديث عائشة رضي الله عنها] .
(3)
سيرة ابن كثير: ج 4، ص 474- 475، والرواية في البخاري [في كتاب المغازي] باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، [برقم (4438) وأحمد (6/ 48) من حديث عائشة رضي الله عنها] .
(4)
[الرّكوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء] .
(5)
أخرجه البخاري [في كتاب المغازي] ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، [برقم (4449) ، ومسلم في كتاب السلام، باب رقية المريض بالمعوذات والنفث، برقم (2192) ، والترمذي في أبواب الدعوات، باب ما جاء في جامع الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (3496) ، وابن ماجه في أبواب الجنائز، باب ما جاء في ذكر مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، برقم (1620) من حديث عائشة رضي الله عنها] .