الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول زيد بن ثابت- رضي الله عنه: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الرّبيع، فقال لي: إن رأيته فأقرئه منّي السلام وقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجدك؟ قال: فجعلت أطوف بين القتلى، فأتيته وهو باخر رمق، وفيه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة سيف، ورمية سهم فقلت: يا سعد! إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟ فقال: وعلى رسول الله السلام، وقل له: يا رسول الله! أجد ريح الجنّة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف، وفاضت نفسه من وقته «1» .
وقال عبد الله بن جحش في ذلك اليوم: اللهمّ! إنّي أقسم عليك أن ألقى العدوّ غدا، فيقتلوني، ثم يبقروا بطني، ويجدعوا أنفي وأذني، ثم تسألني: فيم ذاك؟ فأقول: فيك!.
عودة المسلمين إلى مركزهم:
ولمّا عرف المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم نهضوا به، ونهض معهم نحو الشّعب، وأدركه أبيّ بن خلف، وهو يقول: أي محمد لا نجوت إن نجوت، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«دعوه» ، فلمّا دنا تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من أحد أصحابه، ثم استقبله وطعنه في عنقه طعنة تقلّب بها عن فرسه مرارا «2» .
(1) زاد المعاد: ج 2، ص 353 [أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 201) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والبيهقي في «الدلائل» (3/ 248) ، والطبري في تاريخه (2/ 528) من طريق ابن إسحاق] .
(2)
سيرة ابن هشام: (2/ 84) [أخرجه البيهقي في «السنن» (9/ 24) ، والحاكم في المستدرك (3/ 199- 200) ، وأبو نعيم في «الحلية» و (1/ 109) من حديث سعد بن-
وخرج عليّ بن أبي طالب، فملأ درقته «1» ماء، وغسل من وجهه الدم، وكانت فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم تغسله، وعليّ يسكب الماء بالمجنّ «2» ، فلمّا رأت فاطمة أنّ الماء لا يزيد الدم إلا كثرة، أخذت قطعة من حصير، فأحرقتها، وألصقتها، فاستمسك الدّم «3» .
وكانت عائشة بنت أبي بكر وأمّ سليم تنقلان القرب على متونهما تفرغانها في أفواه القوم، ثمّ ترجعان فتملأ انها، ثم تجيئان، فتفرغانها في أفواه القوم «4» ، وكانت أمّ سليط تزفر «5» لهما القرب «6» .
ووقعت هند بنت عتبة، والنّسوة اللائي معها يمثّلن بالقتلى من المسلمين، يجد عن الآذان والآنف، وبقرت عن كبد حمزة- رضي الله عنه فمضغتها، فلم تستطع أن تسيغها، فلفظتها «7» .
- وقاص رضي الله عنه، وصحّحه الحاكم ووافقه الذهبي] .
(1)
[الدّرقة: التّرس من جلد ليس فيه خشب ولا عقب] .
(2)
[المجن: قد تكرّر في الأحاديث ذكر «المجنّ والمجانّ» وهو التّرس والتّرسة، والميم زائدة لأنّه من الجنّة] .
(3)
رواه البخاري في «غزوة أحد» باب «ما أصاب النبي من الجراح يوم أحد» [برقم (4075) ] ، ومسلم في [كتاب الجهاد والسير] باب «غزوة أحد» [برقم (1790) ] باختلاف يسير، [وأحمد في المسند (5/ 330) ، وابن ماجه في أبواب الطب، باب دواء الجراحة، برقم (3464) من حديث سهل بن سعد السّاعدي رضي الله عنه] وابن هشام: ج 2، ص 85 وزاد المعاد: ج 1، ص 352.
(4)
رواه البخاري [في كتاب المغازي](غزوة أحد) باب إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا [برقم (4064) ] ، ومسلم [في كتاب الجهاد] في باب غزوة النساء مع الرجال [برقم (1811) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه] .
(5)
تزفر: تستقي.
(6)
رواه البخاري، [في كتاب المغازي] باب «أم سليط» [برقم (4071) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه] .
(7)
سيرة ابن هشام: ج 2، ص 91.