الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تواضعه صلى الله عليه وسلم:
أمّا تواضعه صلى الله عليه وسلم فقد بلغ الغاية فيه، فلم يكن يحبّ التمييز في شيء، ولا أن يقوم له النّاس، وأن يبالغوا في مدحه، فيطروه، كما أطرت الأمم السابقة أنبياءها، أو أن يرفعوه من منزلة العبوديّة والرسالة.
قال أنس: لم يكن شخص أحبّ إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنّا إذا رأيناه لم نقم له لما نعلم من كراهيته لذلك «1» .
وقيل له: يا خير البريّة! فقال: «ذاك إبراهيم- عليه السلام» «2» .
وروي عن عمر بن الخطّاب- رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، فإنّما أنا عبد، فقولوا:
عبد الله ورسوله» «3» .
وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستنكف أن يمشي مع العبد، ولا مع الأرملة، حتّى يفرغ لهم من حاجتهم «4» .
وعن أنس قال: كانت الأمة من إماء المدينة لتأخذ بيد النّبيّ صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت «5» .
(1)[أخرجه الترمذي في أبواب الأدب، باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل، برقم (2754) ] وأحمد في المسند (3/ 132) .
(2)
[أخرجه مسلم في كتاب الفضائل، باب من فضل إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم، برقم (2369) ، وأبو داود في كتاب السنة، باب في التخيير بين الأنبياء عليهم السلام، برقم (4672) ، والترمذي في أبواب تفسير القرآن، برقم (3352) ، وأحمد (3/ 178) ] .
(3)
[قد سبق تخريجه قبل قليل] .
(4)
أخرجه البيهقي [في «دلائل النبوة» (1/ 329) ، والحاكم في المستدرك (2/ 614) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه] .
(5)
[أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب الكبر، برقم (6072) ] أخرجه أحمد في-
ولمّا قدم عليه عديّ بن حاتم الطائيّ، دعاه إلى منزله فألقت إليه الجارية وسادة يجلس عليها، فجعلها بينه وبين عديّ، وجلس على الأرض.
قال عديّ: فعرفت أنّه ليس بملك «1» .
وعن أنس- رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويشهد الجنازة، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد «2» .
وعن جابر- رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلّف في المسير فيزجي «3» الضعيف ويدعو له «4» .
وعن أنس- رضي الله عنه أنّه كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة «5» السّنخة «6» ، فيجيب «7» .
- المسند، (3/ 198- 215) ، وجمع الفوائد، ج 2، كتاب المناقب، باب صفاته وأخلاقه صلى الله عليه وسلم.
(1)
زاد المعاد: ج 1، ص 43.
(2)
أخرجه الترمذي في «الشمائل» باب: تواضع النبي صلى الله عليه وسلم، [برقم (328) ، وأخرجه في جامعه في أبواب الجنائز، باب آخر في سنة عيادة المريض وشهود الجنازة، برقم (1017) ، وابن ماجه في أبواب الزهد، باب البراءة من الكبر والتواضع، برقم (4178) ، والحديث ضعيف فيه مسلم الأعور، قال الدارقطني في علله (2/ 162) : ضعيف] .
(3)
[أي يسوقه ليلحقه بالرّفاق] .
(4)
ذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» . [وأخرجه أبو داود في كتاب الجهاد، باب لزوم الساقة، برقم (2639) ] .
(5)
الإهالة: كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به.
(6)
السنخة: المتغيرة الريح.
(7)
أخرجه الترمذي في الشمائل، في باب «تواضع النّبي صلى الله عليه وسلم» [برقم (328) ، وأخرجه في جامعه في أبواب الجنائز، باب في سنة عيادة المريض وشهود الجنازة، برقم (1017) ، وأحمد في المسند (3/ 133- 208) ] .