الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزوات وسرايا بين بدر وأحد
غزوة السويق:
كان أبو سفيان قد نذر ألا يمسّ رأسه ماء، حتّى يغزو المسلمين، فخرج في مئتي راكب من قريش ليبرّ يمينه، واستأذن على سلام بن مشكم سيد بني النّضير، فأذن له، وقراه، وسقاه، وبطن له من خبر الناس، وبعث رجالا، فقتلوا رجلين من الأنصار.
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم، ورجع أبو سفيان وأصحابه قبل أن يدركهم المسلمون، وألقوا أزوادا كثيرة، عامّتها سويق، فسمّيت «غزوة السّويق» «1» .
إجلاء بني قينقاع:
وكان بنو قينقاع أول يهود، نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربوا في بدر وأحد، وآذوا المسلمين، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة، حتّى نزلوا على حكمه، وشفع فيهم حليفهم عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين، فأطلقهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم «2» وكانوا سبعمئة مقاتل، وكانوا صاغة وتجّارا «3» .
(1) سيرة ابن هشام: ج 1، ص 44- 45.
(2)
المصدر السابق: ج 1، ص 47- 49.
(3)
زاد المعاد: ج 1، ص 348.
أصدر النبيّ صلى الله عليه وسلم عفوا عاما عن هؤلاء اليهود شريطة أن يخرجوا من المدينة إلى أيّ مكان شاؤوا، فجلوا عنها إلى الشام آمنين على أنفسهم، وعلى ما قدروا من حمله من أموالهم، وغادر بنو قينقاع يثرب سالمين بعد أن كانوا يتوقّعون الموت جزاء نكثهم وتمرّدهم «1» .
يقول المستشرق إسرائيل ولفنسون في كتابه «تاريخ اليهود في بلاد العرب» :
(1) راجع «سيرة ابن هشام» : ج 2، ص 48، وإجلاء بني قينقاع وقع بعد غزوة بدر الكبرى، وقد حدّد الزهري تاريخه، وذكر أنه كان في شوال من السنة الثانية من الهجرة. يقول مونتجمري وات) Montgomery Watt (في كتابه) Muhammad Prophet Statesman (ص 130:«لقد كان طرد قبيلة بني قينقاع أحد العوامل الهامة التي عملت على تثبيت مركز محمد ودعمه، وسبب هذا الطرد كما ترويه بعض الروايات نزاع طفيف طرأ بين يهود قينقاع وبعض التجار المسلمين في السوق في المدينة.. إلخ» . وينفي مونتجمري وات أن يكون سبب هذا الطرد قصة المرأة المسلمة التي اعتدي عليها في سوق بني قينقاع كما جاءت في كتب السيرة، وهو يقول:«أمّا الأسباب التي أدّت بمحمد إلى اتخاذ قرار طرد اليهود فيظهر أنها أكثر عمقا من هذه الحادثة العابرة، فاليهود لم يظهروا استعدادهم التام للاندماج في المجتمع الإسلامي» . ويضيف قائلا: «وقد يكون محمد أيضا على علم بالعلاقات الوديّة بين اليهود ومناوئيه من قريش في مكة، وهذا يعدّ مخالفة لروح الاتفاقية المبرمة بين المسلمين واليهود، وتناقضا لها» . راجع للتفصيل «غزوة بني قينقاع» للأستاذ محمد أحمد باشميل.