الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقالت عائشة: «كان ألين الناس، وأكرم الناس، وكان ضحّاكا بسّاما» «1» .
وعن أنس- رضي الله عنه قال: «ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم» «2» .
وعن عائشة- رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» «3» .
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه قال: «ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما قطّ، إن اشتهاه أكله، وإنّ كرهه تركه» «4» .
تقديم الأقربين في المخاوف والمغارم وتأخيرهم في الرخاء والمغانم:
وكان شعاره الدائم في أهل بيته وعياله، وأقرب الناس إليه تقديمهم في المخاوف والمغارم، وتأخيرهم في الرخاء والمغانم.
طلب عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة- وهم كانوا من أبطال العرب المرموقين- من يبارزهم من قريش، وممّن فارق دينهم من أهل مكّة، وهاجر منها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعرف الناس بمكانتهم وبغنائهم في
(1) أخرجه ابن عساكر [في تاريخ دمشق (3/ 383) ] .
(2)
أخرجه مسلم [في كتاب الفضائل، باب رحمته صلى الله عليه وسلم للصبيان والعيال..، برقم (2316) ] .
(3)
[أخرجه الترمذي في أبواب المناقب، باب فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، برقم (3895) ، وابن ماجه في أبواب النكاح، باب حسن معاشرة النساء، برقم (1977) ] .
(4)
متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب الأطعمة، باب: ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما، برقم (3563) ، ومسلم في كتاب اللباس والزينة، باب: لا يعيب الطعام، برقم (2064) ، وأبو داود كتاب الأطعمة، باب في كراهية ذمّ الطعام، برقم (3763) ، والترمذي في أبواب البر والصلة، باب: ما جاء في ترك العيب للنعمة، برقم (2031) ] .
الحرب، وكان في قريش من ينهض لذلك من الأبطال والفرسان، فلم يزد أن قال:«قم يا حمزة! قم يا عليّ! قم يا عبيدة!» وهم من أقرب الناس إليه رحما ودما، وأحبّهم إليه، ولم يؤثر أحدا عليهم، ضنّا بحياتهم وإبقاء عليهم، وكان من صنع الله تعالى أن كتب لهم الغلبة والانتصار على منافسيهم، ورجع حمزة وعليّ سالمين مظفّرين، وحمل عبيدة جريحا «1» .
ولمّا أراد أن يحرّم الرّبا، ويهدر دم الجاهلية القديمة، بدأ بعمّه العبّاس بن عبد المطلب، وابن أخ له من بني هاشم، ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب. فقال في خطبته في حجّة الوداع:«وربا الجاهلية موضوع، وأوّل ربا أضع من ربانا: ربا العباس بن عبد المطلب، ودماء الجاهلية موضوعة، وإنّ أول دم أضع من دمائنا دم ربيعة بن الحارث» «2» .
أمّا في الرّخاء وعند المغانم، فكان دائما يؤخّرهم، ويؤثر عليهم غيرهم خلافا للملوك والقادة والزعماء- يقول عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه: إنّ فاطمة- عليها السلام اشتكت ما تلقى من الرّحى ممّا تطحن، فبلغها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بسبي، فأتته تسأله خادما، فلم توافقه، فذكرت لعائشة، فجاء النّبيّ صلى الله عليه وسلم فذكرت عائشة له، فأتانا، وقد دخلنا مضاجعنا، فذهبنا لنقوم، فقال:«على مكانكما» ، حتّى وجدت برد قدميه على صدري، فقال:«ألا أدلّكما على خير ممّا سألتماني، إذا أخذتما مضاجعكما فكبّرا الله أربعا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وسبّحا ثلاثا وثلاثين، فإنّ ذلك خير لكما ممّا سألتماه» «3» .
(1)[انظر تخريجه في غزوة بدر في الفصل الخامس، ص 309] .
(2)
[خرّجنا هذا الحديث عن جابر عبد الله رضي الله عنهما في الفصل الخامس في حجة النبي صلى الله عليه وسلم، انظر صفحة (521) ] .
(3)
أخرجه البخاري في كتاب الجهاد، باب «الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله صلى الله عليه وسلم» -