المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5- تصوير العصر الجاهلي وتهيؤه للانهيار والانتحار: - السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي

[أبو الحسن الندوي]

فهرس الكتاب

- ‌بين يديّ الكتاب

- ‌الشّيخ ابو الحسن النّدوي و «السّيرة النّبويّة»

- ‌ترجمة العلّامة المؤلّف

- ‌اسمه ونسبه وأسرته:

- ‌ميلاده ونشأته:

- ‌دراسته الجامعيّة:

- ‌في سلك التدريس:

- ‌نشاطاته الدعويّة والإصلاحية:

- ‌رحلته مع الكتابة والتأليف:

- ‌رئاسته لتحرير المجلّات والجرائد الإسلامية والإشراف عليها:

- ‌رحلاته:

- ‌تقدير وتكريم:

- ‌رئاسته وعضويته للجامعات والمجامع:

- ‌وفاته:

- ‌خلقه وخلقه:

- ‌مؤلّفاته:

- ‌خريطة الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية

- ‌العصر الجاهليّ

- ‌نظرة إجماليّة على الوضع الدّيني في القرن السّادس المسيحيّ

- ‌1- اليهودية:

- ‌2- المسيحية:

- ‌3- المجوس:

- ‌4- البوذية:

- ‌5- البرهميّة:

- ‌6- الجاهليّة العربية:

- ‌خريطة الوضع السياسي للجزيرة العربية قبل الإسلام

- ‌إطلالة على البلاد والأمم في القرن السّادس المسيحيّ

- ‌1- الإمبراطوريّة الرّومانيّة الشرقيّة:

- ‌2- الإمبراطورية الإيرانية السّاسانية

- ‌3- الهند:

- ‌4- أوربّة:

- ‌5- الجزيرة العربية في العصر الجاهلي:

- ‌ظلام مطبق ويأس قاتل:

- ‌نظرة عامّة على العصر الجاهلي:

- ‌ظهر الفساد في البرّ والبحر

- ‌لماذا بعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم في جزيرة العرب

- ‌فترة حالكة مؤيسة:

- ‌الحاجة إلى نبيّ مرسل:

- ‌خريطة توزيع القبائل العربية في جزيرة العرب

- ‌خريطة بعض الأوثان التي عبدها العرب في الجاهلية

- ‌جزيرة العرب قبل البعثة

- ‌تحديد جزيرة العرب:

- ‌طبيعة الجزيرة، وأهلها:

- ‌مراكز عمران وحضارة:

- ‌طبقات العرب:

- ‌وحدة اللغة:

- ‌جزيرة العرب في تاريخ الأمم والديانات:

- ‌صلة الجزيرة بالنبوّات، والأديان السماوية:

- ‌إسماعيل عليه السلام في مكة:

- ‌قبيلة قريش:

- ‌بنو هاشم:

- ‌الوثنية في مكة: تاريخها ومصادرها:

- ‌حادثة الفيل:

- ‌خريطة أصحاب الفيل

- ‌إيمان قريش بمكانة البيت عند الله:

- ‌وقع حادثة الفيل ودلالتها:

- ‌مكّة زمن البعثة وعند ظهور الإسلام

- ‌مكّة مدينة لا قرية:

- ‌نشأة مكّة الجديدة وصاحبها:

- ‌تنظيم حياة وتوزيع مناصب ومسؤوليات:

- ‌خريطة مكة المكرمة

- ‌النشاط التجاري وحركة التصدير والاستيراد:

- ‌مكة المكرمة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الحالة الاقتصادية والعملة والمكاييل:

- ‌أثرياء قريش ومترفوها:

- ‌الصناعات والثقافة والآداب في مكّة:

- ‌القوّة الحربية:

- ‌كبرى مدن الجزيرة وعاصمتها الروحية والاجتماعية:

- ‌الناحية الخلقية:

- ‌الناحية الدينية:

- ‌شجرة النّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌عبد الله وآمنة:

- ‌ولادته الكريمة ونسبه الزكيّ:

- ‌إمارات خارقة للعادة لولادة عالم جديد، وبعث للإنسانية جديد:

- ‌رضاعته صلى الله عليه وسلم:

- ‌خريطة ديار بني سعد

- ‌وفاة عبد الله وآمنة وعبد المطّلب وكفالة أبي طالب:

- ‌قصّة الراهب بحيرى:

- ‌مثال غريب من التعصّب الدينيّ

- ‌التربية الإلهية:

- ‌زواجه- صلى الله عليه وسلم من خديجة:

- ‌قصة بنيان الكعبة ودرء فتنة عظيمة:

- ‌حلف الفضول:

- ‌قلق غامض وعدم ترقّب لنبوّة أو رسالة:

- ‌تباشير الصبح وطلائع السعادة:

- ‌في غار حراء:

- ‌مبعثه- صلى الله عليه وسلم

- ‌في بيت خديجة- رضي الله عنها

- ‌بين يدي ورقة بن نوفل:

- ‌إسلام خديجة رضي الله عنها وأخلاقها:

- ‌إسلام علي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة رضي الله عنهما:

- ‌إسلام أبي بكر بن أبي قحافة وفضله في الدعوة إلى الإسلام:

- ‌إسلام أشراف من قريش:

- ‌الدّعوة جهارا على جبل «الصّفا» :

- ‌الحكمة البليغة في الدعوة والتعليم:

- ‌إظهار قومه العداوة وحدب أبي طالب عليه:

- ‌بين رسول الله- صلى الله عليه وسلم وأبي طالب:

- ‌لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري:

- ‌تعذيب قريش للمسلمين:

- ‌محاربة قريش لرسول الله- صلى الله عليه وسلم وتفنّنهم في الإيذاء:

- ‌ما فعل كفّار قريش بأبي بكر:

- ‌حيرة قريش في وصف رسول الله- صلى الله عليه وسلم

- ‌قسوة قريش في إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبالغتهم في ذلك:

- ‌إسلام حمزة بن عبد المطلب:

- ‌ما دار بين عتبة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌هجرة المسلمين إلى الحبشة:

- ‌خريطة الهجرة إلى الحبشة

- ‌تعقّب قريش للمسلمين:

- ‌تصوير جعفر بن أبي طالب للجاهلية وتعريفه بالإسلام:

- ‌خيبة وفد قريش:

- ‌إسلام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه:

- ‌مقاطعة قريش لبني هاشم والإضراب عنهم:

- ‌في شعب أبي طالب:

- ‌نقض الصحيفة وإنهاء المقاطعة:

- ‌وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنهما:

- ‌وقع القرآن في القلوب السليمة:

- ‌الخروج إلى الطّائف وما لقي فيها من الأذى:

- ‌أضواء على الطائف:

- ‌في الطائف:

- ‌الإسراء والمعراج

- ‌معاني الإسراء والمعراج العميقة ومراميها البعيدة:

- ‌فرض الصّلوات:

- ‌عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل:

- ‌الطريق إلى الإسلام:

- ‌بدء إسلام الأنصار:

- ‌بيعة العقبة الأولى:

- ‌سبب تهيّؤ الأنصار للإسلام:

- ‌خصائص المدينة المنوّرة (يثرب) :

- ‌انتشار الإسلام في المدينة:

- ‌بيعة العقبة الثانية:

- ‌إذن الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة:

- ‌تامر قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم التامر الأخير، وخيبتهم فيما أرادوا:

- ‌خريطة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌هجرة الرّسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

- ‌تناقض غريب:

- ‌درس من الهجرة:

- ‌إلى غار ثور:

- ‌من روائع الحبّ:

- ‌ولله جنود السموات والأرض:

- ‌أدقّ لحظة مرّت بها الإنسانيّة:

- ‌لا تحزن إنّ الله معنا:

- ‌ركوب سراقة في أثر الرسول صلى الله عليه وسلم وما وقع له:

- ‌نبوءة لا يسيغها العقل الماديّ:

- ‌رجل مبارك:

- ‌تصوير المدينة عند الهجرة

- ‌اختلاف بين المجتمع المكيّ والمجتمع المدنيّ:

- ‌ اليهود

- ‌الأوس والخزرج:

- ‌الوضع الطبيعيّ:

- ‌الحالة الدينيّة والمكانة الاجتماعيّة:

- ‌الحالة الاقتصادية والحضارية:

- ‌الوضع المعقد الذي واجهه الرسول صلى الله عليه وسلم في مدينة يثرب:

- ‌خريطة أثرية تقريبية للمدينة المنورة

- ‌مساكن القبائل الهامة ومواقع الغزوات الإسلامية

- ‌في المدينة

- ‌كيف استقبلت المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مسجد قباء وأول جمعة في المدينة:

- ‌في بيت أبي أيوب الأنصاريّ:

- ‌بناء المسجد النبويّ والمساكن:

- ‌المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:

- ‌كتابه صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار وموادعة يهود:

- ‌شرع الأذان:

- ‌ظهور النفاق والمنافقين في المدينة:

- ‌طلائع عداء اليهود:

- ‌تحويل القبلة:

- ‌تحرّش قريش بالمسلمين بالمدينة:

- ‌الإذن بالقتال

- ‌سرية عبد الله بن جحش:

- ‌غزوة الأبواء:

- ‌فرض صوم رمضان:

- ‌خريطة السرايا قبل غزوة بدر

- ‌خريطة غزوة بدر الكبرى 17/ رمضان 2 ه

- ‌معركة بدر الحاسمة: سنة اثنتين من الهجرة

- ‌أهميّة معركة بدر:

- ‌تجاوب الأنصار وتفانيهم في الطاعة:

- ‌تنافس الغلمان في الجهاد والشهادة:

- ‌التفاوت بين المسلمين والكفار في العدد والعدد:

- ‌أمرهم شورى بينهم:

- ‌الرسول القائد:

- ‌استعداد للمعركة:

- ‌دعاء وتضرّع، ومناشدة وشفاعة:

- ‌تعريف دقيق بالأمّة وتحديد لمركزها ورسالتها:

- ‌هذان خصمان اختصموا في ربّهم:

- ‌التحام الفريقين ونشوب الحرب:

- ‌أول قتيل:

- ‌مسابقة الإخوة في قتل أعداء الله ورسوله:

- ‌الفتح المبين:

- ‌وقع معركة بدر:

- ‌إخاء العقيدة فوق إخاء الولادة:

- ‌كيف عامل المسلمون الأسرى

- ‌تعليم غلمان المسلمين فداء الأسرى:

- ‌خريطة السرايا والغزوات بين بدر وأحد

- ‌خريطة إجلاء بني قينقاع شوال سنة 2 للهجرة

- ‌غزوات وسرايا بين بدر وأحد

- ‌غزوة السويق:

- ‌إجلاء بني قينقاع:

- ‌قتل كعب بن الأشرف:

- ‌خريطة غزوة أحد 15 شوال 3 هجرية

- ‌غزوة أحد شوّال سنة ثلاث من الهجرة

- ‌الحميّة الجاهلية وأخذ الثأر:

- ‌في ميدان أحد:

- ‌مسابقة بين أتراب:

- ‌المعركة:

- ‌رسم ساحة القتال في غزوة أحد

- ‌شهادة حمزة بن عبد المطلّب ومصعب بن عمير رضي الله عنهما:

- ‌غلبة المسلمين:

- ‌كيف دارت الدائرة على المسلمين

- ‌روائع من الحبّ والفداء:

- ‌عودة المسلمين إلى مركزهم:

- ‌صبر امرأة مؤمنة:

- ‌كيف دفن مصعب بن عمير وشهداء أحد

- ‌إيثار النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌اتّباع المسلمين أثر العدوّ واستماتتهم في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌تربية نفوس المسلمين:

- ‌أحبّ إلى النفس من النفس:

- ‌خريطة يوم الرجيع

- ‌بئر معونة:

- ‌كلمة قتيل كانت سببا لإسلام القاتل:

- ‌خريطة إجلاء بني النضير ربيع الأول سنة 4 هجرية

- ‌إجلاء بني النّضير

- ‌غزوة ذات الرقاع:

- ‌من يمنعك مني

- ‌غزوات لم يكن فيها قتال:

- ‌خريطة السرايا والغزوات بين أحد والخندق

- ‌غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب شوّال سنة خمس من الهجرة

- ‌خريطة غزوة الخندق شوال 5 ه

- ‌الحكمة ضالّة المؤمن:

- ‌روح المساواة والمواساة بين المسلمين:

- ‌نور الفتوح الإسلاميّة في ظلام الحصار والشدّة:

- ‌المعجزات النبوية في الغزوة:

- ‌إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم:

- ‌بين فارس الإسلام وفارس الجاهلية:

- ‌أمّ تحرّض ابنها على القتال والشهادة:

- ‌ولله جنود السموات والأرض:

- ‌غزوة بني قريظة سنة خمس من الهجرة

- ‌نقض بني قريظة العهد:

- ‌المسير إلى بني قريظة:

- ‌ندم أبي لبابة وتوبة الله عليه:

- ‌موافقة لشريعة بني إسرائيل:

- ‌العفو عمّن ظلم وعطاء من حرم:

- ‌غزوة بني المصطلق وقصّة الإفك

- ‌[غزوة بني المصطلق شعبان 5 هجرية]

- ‌قصّة الإفك:

- ‌صلح الحديبية ذو القعدة سنة ست من الهجرة

- ‌رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتهيّؤ المسلمين لدخول مكة:

- ‌إلى مكة بعد عهد طويل:

- ‌فزع قريش من دخول المسلمين في مكّة:

- ‌امتحان الحبّ والوفاء:

- ‌بيعة الرضوان:

- ‌وساطات ومفاوضات:

- ‌معاهدة وصلح:

- ‌حكمة وحلم وتنازل:

- ‌صلح وامتحان:

- ‌ابتلاء المسلمين في الصلح والعودة إلى المدينة:

- ‌صلح مهين أم فتح مبين

- ‌عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم:

- ‌كيف تحوّل الصلح إلى الفتح والنصر

- ‌إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص:

- ‌خريطة غزوة الحديبية ذي القعدة 6 هجرية

- ‌خريطة كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك

- ‌دعوة الملوك والأمراء إلى الإسلام أواخر سنة ستّ وأوائل سنة أربع من الهجرة

- ‌دعوة حكمة:

- ‌الكتب التي أرسلت إلى الملوك:

- ‌وكتب إلى النجاشي ملك الحبشة:

- ‌وكتب إلى المقوقس عظيم القبط:

- ‌اعتبارات حكيمة خاصة بالملوك الذين وجّهت إليهم هذه الرسائل:

- ‌من هم هؤلاء الملوك

- ‌هرقل الأول قيصر الروم (610- 641 م) :

- ‌كسرى أبرويز (خسرو أبرويز الثاني) (950- 628) :

- ‌المقوقس:

- ‌النجاشيّ:

- ‌حوار بين «هرقل» وأبي سفيان:

- ‌من هم الأريسيون

- ‌رسائل إلى أمراء العرب:

- ‌غزوة بني لحيان وغزوة ذي قرد:

- ‌غزوة خيبر سنة سبع من الهجرة

- ‌جائزة من الله:

- ‌جيش مؤمن تحت قيادة نبيّ:

- ‌قائد منصور:

- ‌بين أسد الإسلام وبطل اليهود:

- ‌عمل قليلا وأجر كثيرا:

- ‌ما على هذا اتبعتك:

- ‌شرط البقاء في خيبر:

- ‌روح التسامح الديني:

- ‌قدوم جعفر بن أبي طالب:

- ‌محاولة أثيمة لليهود:

- ‌أثر غزوة خيبر:

- ‌فتوح ومغانم:

- ‌تعفّف المهاجرين:

- ‌عمرة القضاء:

- ‌التنافس في حضانة البنت وتكافؤ المسلمين في الحقوق:

- ‌قاتل سفير المسلمين وعقوبته:

- ‌أول جيش في أرض الروم:

- ‌ما نقاتل الناس بعدد ولا قوة:

- ‌قتال المستميتين وصولة الأسود:

- ‌قيادة خالد الحكيمة:

- ‌خبر عيان لا بيان:

- ‌الطيّار ذو الجناحين:

- ‌حبّ نبويّ وعاطفة إنسانية:

- ‌كرّارون لا فرّارون:

- ‌بين مؤتة وفتح مكة:

- ‌خريطة فتح مكة المكرمة رمضان 8 هجرية

- ‌تمهيد لفتح مكة:

- ‌نقض بني بكر وقريش الحلف:

- ‌الاستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌براءة الذمة وإقامة الحجة:

- ‌محاولة قريش لتجديد العهد:

- ‌إيثار النّبيّ على الآباء والأبناء:

- ‌حيرة أبي سفيان وإخفاقه:

- ‌التأهب لمكّة وكتاب حاطب بن أبي بلتعة:

- ‌عفو عمّن ظلم:

- ‌أبو سفيان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌عفو عامّ وأمن بسيط:

- ‌أبو سفيان أمام موكب الفتح:

- ‌دخول خاشع متواضع، لا دخول فاتح متعال:

- ‌مناوشات قليلة:

- ‌تطهير الحرم من الأوثان:

- ‌اليوم يوم برّ ووفاء:

- ‌الإسلام دين توحيد ووحدة:

- ‌نبيّ المحبّة ورسول الرحمة:

- ‌لا تمييز في تنفيذ حدود الله:

- ‌عفو عن الأعداء الألدّاء:

- ‌بين هند بنت عتبة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌المحيا محياكم والممات مماتكم:

- ‌كيف انقلب العدوّ محبا والماجن تقيا:

- ‌إزالة آثار الجاهليّة وشعائر الوثنيّة:

- ‌أثر فتح مكّة:

- ‌أمير شابّ حديث السنّ:

- ‌محاولة أخرى لإطفاء نور الله بالأفواه:

- ‌اجتماع هوازن

- ‌لا رجعة للوثنيّة:

- ‌في وادي حنين:

- ‌شماتة الأعداء وتزلزل ضعاف الإيمان:

- ‌الفتح والسكينة:

- ‌آخر غزوة ضدّ الإسلام والمسلمين:

- ‌في أوطاس:

- ‌غزوة الطّائف شوّال سنة ثمان من الهجرة

- ‌فلول ثقيف:

- ‌حصار الطائف:

- ‌الرحمة في ميدان الحرب:

- ‌رفع الحصار:

- ‌سبايا حنين ومغانمها:

- ‌حبّ الأنصار وإيثارهم:

- ‌ردّ السبايا على هوازن:

- ‌رقّة وكرم:

- ‌عمرة الجعرانة:

- ‌طائعون لا كارهون:

- ‌لا هوادة مع الوثنية:

- ‌إسلام كعب بن زهير:

- ‌أثر غزوة تبوك النفسيّ وسببها:

- ‌زمن الغزوة:

- ‌تنافس الصحابة في الجهاد والمسير:

- ‌مسير الجيش إلى تبوك:

- ‌تخوّف العرب من الرّوم:

- ‌الصلح بين الرسول وأصحاب أيلة:

- ‌عودة الرسول إلى المدينة:

- ‌في جنازة مسلم مسكين:

- ‌ابتلاء كعب بن مالك ونجاحه فيه:

- ‌نظرة على الغزوات:

- ‌أوّل حجّ في الإسلام:

- ‌عام الوفود سنة تسع من الهجرة

- ‌تقاطر الوفود إلى المدينة وأثرها في الحياة:

- ‌بين وثنيّ جاهل وبين نبيّ معلّم:

- ‌فرض الزكاة والصدقات:

- ‌خريطة حجة الوداع والطريق الذي سلكه النبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌حجّة الوداع سنة عشر من الهجرة

- ‌حجة الوداع وأوانها:

- ‌قيمتها البلاغية والتربوية:

- ‌تسجيل دقائق حجّة النبيّ:

- ‌سياق حجّته صلى الله عليه وسلم إجماليا:

- ‌كيف حجّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌خطبة النّبيّ صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع:

- ‌[نص خطبة النبي ص]

- ‌الوفاة ربيع الأول السّنة الحادية عشرة للهجرة

- ‌كمال مهمّة التبليغ والتشريع ودنوّ ساعة اللقاء:

- ‌مدارسة القرآن ومضاعفة اعتكاف رمضان:

- ‌الشوق إلى لقاء الله وتوديع الدّنيا:

- ‌شكوى رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌آخر البعوث:

- ‌الاهتمام ببعث أسامة:

- ‌دعاء للمسلمين وتحذير لهم عن العلو والكبرياء:

- ‌زهد في الدّنيا وكراهية لما فضل من المال:

- ‌اهتمام بالصلاة وإمامة أبي بكر:

- ‌خطبة الوداع:

- ‌وصية الأنصار:

- ‌آخر نظرة إلى المسلمين وهم صفوف في الصلاة:

- ‌تحذير من عبادة القبور واتخاذها مساجد:

- ‌الوصية الأخيرة:

- ‌كيف فارق رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا:

- ‌كيف تلقّى الصحابة نبأ الوفاة

- ‌موقف أبي بكر الحاسم:

- ‌بيعة أبي بكر بالخلافة:

- ‌كيف ودّع المسلمون رسولهم وصلّوا عليه

- ‌أزواجه أمّهات المؤمنين وأولاده وأسباطه صلى الله عليه وسلم

- ‌أ- أزواجه صلى الله عليه وسلم:

- ‌وقفة قصيرة عند تعدّد الزوجات:

- ‌أحوال أمّهات المؤمنين رضي الله عنهن التاريخية

- ‌ب- أولاده وأسباطه صلى الله عليه وسلم:

- ‌صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقا وخلقا:

- ‌مع الله تعالى:

- ‌نظرته صلى الله عليه وسلم إلى الحياة وزهده فيها:

- ‌مع الناس:

- ‌اعتدال الفطرة وسلامة الذوق:

- ‌في منزله ومع أهله وعياله:

- ‌تقديم الأقربين في المخاوف والمغارم وتأخيرهم في الرخاء والمغانم:

- ‌رقة الشعور الإنساني ونبل العاطفة:

- ‌كرمه وحلمه:

- ‌الحفاظ على أصالة الدين والغيرة على روحه وتعاليمه:

- ‌تواضعه صلى الله عليه وسلم:

- ‌شجاعته وحياؤه:

- ‌رأفة عامة ورحمة واسعة:

- ‌أسوة كاملة وقدوة عامة:

- ‌أ- فضل البعثة المحمدية على الإنسانية

- ‌1- إعلان فريد في تاريخ الرسالات والديانات:

- ‌2- قيمة الرحمة التي اقترنت بالبعثة المحمديّة كما وكيفا:

- ‌3- البعثة المحمدية أنقذت الجيل البشري من الشقاء والهلاك:

- ‌4- مهمّة النبوة ودورها في الإنقاذ والإسعاد وطبيعة عمل الأنبياء:

- ‌5- تصوير العصر الجاهلي وتهيؤه للانهيار والانتحار:

- ‌ب- العالم الجديد في حساب البعثة المحمدية ومنحها

- ‌منح البعثة المحمديّة الستة، وأثرها في تاريخ الإنسان:

- ‌1- عقيدة التوحيد النقية الواضحة:

- ‌2- مبدأ الوحدة الإنسانية والمساواة البشرية:

- ‌3- إعلان كرامة الإنسان وسموّه:

- ‌4- محاربة اليأس والتشاؤم، وبعث الأمل والرجاء، والثقة والاعتزاز في نفس الإنسان:

- ‌5- الجمع بين الدين والدنيا، وتوحيد الصفوف المتنافرة، والمعسكرات التجارية:

- ‌6- تعيين الأهداف والغايات وميادين العمل والكفاح:

- ‌ولادة عالم جديد وإنسان جديد

- ‌أ- الغزوات

- ‌الملحق رقم (1)

- ‌ب- السرايا

- ‌الملحق رقم (2)

- ‌فهرس المراجع العربية

- ‌فهرس المراجع الأجنبية

- ‌فهرس الآيات القرآنية الكريمة

- ‌فهرس الأحاديث والآثار النبوية الشريفة

- ‌فهرس الأشعار

- ‌فهرس الأعلام

- ‌فهرس الأمكنة والمواضع

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌5- تصوير العصر الجاهلي وتهيؤه للانهيار والانتحار:

إنّ التاريخ يدلّنا على أنّ الفكر الإنسانيّ أصيب في كثير من الأحيان بنوبات عصبيّة دفعته إلى التدمير والإبادة، بدلا من التعمير والبناء، فقد رأينا مستغربين مأخوذين بالحيرة والدهشة، ورأينا بأمّ أعيننا، ونحن لا نكاد نصدّق هذا الواقع لهول المنظر وبشاعة الوضع، أنّ الإنسان قام يهدم أساسه بكلّ قوّة وحماس، ذلك الأساس الذي قام عليه صرحه الحضاريّ والفكريّ العظيم، وظلّ مشتغلا بهذه العمليّة المجنونة بكلّ شوق ورغبة، كأنّها عملية بنّاءة ومأثرة إنسانية رائعة، وخدمة ممتازة، وصار يلحّ على الوقوع في خندق الموت، وقد تملّكته السامة من الحياة، واستبدّ به الشوق إلى الهلاك، كأنّ الحياة عذاب وجحيم، والهلاك جنة ونعيم.

‌5- تصوير العصر الجاهلي وتهيؤه للانهيار والانتحار:

ذلك هو الوضع الذي ساد على العالم في القرن السادس المسيحيّ، فإننا نجد هناك استعدادات عامة للانتحار الاجتماعيّ العام، لم يكن النوع البشريّ في ذلك الزمان راضيا بالانتحار فحسب، بل كان يتساقط عليه، ويتهالك فيه، كأنّه نذر به وحلف، فيريد أن يفي بنذره ولا يحنث في قسمه، ولقد صوّر القرآن العظيم هذا المنظر وهذا الوضع تصويرا دقيقا، لا يصوّره أيّ رسّام أو أديب، أو روائيّ أو مؤرّخ:

وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها [آل عمران: 103] .

رحم الله المؤرّخين، فإنّهم لم يصوّروا الجاهلية حين سردوا لنا وقائع البعثة المحمديّة تصويرا دقيقا، وهم معذورون ومأجورون، مثابون ومشكورون، فإنّ ذخيرة الأدب واللغة لا تسعفهم كلّ الإسعاف، الحقيقة أنّ هذا الوضع في قمّة من الهيبة والفظاعة، وفي منتهى الدّقة والتعقيد، لا يمكن

ص: 617

وصفه بريشة قلم، والتعبير عنه بأيّ قدرة بيانيّة، وصلاحيّة لغوية.

هل كان العصر الجاهليّ- الذي بعث فيه محمد صلى الله عليه وسلم قضية انحطاط اجتماعيّ أو خلقيّ، هل إنّه كان قضية وثنيّة مجردة، أو قضيّة خمر وقمار، وعبث واستهتار، أو ظلم واستبداد، قضية قوانين اقتصادية جائرة، وتعسف الحكام الغاشمين، هل إنّه كان قضية وأد البنات، كلّا، إنّه كان قضية وأد الإنسانية كلّها.

لقد انتهى هذا الدور، وانقرض هذا الجيل، وغاب هذا التصوير البشع عن أعين الناس، فكيف نعيده ونمثّله، ونجعله حسّيا شاخصا تراه الأبصار، وتلمسه البنان، وجلّ ما نستطيع أن نقول: إنّه عصر جاهليّ لا يفهمه حقّ الفهم إلّا من عاش فيه واكتوى بناره، ولو كان لمصوّر يحاول التصوير يمكن أن يمثّل البشرية في صورة إنسان في غاية الجمال والصّحة، والأناقة وحسن الهندام، الإنسان الذي هو نموذج بديع فريد لصنع الله الذي أتقن كلّ شيء، والذي هو محسود الملائكة، وغاية الخلق، الذي كلّله الله بتاج خلافته، فصار زينة الوجود، ولبّ لباب الحقيقة والعرفان، وبه تحوّلت هذه الأرض الخراب اليباب إلى روضة غنّاء، وحديقة فيحاء، ثمّ يصوّر هذا الإنسان يريد أن يقفز في خندق عظيم هائل ترتفع منه ألسنة اللهب، وقد تحفّز واستجمع قواه، وجمع ثيابه، ورفع رجله في الفضاء فعلا، وكاد يقع فيه، وما هي إلا دقائق وثوان حتّى يغيب في هذا الظلام المهيب، ظلام الموت، فلعلّ هذا التصوير يصوّر بعض الجانب من العصر الجاهليّ عند بعثة النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة، فقال في إيجاز وفي إعجاز: وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها [آل عمران: 103] ، وذلك ما شرحه لسان النبوّة بمثال رائع بليغ، فقال عليه الصلاة والسلام:

ص: 618

«مثلي كمثل رجل استوقد نارا، فلمّا أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدوابّ التي تقع في النّار يقعن فيها، وجعل يحجزهنّ ويغلبنه، فيقتحمن فيها، فذلك مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقتحمون فيها» ، وقال في آخرها:«فذلك مثلي ومثلكم، أنا آخذ بحجزكم عن النار هلمّ عن النار، هلمّ عن النار، فتغلبوني وتقتحمون فيها» «1» .

لقد كانت القضيّة الكبرى في هذه القصّة كلّها أن تصل سفينة الإنسانيّة بسلامة الله وفي حفظه ورعايته إلى شاطىء النجاة، لأنّه حين يستوي الإنسان ويعتدل طبعه، وتتحلّى الحياة بالاقتصاد والاتزان، تنفعه- إذا- كلّ هذه المشروعات البنائيّة والإنمائيّة، أو الأدبيّة والعلميّة التي أوتي مواهبها كثير من أصدقاء الإنسانية وأنصارها. ومن هنالك، فإنّ الإنسانية كلّها مدينة للأنبياء عليهم الصلاة والسلام- لأنّهم أنقذوها من تلك الأخطار المحدقة التي سلّطت على رأسها كالسّيف المصلت، ولا يتحرر من منّتهم وفضلهم مشروع علميّ، ولا تخطيط اجتماعيّ، ولا مدرسة فكريّة، أو فلسفيّة.

كما أنّ العالم المعاصر مدين لهم في هذا البقاء والاستمرار، وجدارة الحياة؛ لأنّ الإنسان اعترف- أحيانا كثيرة- بلسان حاله، إن لم يقل بلسان مقاله، أنّه فقد حقّ البقاء في هذه الأرض، وأنّه لا يحمل الآن أيّ رحمة وبركة، وفيض وإفادة، ودعوة رسالة للإنسانية، إنّه رفع الدعوى في المحكمة الإلهيّة ضدّ نفسه، وشهد عليها، لقد كانت ملفّاته مهيأة للحكم

(1) متفق عليه [أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب الانتهاء عن المعاصي، برقم (6483) ، ومسلم في كتاب الفضائل، باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمّته

، برقم (2284) ، والترمذي في أبواب الأدب، باب ما جاء في مثل ابن آدم وأجله وماله، برقم (2874) ] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ص: 619

العادل الأخير، وقد نصّب الإنسان نفسه لأكبر عقوبة تتصوّر، بل لعقوبة الإعدام.

ولا عجب في ذلك، فحينما تتعدّى المدنية حدودها الطبيعية وتخرج من طورها، وتنسى القيم الخلقيّة كليّا، أو تكفر بها صراحة وعلنا، ويتغافل الإنسان عن كلّ غاية نبيلة، ومقصد شريف، وعن كل واقع وحقيقة غير الحقائق الماديّة، وتحقيق ماربه الجسديّة، وإرواء ظمئه الحيوانيّ، وحينما يحلّ محلّ القلب الإنسانيّ قلب الذئب والنمر والفهد، وتتكوّن في جسمه معدة خياليّة أو صناعية، ونفس أمّارة بالسوء، لا يقرّ لها قرار، ولا يضبطها وازع أو رادع، وحينما تصيب الإنسانيّة نوبة شديدة من الجنون، يبعث الله لها جماعة من الجرّاحين، أو عصابة من السفاحين، وتأتي لأورامها المنتفخة سكاكين من ظهر الغيب تقضي عليها، وتقطع دابرها، وتستأصل شأفتها.

إنّ فساد المدنيّة وهوسها وجنونها أشدّ من جنون الملكيّة والحكم الشخصيّ، وأوسع منه شرا لأنّه حين يجنّ جنون شخص ضعيف نحيل واحد يقضّ مضاجع أهل الحارة كلّها، وينغّص عيشهم الهادىء. تصور ماذا يحدث في العالم، إذا جنّ جنون النوع البشريّ أجمع، وتنخّر هيكل المدنية وتعفّن، وفسدت طبيعة الإنسانيّة؟ هل له من رقية أو علاج؟

إلّا أنّه لم تفسد المدنيّة فحسب في العصر الجاهليّ، بل تفسّخت جثتها، وتعفّنت، ونشأت فيها ديدان قذرة، وأصبح الإنسان يقتنص الإنسان ويصطاده، ويتلذذ بسكراته وشدائده عند الموت، ويتمتع بحالة الاحتضار، كما يتمتع أحدنا بمنظر البساتين والأشجار والورود والأزهار، ويطرب ويهتزّ لاضطرابه وتقلّبه على الحجر، ويفرح بأنين المصاب والمريض والمنكوب،

ص: 620

وصراخه وعويله، كما يفرح بالشراب الهنيء والطعام الشهيّ أو بالمنظر السارّ الجميل.

سرّح طرفك في تاريخ رومة التي تغنّت أوربة- وما تزال- بفتوحها وبطولاتها، وأمجادها وتشريعها وحضارتها، تجد نموذجا حيّا للقسوة البشريّة التي بلغت قمّتها في هذا العصر، يقول «ليكي» في كتابه «تاريخ أخلاق أوربة» يصوّر جانبا من همجيّة الإنسان وضراوته، ووحشيّته النادرة، يقول:

«إنّ أكثر المناظر سحرا على نفوس أهل رومة، وأعظم تسلية ومتعة لهم، حين كان يسقط الجريح في مبارزة أحد الأبطال من بني جنسه، أو مصارعة سبع ضار يتشحّط في دمه، هنالك كان يفلت الزمام، ويغلب الناس على أمرهم، ويفقدون رشدهم، فيتهالك الحشد الحاشد- وفيه النساء والأطفال والشيوخ العجّز- على الدنوّ من هذا المنظر الرهيب، والإنسان البائس الشقيّ، وهو من بني جلدتهم وأبناء بلادهم، ليمتّعوا نفوسهم بمشاهدة احتضاره، وليرنّ في آذانهم رنين أنينه، فقد كان أجمل من كلّ غناء وموسيقا، وسجع الطيور، وكان رجال الشّرطة الذين كان من واجبهم المحافظة على النظام، يقفون مشدوهين مكتوفي الأيدي أمام هذه الموجة العارمة من المتعة الظالمة الآثمة، لا يملكون من أمرهم شيئا» «1» .

لقد كانت قصّة الجاهلية الأولى أنّ حجرها الأساسيّ حاد عن موضعه، بل تحطّم وتهشّم ولم يبق أمل في إصلاحه، ووضعه في محلّه الصحيح، ووقف الإنسان أمام المحكمة الإلهيّة ينتظر الحكم النهائي الأخير في مصيره، هنالك بعث محمد صلى الله عليه وسلم ونادى صوت السماء: وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ [الأنبياء: 107] .

(1) راجع «تاريخ أخلاق أوربة» للمؤلف الإنجليزي ليكي، ج 1، ص 230.

ص: 621