الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أول قتيل:
وقام عمير بن الحمام الأنصاريّ، فقال: يا رسول الله! جنّة عرضها السّماوات والأرض؟
قال: «نعم» .
قال: بخ بخ «1» يا رسول الله!.
قال: ما يحملك على قولك بخ بخ؟
قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: فإنك من أهلها، فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهنّ، ثمّ قال: لئن حييت حتى آكل من تمراتي هذه، إنّها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثمّ قاتل، حتّى قتل فكان أول قتيل «2» .
والناس على مصافّهم، صابرون ذاكرون الله كثيرا، وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قتالا شديدا، وكان أقرب الناس من العدوّ، وكان من أشدّ الناس يومئذ بأسا «3» ، ونزّل الله الملائكة بالرحمة والنصر، وقاتلوا المشركين، وهو قوله تعالى:
إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ [الأنفال: 12] .
(1)[بخ (بكسر الخاء وإسكانها) : كلمة تقال في موضع الإعجاب] .
(2)
زاد المعاد: ج 1، ص 345، و «سيرة ابن كثير» ج 1، ص 421، [وأخرجه مسلم في كتاب الإمارة، باب ثبوت الجنة للشهيد، برقم (1901) ، والحاكم في المستدرك (3/ 426) ؛ وأحمد في المسند (3/ 136- 137) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه] .
(3)
سيرة ابن كثير: ج 1، ص 425.