الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد دانوا بالثنويّة في كلّ عصر وأصبح ذلك شعارا لهم، وآمنوا بإلهين اثنين أحدهما النور أو إله الخير، ويسمّونه «آهور مزدا» أو «يزدان» والثاني الظلام أو إله الشر، وهو «أهرمن» ولا يزال الصّراع بينهما قائما والحرب دائمة «1» .
يذكر المؤرّخون للدّيانة الإيرانية مجموعة أساطير متصلة بالآلهة) Mythology (لا تقلّ في غرابتها وتفاصيلها الدقيقة عن الميثولوجيا الإغريقيّة أو الهنديّة «2» .
4- البوذية:
أمّا البوذيّة- الديانة المنتشرة في الهند وآسيا الوسطى- فقد تحوّلت وثنيّة تحمل معها الأصنام حيث سارت، وتبني الهياكل، وتنصب تماثيل «بوذا» حيث حلّت ونزلت «3» ، ولم يزل العلماء يشكّون في إيمان هذه الديانة ومؤسّسها بالإله الخالق للسّماوات والأرض والإنسان ولا يجدون ما يثبت ذلك، ويحارون في قيام هذه الديانة العظيمة بغير الإيمان بالله «4» فيها.
5- البرهميّة:
أمّا البرهميّة- دين الهند الأصيل- فقد امتازت بكثرة المعبودات والآلهة والإلهات، وقد بلغت الوثنيّة أوجها في القرن السّادس فبلغ عدد الآلهة في هذا
(1) نفس المصدر باب الدين الزردشتي ديانة الحكومة: ص 183- 233.
(2)
إيران في عهد الساسانيين: ص 204- 209.
(3)
راجع كتاب «الهند القديمة» للأستاذ «إيشورا توبا» أستاذ تاريخ الحضارة الهندية في جامعة «حيدرآباد» الهند، وكتاب «اكتشاف الهند) The Discovery of India ( «لمؤلفه «جواهر لال نهرو» رئيس وزراء الهند الأسبق، ص 201- 202.
(4)
اقرأ مقالة «بوذا» في دائرة المعارف البريطانية.
القرن إلى 330 مليون «1» وقد أصبح كلّ شيء رائع، وكلّ شيء هائل، وكلّ شيء نافع، إلها يعبد، وارتقت صناعة نحت التّماثيل في هذا العهد، وتأنّق فيها المتأنّقون.
يقول الأستاذ الهندوكيّ الفاضل «سي، وي، ويد» في كتابه (تاريخ الهند الوسطى) وهو يتحدّث عن عهد الملك هرش (606- 648 م) وهو العهد الذي يلي ظهور الإسلام في الجزيرة العربيّة:
«كانت الديانة الهندوكية والديانة البوذية وثنيتين سواء بسواء، بل ربّما كانت الديانة البوذية قد فاقت الديانة الهندوكية في الإغراق في الوثنية، كان ابتداء هذه الديانة- البوذية- بنفي الإله، ولكنّها بالتدريج جعلت «بوذا» الإله الأكبر، ثم أضافت إليه آلهة أخرى مثل Bodhistavas على مرّ الزمن، لا سيّما أرسخت الوثنيّة قدميها في المدرسة البوذية الفكرية التي تسمّى «مهايانا» بالتأكيد، وقد بلغت أوجها في الهند، حتى أصبحت كلمة «بوذا) Buddha ( «مرادفة لكلمة «الوثن» أو «الصنّم» في بعض اللغات الشرقيّة «2» .
ممّا لا شكّ فيه أنّ الوثنيّة كانت منتشرة في العالم المعاصر كلّه، لقد كانت الدنيا كلّها من البحر الأطلسيّ إلى المحيط الهادىء غارقة في الوثنيّة، وكأنّما كانت المسيحية والديانات الساميّة والديانة البوذيّة تتسابق في تعظيم
(1) راجع «الهند القديمة» لمؤلفه «آر، سي، دت» ج 3؛ ص 276، و «الهندوكية السائدة» لمؤلفه L.S.S.OMalley ،ص 6- 7.
(2)
مثل الفارسية واللغات المنشقة عنها كالأردية، فهي تعبر عن الوثن أو الصنم بكلمة «بد» وهذا التعبير منتشر في الشعر والأدب وكلام الناس في إيران والهند، والناس في الهند يطلقون على «بوذا» كلمة «بدها» فيقولون:«جوتم بدها» ، وكلمة (بد) و (بدها) متقاربتان نطقا (المؤلف) .