الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألا كلّ شيء من أمر الجاهلية تحت قدميّ موضوع، ودماء الجاهليّة موضوعة، وإنّ أوّل دم أضعه من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل.
وربا الجاهلية موضوع، وأوّل ربا أضع من ربانا ربا العبّاس بن عبد المطلب، فإنّه موضوع كلّه.
فاتّقوا الله في النساء، فإنّكم أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهنّ بكلمة الله، ولكم عليهنّ ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهنّ ضربا غير مبرّح، ولهنّ عليكم رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف.
وقد تركت فيكم ما لن تضلّوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عنّي، فماذا أنتم قائلون؟» .
قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت وأديت ونصحت.
فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السّماء وينكبها إلى الناس: «اللهمّ اشهد» ثلاث مرّات «1» .
[نص خطبة النبي ص]
وهذا نصّ الخطبة التي خطبها صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق:
«يا أيّها الناس! هل تدرون في أيّ شهر أنتم؟ وفي أيّ يوم أنتم؟ وفي أيّ بلد أنتم؟» .
(1) أخرجه مسلم [في كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (1218) ] وأبو داود [في كتاب المناسك، باب صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (1905) ] وغيرهما عن جابر رضي الله عنه، [وأخرجه البخاري في كتاب المغازي. باب حجة الوداع، برقم (4406) ، ومسلم في كتاب القسامة والمحاربين، برقم (1679) ، من حديث أبي بكرة رضي الله عنه، وأخرجه الترمذي في أبواب تفسير القرآن، سورة التوبة، برقم (3087) ، وابن ماجه في أبواب المناسك، باب الخطبة يوم النحر، برقم (3055) من حديث عمرو بن الأحوص] .
فقالوا: في يوم حرام، وبلد حرام، وشهر حرام.
ثمّ قال: «اسمعوا منّي تعيشوا، ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا، ألا لا تظلموا، إنّه لا يحلّ مال امرىء مسلم إلا بطيب نفس منه.
ألا! وإنّ كلّ دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية تحت قدميّ هذه، إلى يوم القيامة، وإنّ أول دم يوضع دم ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب، كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل.
ألا وإنّ كلّ ربا في الجاهلية موضوع، وإنّ الله عز وجل قضى أنّ أوّل ربا يوضع ربا العبّاس بن عبد المطّلب، لكم رؤوس أموالكم، لا تظلمون ولا تظلمون.
ألا وإنّ الزّمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، ثمّ قرأ:
إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [التوبة: 36] .
ألا لا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض.
ألا إنّ الشيطان قد أيس أن يعبده المصلّون، ولكنّه في التحريش بينكم، واتّقوا الله في النساء، فإنهنّ عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، إنّ لهن عليكم حقا، ولكم عليهنّ حقا ألّا يوطئن فرشكم أحدا غيركم، ولا يأذنّ في بيوتكم لأحد تكرهونه، فإن خفتم نشوزهنّ، فعظوهنّ، واهجروهنّ في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرّح، ولهنّ رزقهنّ وكسوتهنّ بالمعروف، وإنّما أخذتموهنّ بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله
عزّ وجلّ، ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدّها إلى من ائتمنه عليها» .
وبسط يديه، وقال:«ألا هل بلّغت؟! ألا هل بلّغت؟!» .
ثمّ قال: «ليبلّغ الشاهد الغائب، فإنّه ربّ مبلّغ أسعد من سامع» «1» .
(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند [5/ 73] عن أبي حرة الرقاشي عن عمّه، وقال الهيثمي في المجمع (3/ 266) : رواه أحمد، وأبو حرة الرقاشي وثّقه أبو داود وضعّفه ابن معين، وفيه عليّ بن زيد وفيه كلام.