المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كيف حج النبي صلى الله عليه وسلم - السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي

[أبو الحسن الندوي]

فهرس الكتاب

- ‌بين يديّ الكتاب

- ‌الشّيخ ابو الحسن النّدوي و «السّيرة النّبويّة»

- ‌ترجمة العلّامة المؤلّف

- ‌اسمه ونسبه وأسرته:

- ‌ميلاده ونشأته:

- ‌دراسته الجامعيّة:

- ‌في سلك التدريس:

- ‌نشاطاته الدعويّة والإصلاحية:

- ‌رحلته مع الكتابة والتأليف:

- ‌رئاسته لتحرير المجلّات والجرائد الإسلامية والإشراف عليها:

- ‌رحلاته:

- ‌تقدير وتكريم:

- ‌رئاسته وعضويته للجامعات والمجامع:

- ‌وفاته:

- ‌خلقه وخلقه:

- ‌مؤلّفاته:

- ‌خريطة الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية

- ‌العصر الجاهليّ

- ‌نظرة إجماليّة على الوضع الدّيني في القرن السّادس المسيحيّ

- ‌1- اليهودية:

- ‌2- المسيحية:

- ‌3- المجوس:

- ‌4- البوذية:

- ‌5- البرهميّة:

- ‌6- الجاهليّة العربية:

- ‌خريطة الوضع السياسي للجزيرة العربية قبل الإسلام

- ‌إطلالة على البلاد والأمم في القرن السّادس المسيحيّ

- ‌1- الإمبراطوريّة الرّومانيّة الشرقيّة:

- ‌2- الإمبراطورية الإيرانية السّاسانية

- ‌3- الهند:

- ‌4- أوربّة:

- ‌5- الجزيرة العربية في العصر الجاهلي:

- ‌ظلام مطبق ويأس قاتل:

- ‌نظرة عامّة على العصر الجاهلي:

- ‌ظهر الفساد في البرّ والبحر

- ‌لماذا بعث النّبيّ صلى الله عليه وسلم في جزيرة العرب

- ‌فترة حالكة مؤيسة:

- ‌الحاجة إلى نبيّ مرسل:

- ‌خريطة توزيع القبائل العربية في جزيرة العرب

- ‌خريطة بعض الأوثان التي عبدها العرب في الجاهلية

- ‌جزيرة العرب قبل البعثة

- ‌تحديد جزيرة العرب:

- ‌طبيعة الجزيرة، وأهلها:

- ‌مراكز عمران وحضارة:

- ‌طبقات العرب:

- ‌وحدة اللغة:

- ‌جزيرة العرب في تاريخ الأمم والديانات:

- ‌صلة الجزيرة بالنبوّات، والأديان السماوية:

- ‌إسماعيل عليه السلام في مكة:

- ‌قبيلة قريش:

- ‌بنو هاشم:

- ‌الوثنية في مكة: تاريخها ومصادرها:

- ‌حادثة الفيل:

- ‌خريطة أصحاب الفيل

- ‌إيمان قريش بمكانة البيت عند الله:

- ‌وقع حادثة الفيل ودلالتها:

- ‌مكّة زمن البعثة وعند ظهور الإسلام

- ‌مكّة مدينة لا قرية:

- ‌نشأة مكّة الجديدة وصاحبها:

- ‌تنظيم حياة وتوزيع مناصب ومسؤوليات:

- ‌خريطة مكة المكرمة

- ‌النشاط التجاري وحركة التصدير والاستيراد:

- ‌مكة المكرمة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الحالة الاقتصادية والعملة والمكاييل:

- ‌أثرياء قريش ومترفوها:

- ‌الصناعات والثقافة والآداب في مكّة:

- ‌القوّة الحربية:

- ‌كبرى مدن الجزيرة وعاصمتها الروحية والاجتماعية:

- ‌الناحية الخلقية:

- ‌الناحية الدينية:

- ‌شجرة النّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌عبد الله وآمنة:

- ‌ولادته الكريمة ونسبه الزكيّ:

- ‌إمارات خارقة للعادة لولادة عالم جديد، وبعث للإنسانية جديد:

- ‌رضاعته صلى الله عليه وسلم:

- ‌خريطة ديار بني سعد

- ‌وفاة عبد الله وآمنة وعبد المطّلب وكفالة أبي طالب:

- ‌قصّة الراهب بحيرى:

- ‌مثال غريب من التعصّب الدينيّ

- ‌التربية الإلهية:

- ‌زواجه- صلى الله عليه وسلم من خديجة:

- ‌قصة بنيان الكعبة ودرء فتنة عظيمة:

- ‌حلف الفضول:

- ‌قلق غامض وعدم ترقّب لنبوّة أو رسالة:

- ‌تباشير الصبح وطلائع السعادة:

- ‌في غار حراء:

- ‌مبعثه- صلى الله عليه وسلم

- ‌في بيت خديجة- رضي الله عنها

- ‌بين يدي ورقة بن نوفل:

- ‌إسلام خديجة رضي الله عنها وأخلاقها:

- ‌إسلام علي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة رضي الله عنهما:

- ‌إسلام أبي بكر بن أبي قحافة وفضله في الدعوة إلى الإسلام:

- ‌إسلام أشراف من قريش:

- ‌الدّعوة جهارا على جبل «الصّفا» :

- ‌الحكمة البليغة في الدعوة والتعليم:

- ‌إظهار قومه العداوة وحدب أبي طالب عليه:

- ‌بين رسول الله- صلى الله عليه وسلم وأبي طالب:

- ‌لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري:

- ‌تعذيب قريش للمسلمين:

- ‌محاربة قريش لرسول الله- صلى الله عليه وسلم وتفنّنهم في الإيذاء:

- ‌ما فعل كفّار قريش بأبي بكر:

- ‌حيرة قريش في وصف رسول الله- صلى الله عليه وسلم

- ‌قسوة قريش في إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبالغتهم في ذلك:

- ‌إسلام حمزة بن عبد المطلب:

- ‌ما دار بين عتبة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌هجرة المسلمين إلى الحبشة:

- ‌خريطة الهجرة إلى الحبشة

- ‌تعقّب قريش للمسلمين:

- ‌تصوير جعفر بن أبي طالب للجاهلية وتعريفه بالإسلام:

- ‌خيبة وفد قريش:

- ‌إسلام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه:

- ‌مقاطعة قريش لبني هاشم والإضراب عنهم:

- ‌في شعب أبي طالب:

- ‌نقض الصحيفة وإنهاء المقاطعة:

- ‌وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنهما:

- ‌وقع القرآن في القلوب السليمة:

- ‌الخروج إلى الطّائف وما لقي فيها من الأذى:

- ‌أضواء على الطائف:

- ‌في الطائف:

- ‌الإسراء والمعراج

- ‌معاني الإسراء والمعراج العميقة ومراميها البعيدة:

- ‌فرض الصّلوات:

- ‌عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل:

- ‌الطريق إلى الإسلام:

- ‌بدء إسلام الأنصار:

- ‌بيعة العقبة الأولى:

- ‌سبب تهيّؤ الأنصار للإسلام:

- ‌خصائص المدينة المنوّرة (يثرب) :

- ‌انتشار الإسلام في المدينة:

- ‌بيعة العقبة الثانية:

- ‌إذن الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالهجرة إلى المدينة:

- ‌تامر قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم التامر الأخير، وخيبتهم فيما أرادوا:

- ‌خريطة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌هجرة الرّسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة

- ‌تناقض غريب:

- ‌درس من الهجرة:

- ‌إلى غار ثور:

- ‌من روائع الحبّ:

- ‌ولله جنود السموات والأرض:

- ‌أدقّ لحظة مرّت بها الإنسانيّة:

- ‌لا تحزن إنّ الله معنا:

- ‌ركوب سراقة في أثر الرسول صلى الله عليه وسلم وما وقع له:

- ‌نبوءة لا يسيغها العقل الماديّ:

- ‌رجل مبارك:

- ‌تصوير المدينة عند الهجرة

- ‌اختلاف بين المجتمع المكيّ والمجتمع المدنيّ:

- ‌ اليهود

- ‌الأوس والخزرج:

- ‌الوضع الطبيعيّ:

- ‌الحالة الدينيّة والمكانة الاجتماعيّة:

- ‌الحالة الاقتصادية والحضارية:

- ‌الوضع المعقد الذي واجهه الرسول صلى الله عليه وسلم في مدينة يثرب:

- ‌خريطة أثرية تقريبية للمدينة المنورة

- ‌مساكن القبائل الهامة ومواقع الغزوات الإسلامية

- ‌في المدينة

- ‌كيف استقبلت المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مسجد قباء وأول جمعة في المدينة:

- ‌في بيت أبي أيوب الأنصاريّ:

- ‌بناء المسجد النبويّ والمساكن:

- ‌المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:

- ‌كتابه صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار وموادعة يهود:

- ‌شرع الأذان:

- ‌ظهور النفاق والمنافقين في المدينة:

- ‌طلائع عداء اليهود:

- ‌تحويل القبلة:

- ‌تحرّش قريش بالمسلمين بالمدينة:

- ‌الإذن بالقتال

- ‌سرية عبد الله بن جحش:

- ‌غزوة الأبواء:

- ‌فرض صوم رمضان:

- ‌خريطة السرايا قبل غزوة بدر

- ‌خريطة غزوة بدر الكبرى 17/ رمضان 2 ه

- ‌معركة بدر الحاسمة: سنة اثنتين من الهجرة

- ‌أهميّة معركة بدر:

- ‌تجاوب الأنصار وتفانيهم في الطاعة:

- ‌تنافس الغلمان في الجهاد والشهادة:

- ‌التفاوت بين المسلمين والكفار في العدد والعدد:

- ‌أمرهم شورى بينهم:

- ‌الرسول القائد:

- ‌استعداد للمعركة:

- ‌دعاء وتضرّع، ومناشدة وشفاعة:

- ‌تعريف دقيق بالأمّة وتحديد لمركزها ورسالتها:

- ‌هذان خصمان اختصموا في ربّهم:

- ‌التحام الفريقين ونشوب الحرب:

- ‌أول قتيل:

- ‌مسابقة الإخوة في قتل أعداء الله ورسوله:

- ‌الفتح المبين:

- ‌وقع معركة بدر:

- ‌إخاء العقيدة فوق إخاء الولادة:

- ‌كيف عامل المسلمون الأسرى

- ‌تعليم غلمان المسلمين فداء الأسرى:

- ‌خريطة السرايا والغزوات بين بدر وأحد

- ‌خريطة إجلاء بني قينقاع شوال سنة 2 للهجرة

- ‌غزوات وسرايا بين بدر وأحد

- ‌غزوة السويق:

- ‌إجلاء بني قينقاع:

- ‌قتل كعب بن الأشرف:

- ‌خريطة غزوة أحد 15 شوال 3 هجرية

- ‌غزوة أحد شوّال سنة ثلاث من الهجرة

- ‌الحميّة الجاهلية وأخذ الثأر:

- ‌في ميدان أحد:

- ‌مسابقة بين أتراب:

- ‌المعركة:

- ‌رسم ساحة القتال في غزوة أحد

- ‌شهادة حمزة بن عبد المطلّب ومصعب بن عمير رضي الله عنهما:

- ‌غلبة المسلمين:

- ‌كيف دارت الدائرة على المسلمين

- ‌روائع من الحبّ والفداء:

- ‌عودة المسلمين إلى مركزهم:

- ‌صبر امرأة مؤمنة:

- ‌كيف دفن مصعب بن عمير وشهداء أحد

- ‌إيثار النساء لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌اتّباع المسلمين أثر العدوّ واستماتتهم في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌تربية نفوس المسلمين:

- ‌أحبّ إلى النفس من النفس:

- ‌خريطة يوم الرجيع

- ‌بئر معونة:

- ‌كلمة قتيل كانت سببا لإسلام القاتل:

- ‌خريطة إجلاء بني النضير ربيع الأول سنة 4 هجرية

- ‌إجلاء بني النّضير

- ‌غزوة ذات الرقاع:

- ‌من يمنعك مني

- ‌غزوات لم يكن فيها قتال:

- ‌خريطة السرايا والغزوات بين أحد والخندق

- ‌غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب شوّال سنة خمس من الهجرة

- ‌خريطة غزوة الخندق شوال 5 ه

- ‌الحكمة ضالّة المؤمن:

- ‌روح المساواة والمواساة بين المسلمين:

- ‌نور الفتوح الإسلاميّة في ظلام الحصار والشدّة:

- ‌المعجزات النبوية في الغزوة:

- ‌إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم:

- ‌بين فارس الإسلام وفارس الجاهلية:

- ‌أمّ تحرّض ابنها على القتال والشهادة:

- ‌ولله جنود السموات والأرض:

- ‌غزوة بني قريظة سنة خمس من الهجرة

- ‌نقض بني قريظة العهد:

- ‌المسير إلى بني قريظة:

- ‌ندم أبي لبابة وتوبة الله عليه:

- ‌موافقة لشريعة بني إسرائيل:

- ‌العفو عمّن ظلم وعطاء من حرم:

- ‌غزوة بني المصطلق وقصّة الإفك

- ‌[غزوة بني المصطلق شعبان 5 هجرية]

- ‌قصّة الإفك:

- ‌صلح الحديبية ذو القعدة سنة ست من الهجرة

- ‌رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتهيّؤ المسلمين لدخول مكة:

- ‌إلى مكة بعد عهد طويل:

- ‌فزع قريش من دخول المسلمين في مكّة:

- ‌امتحان الحبّ والوفاء:

- ‌بيعة الرضوان:

- ‌وساطات ومفاوضات:

- ‌معاهدة وصلح:

- ‌حكمة وحلم وتنازل:

- ‌صلح وامتحان:

- ‌ابتلاء المسلمين في الصلح والعودة إلى المدينة:

- ‌صلح مهين أم فتح مبين

- ‌عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم:

- ‌كيف تحوّل الصلح إلى الفتح والنصر

- ‌إسلام خالد بن الوليد وعمرو بن العاص:

- ‌خريطة غزوة الحديبية ذي القعدة 6 هجرية

- ‌خريطة كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك

- ‌دعوة الملوك والأمراء إلى الإسلام أواخر سنة ستّ وأوائل سنة أربع من الهجرة

- ‌دعوة حكمة:

- ‌الكتب التي أرسلت إلى الملوك:

- ‌وكتب إلى النجاشي ملك الحبشة:

- ‌وكتب إلى المقوقس عظيم القبط:

- ‌اعتبارات حكيمة خاصة بالملوك الذين وجّهت إليهم هذه الرسائل:

- ‌من هم هؤلاء الملوك

- ‌هرقل الأول قيصر الروم (610- 641 م) :

- ‌كسرى أبرويز (خسرو أبرويز الثاني) (950- 628) :

- ‌المقوقس:

- ‌النجاشيّ:

- ‌حوار بين «هرقل» وأبي سفيان:

- ‌من هم الأريسيون

- ‌رسائل إلى أمراء العرب:

- ‌غزوة بني لحيان وغزوة ذي قرد:

- ‌غزوة خيبر سنة سبع من الهجرة

- ‌جائزة من الله:

- ‌جيش مؤمن تحت قيادة نبيّ:

- ‌قائد منصور:

- ‌بين أسد الإسلام وبطل اليهود:

- ‌عمل قليلا وأجر كثيرا:

- ‌ما على هذا اتبعتك:

- ‌شرط البقاء في خيبر:

- ‌روح التسامح الديني:

- ‌قدوم جعفر بن أبي طالب:

- ‌محاولة أثيمة لليهود:

- ‌أثر غزوة خيبر:

- ‌فتوح ومغانم:

- ‌تعفّف المهاجرين:

- ‌عمرة القضاء:

- ‌التنافس في حضانة البنت وتكافؤ المسلمين في الحقوق:

- ‌قاتل سفير المسلمين وعقوبته:

- ‌أول جيش في أرض الروم:

- ‌ما نقاتل الناس بعدد ولا قوة:

- ‌قتال المستميتين وصولة الأسود:

- ‌قيادة خالد الحكيمة:

- ‌خبر عيان لا بيان:

- ‌الطيّار ذو الجناحين:

- ‌حبّ نبويّ وعاطفة إنسانية:

- ‌كرّارون لا فرّارون:

- ‌بين مؤتة وفتح مكة:

- ‌خريطة فتح مكة المكرمة رمضان 8 هجرية

- ‌تمهيد لفتح مكة:

- ‌نقض بني بكر وقريش الحلف:

- ‌الاستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌براءة الذمة وإقامة الحجة:

- ‌محاولة قريش لتجديد العهد:

- ‌إيثار النّبيّ على الآباء والأبناء:

- ‌حيرة أبي سفيان وإخفاقه:

- ‌التأهب لمكّة وكتاب حاطب بن أبي بلتعة:

- ‌عفو عمّن ظلم:

- ‌أبو سفيان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌عفو عامّ وأمن بسيط:

- ‌أبو سفيان أمام موكب الفتح:

- ‌دخول خاشع متواضع، لا دخول فاتح متعال:

- ‌مناوشات قليلة:

- ‌تطهير الحرم من الأوثان:

- ‌اليوم يوم برّ ووفاء:

- ‌الإسلام دين توحيد ووحدة:

- ‌نبيّ المحبّة ورسول الرحمة:

- ‌لا تمييز في تنفيذ حدود الله:

- ‌عفو عن الأعداء الألدّاء:

- ‌بين هند بنت عتبة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌المحيا محياكم والممات مماتكم:

- ‌كيف انقلب العدوّ محبا والماجن تقيا:

- ‌إزالة آثار الجاهليّة وشعائر الوثنيّة:

- ‌أثر فتح مكّة:

- ‌أمير شابّ حديث السنّ:

- ‌محاولة أخرى لإطفاء نور الله بالأفواه:

- ‌اجتماع هوازن

- ‌لا رجعة للوثنيّة:

- ‌في وادي حنين:

- ‌شماتة الأعداء وتزلزل ضعاف الإيمان:

- ‌الفتح والسكينة:

- ‌آخر غزوة ضدّ الإسلام والمسلمين:

- ‌في أوطاس:

- ‌غزوة الطّائف شوّال سنة ثمان من الهجرة

- ‌فلول ثقيف:

- ‌حصار الطائف:

- ‌الرحمة في ميدان الحرب:

- ‌رفع الحصار:

- ‌سبايا حنين ومغانمها:

- ‌حبّ الأنصار وإيثارهم:

- ‌ردّ السبايا على هوازن:

- ‌رقّة وكرم:

- ‌عمرة الجعرانة:

- ‌طائعون لا كارهون:

- ‌لا هوادة مع الوثنية:

- ‌إسلام كعب بن زهير:

- ‌أثر غزوة تبوك النفسيّ وسببها:

- ‌زمن الغزوة:

- ‌تنافس الصحابة في الجهاد والمسير:

- ‌مسير الجيش إلى تبوك:

- ‌تخوّف العرب من الرّوم:

- ‌الصلح بين الرسول وأصحاب أيلة:

- ‌عودة الرسول إلى المدينة:

- ‌في جنازة مسلم مسكين:

- ‌ابتلاء كعب بن مالك ونجاحه فيه:

- ‌نظرة على الغزوات:

- ‌أوّل حجّ في الإسلام:

- ‌عام الوفود سنة تسع من الهجرة

- ‌تقاطر الوفود إلى المدينة وأثرها في الحياة:

- ‌بين وثنيّ جاهل وبين نبيّ معلّم:

- ‌فرض الزكاة والصدقات:

- ‌خريطة حجة الوداع والطريق الذي سلكه النبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌حجّة الوداع سنة عشر من الهجرة

- ‌حجة الوداع وأوانها:

- ‌قيمتها البلاغية والتربوية:

- ‌تسجيل دقائق حجّة النبيّ:

- ‌سياق حجّته صلى الله عليه وسلم إجماليا:

- ‌كيف حجّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم

- ‌خطبة النّبيّ صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع:

- ‌[نص خطبة النبي ص]

- ‌الوفاة ربيع الأول السّنة الحادية عشرة للهجرة

- ‌كمال مهمّة التبليغ والتشريع ودنوّ ساعة اللقاء:

- ‌مدارسة القرآن ومضاعفة اعتكاف رمضان:

- ‌الشوق إلى لقاء الله وتوديع الدّنيا:

- ‌شكوى رسول الله صلى الله عليه وسلم:

- ‌آخر البعوث:

- ‌الاهتمام ببعث أسامة:

- ‌دعاء للمسلمين وتحذير لهم عن العلو والكبرياء:

- ‌زهد في الدّنيا وكراهية لما فضل من المال:

- ‌اهتمام بالصلاة وإمامة أبي بكر:

- ‌خطبة الوداع:

- ‌وصية الأنصار:

- ‌آخر نظرة إلى المسلمين وهم صفوف في الصلاة:

- ‌تحذير من عبادة القبور واتخاذها مساجد:

- ‌الوصية الأخيرة:

- ‌كيف فارق رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا:

- ‌كيف تلقّى الصحابة نبأ الوفاة

- ‌موقف أبي بكر الحاسم:

- ‌بيعة أبي بكر بالخلافة:

- ‌كيف ودّع المسلمون رسولهم وصلّوا عليه

- ‌أزواجه أمّهات المؤمنين وأولاده وأسباطه صلى الله عليه وسلم

- ‌أ- أزواجه صلى الله عليه وسلم:

- ‌وقفة قصيرة عند تعدّد الزوجات:

- ‌أحوال أمّهات المؤمنين رضي الله عنهن التاريخية

- ‌ب- أولاده وأسباطه صلى الله عليه وسلم:

- ‌صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقا وخلقا:

- ‌مع الله تعالى:

- ‌نظرته صلى الله عليه وسلم إلى الحياة وزهده فيها:

- ‌مع الناس:

- ‌اعتدال الفطرة وسلامة الذوق:

- ‌في منزله ومع أهله وعياله:

- ‌تقديم الأقربين في المخاوف والمغارم وتأخيرهم في الرخاء والمغانم:

- ‌رقة الشعور الإنساني ونبل العاطفة:

- ‌كرمه وحلمه:

- ‌الحفاظ على أصالة الدين والغيرة على روحه وتعاليمه:

- ‌تواضعه صلى الله عليه وسلم:

- ‌شجاعته وحياؤه:

- ‌رأفة عامة ورحمة واسعة:

- ‌أسوة كاملة وقدوة عامة:

- ‌أ- فضل البعثة المحمدية على الإنسانية

- ‌1- إعلان فريد في تاريخ الرسالات والديانات:

- ‌2- قيمة الرحمة التي اقترنت بالبعثة المحمديّة كما وكيفا:

- ‌3- البعثة المحمدية أنقذت الجيل البشري من الشقاء والهلاك:

- ‌4- مهمّة النبوة ودورها في الإنقاذ والإسعاد وطبيعة عمل الأنبياء:

- ‌5- تصوير العصر الجاهلي وتهيؤه للانهيار والانتحار:

- ‌ب- العالم الجديد في حساب البعثة المحمدية ومنحها

- ‌منح البعثة المحمديّة الستة، وأثرها في تاريخ الإنسان:

- ‌1- عقيدة التوحيد النقية الواضحة:

- ‌2- مبدأ الوحدة الإنسانية والمساواة البشرية:

- ‌3- إعلان كرامة الإنسان وسموّه:

- ‌4- محاربة اليأس والتشاؤم، وبعث الأمل والرجاء، والثقة والاعتزاز في نفس الإنسان:

- ‌5- الجمع بين الدين والدنيا، وتوحيد الصفوف المتنافرة، والمعسكرات التجارية:

- ‌6- تعيين الأهداف والغايات وميادين العمل والكفاح:

- ‌ولادة عالم جديد وإنسان جديد

- ‌أ- الغزوات

- ‌الملحق رقم (1)

- ‌ب- السرايا

- ‌الملحق رقم (2)

- ‌فهرس المراجع العربية

- ‌فهرس المراجع الأجنبية

- ‌فهرس الآيات القرآنية الكريمة

- ‌فهرس الأحاديث والآثار النبوية الشريفة

- ‌فهرس الأشعار

- ‌فهرس الأعلام

- ‌فهرس الأمكنة والمواضع

- ‌فهرس الموضوعات

الفصل: ‌كيف حج النبي صلى الله عليه وسلم

وينشط فيها الكسلان، ويقوى فيها الضعيف، وكانت سحابة رحمة تغشاهم في الحلّ والتّرحال، وهي سحابة صحبة النّبيّ صلى الله عليه وسلم وحبّه وعطفه، وتربيته وإشرافه.

‌تسجيل دقائق حجّة النبيّ:

وقد سجّل الرّواة العادلون من الصحابة كلّ دقيقة من دقائق هذه الرحلة، وكلّ حادث من حوادثها الصغيرة، تسجيلا لا يوجد له نظير في رحلات الملوك والعظماء، والعلماء والنبغاء «1» .

‌سياق حجّته صلى الله عليه وسلم إجماليا:

ونحن نلخّص «2» هذه الحجّة التي سمّيت ب «حجّة الوداع» و «حجّة البلاغ» و «حجّة التّمام» ، وكانت كلّ ذلك أو أكثر، وحجّ معه أكثر من مئة ألف إنسان «3» .

‌كيف حجّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم

؟

عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجّ، وأعلم الناس أنّه حاجّ، فتجهّزوا وذلك في شهر ذي القعدة سنة عشر للخروج معه، وسمع بذلك من حول المدينة، فقدموا يريدون الحجّ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووافاه في الطريق خلائق

(1) اقرأ كتاب «حجة الوداع وجزء عمرات النّبي صلى الله عليه وسلم» للعلامة الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي وتقديمه بقلم كاتب هذه السطور (طبع المكتب الإسلامي بيروت) .

(2)

اعتمدنا في هذا التلخيص على كتاب «زاد المعاد» النفيس للعلامة ابن قيم الجوزية المتوفى عام 751 هـ، وقد استوعب الموضوع رواية وتاريخا وفقها.

(3)

روي عددهم من مئة وأربعة عشر ألفا إلى مئة وثلاثين ألفا.

ص: 514

لا يحصون، فكانوا من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله مدّ البصر.

وخرج من المدينة نهارا بعد الظهر لخمس بقين من ذي القعدة يوم السبت، بعد أن صلّى الظهر بها أربعا، وخطبهم قبل ذلك خطبة علّمهم فيها الإحرام وواجباته وسننه.

ثم سار وهو يلبّي، ويقول:«لبّيك اللهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك، إنّ الحمد والنّعمة لك والملك، لا شريك لك» والناس معه يزيدون وينقصون، وهو يقرّهم، ولا ينكر عليهم، ولزم تلبيته، ثمّ سار حتّى نزل ب «العرج» «1» وكانت زاملته وزاملة «2» أبي بكر واحدة.

ثم مضى حتّى أتى «الأبواء» «3» فوادي «عسفان» «4» في «سرف» «5» ، ثمّ نهض إلى أن نزل ب «ذي الطّوى» «6» ، فبات بها ليلة الأحد، لأربع خلون من ذي الحجّة، وصلّى بها الصبح، ثمّ اغتسل من يومه، ونهض إلى مكّة، فدخلها نهارا من أعلاها، ثمّ سار، حتّى دخل المسجد، وذلك ضحى، فلمّا نظر إلى البيت قال:«اللهمّ زد بيتك هذا تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة» ويرفع يديه ويكبّر، ويقول:«اللهمّ أنت السّلام، ومنك السّلام، حيّنا ربّنا بالسّلام» .

(1)[العرج: قرية جامعة على طريق مكّة من المدينة] .

(2)

[الزاملة: هي البعير الذي يحمل عليه الطعام والمتاع، من الزمل، وهو الحمل] .

(3)

[الأبواء: جبل بين مكّة والمدينة، وعنده بلد ينسب إليه] .

(4)

[عسفان: قرية جامعة بين مكّة والمدينة] .

(5)

[سرف: قرية على ستة أميال من مكة من طريق مر، وقيل سبعة وتسعة واثنا عشر، وليس بجامع اليوم (معجم ما استعجم) ] .

(6)

[الطّوى: موضع عند باب مكّة يستحبّ لمن دخل مكّة أن يغتسل به (النهاية: 3/ 147) ] .

ص: 515

ولمّا دخل المسجد عمد إلى البيت، فلمّا حاذى الحجر الأسود، استلمه، ولم يزاحم عليه، ثمّ أخذ عن يمينه، وجعل البيت عن يساره، ورمل في طوافه هذا ثلاثة الأشواط الأول، وكان يسرع في مشيه، ويقارب بين خطاه، واضطبع بردائه، فجعله على أحد كتفيه، وأبدى كتفه الآخر ومنكبه، وكلّما حاذى الحجر الأسود أشار إليه، واستلمه بمحجنه «1» .

فلمّا فرغ من طوافه، جاء إلى خلف المقام، فقرأ: وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى [البقرة: 125] فصلّى ركعتين، فلمّا فرغ من صلاته، أقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه، ثمّ خرج إلى الصّفا من الباب الذي يقابله، فلمّا قرب منه قرأ:«إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ [البقرة: 158] أبدأ بما بدأ الله به» ، ثمّ رقي عليه، حتّى رأى البيت، فاستقبل القبلة، فوحّد الله وكبّره، وقال:«لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» .

وأقام بمكّة أربعة أيام: يوم الأحد، والإثنين، والثلاثاء، والأربعاء، فلمّا كان يوم الخميس ضحى، توجّه بمن معه من المسلمين إلى منى، فنزل بها، وصلّى بها الظهر والعصر، وبات بها، وكان ليلة الجمعة، فلمّا طلعت الشمس، سار منها إلى عرفة، ووجد القبّة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها، حتّى إذا زالت الشمس، أمر بناقته القصواء، فرحّلت، ثمّ سار، حتّى أتى بطن الوادي من أرض عرفة، فخطب الناس- وهو على راحلته- خطبة عظيمة قرّر فيها قواعد الإسلام، وهدم فيها قواعد الشّرك والجاهلية، وقرّر فيها تحريم المحرّمات التي اتّفقت الملل على تحريمها، وهي الدماء والأموال والأعراض، ووضع فيها أمور الجاهلية تحت قدميه، ووضع ربا الجاهلية

(1)[المحجن: عصا معقّفة الرّأس كالصّولجان] .

ص: 516

كلّه، وأبطله، وأوصاهم بالنساء خيرا، وذكر الحقّ الذي لهنّ وعليهنّ، وأنّ الواجب لهنّ الرزق والكسوة بالمعروف.

وأوصى الأمّة فيها بالاعتصام بكتاب الله، وأخبر أنّهم لن يضلّوا ما داموا معتصمين به، ثم أخبر أنّهم مسؤولون عنه، واستنطقهم بماذا يقولون وبماذا يشهدون؟ قالوا: نشهد أنّك قد بلّغت وأدّيت ونصحت، فرفع إصبعه إلى السّماء واستشهد الله عليهم ثلاث مرّات، وأمرهم أن يبلّغ شاهدهم غائبهم، فلمّا أتمّ الخطبة، أمر بلالا فأذّن ثم أقام الصلاة، فصلّى الظهر ركعتين، ثمّ أقام فصلّى العصر ركعتين أيضا، وكان يوم الجمعة.

فلمّا فرغ من صلاته ركب حتّى أتى الموقف، فوقف وكان على بعيره، فأخذ في الدعاء والتضرّع والابتهال إلى غروب الشمس، وكان في دعائه رافعا يديه إلى صدره، كاستطعام المسكين، يقول فيهم:«اللهمّ! إنّك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سرّي وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير، المستغيث المستجير، والوجل المشفق، المقرّ المعترف بذنوبي، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذّليل، وأدعوك دعاء الخائف الضّرير، من خضعت لك رقبته، وفاضت لك عيناه، وذلّ جسده، ورغم أنفه لك، اللهمّ! لا تجعلني بدعائك ربّ شقيّا، وكن لي رؤوفا رحيما، يا خير المسؤولين، ويا خير المعطين» «1» .

وهنالك أنزلت عليه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً [المائدة: 3] ، فلمّا غربت الشمس، أفاض من عرفة،

(1)[أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 174) برقم (11405) ، والصغير (2/ 15) ، برقم (696) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وفي إسناده يحيى بن صالح الأيلي، روي عنه مناكير] .

ص: 517

وأردف أسامة بن زيد خلفه، وأفاض بالسكينة، وضمّ إليه زمام ناقته، حتّى إنّ رأسها ليصيب طرف رحله، وهو يقول:«أيّها الناس، عليكم بالسّكينة» «1» .

وكان يلبّي في مسيره ذلك، لا يقطع التلبية حتّى أتى المزدلفة، وأمر المؤذّن بالأذان فأذّن، ثمّ أقام، فصلّى المغرب قبل حطّ الرحال وتبريك الجمال، فلمّا حطّوا رحالهم أمر فأقيمت الصلاة، ثمّ صلّى العشاء، ثمّ نام، حتّى أصبح.

فلمّا طلع الفجر صلّاها في أوّل الوقت، ثمّ ركب حتّى أتى المشعر الحرام، فاستقبل القبلة، وأخذ في الدعاء والتضرّع، والتكبير والتهليل والذكر، حتّى أسفر جدا، وذلك قبل طلوع الشمس.

ثمّ سار من مزدلفة، مردفا للفضل بن عباس، وهو يلبّي في مسيره، وأمر ابن عباس أن يلتقط له حصى الجمار سبع حصيات، فلمّا أتى بطن محسّر حرّك ناقته، وأسرع السير، فإنّ هنالك أصاب أصحاب الفيل العذاب، حتّى أتى منى، فأتى جمرة العقبة، فرماها راكبا بعد طلوع الشمس، وقطع التلبية.

ثمّ رجع إلى منى، فخطب الناس خطبة بليغة، أعلمهم فيها بحرمة يوم النحر وتحريمه، وفضله عند الله، وحرمة مكّة على جميع البلاد، وأمر

(1)[أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالسكينة عند الإفاضة..، برقم (1671) ، ومسلم في كتاب الحج، باب استحباب إدامة الحاج التلبية..، برقم (1282) ، وأبو داود في كتاب المناسك، باب الدفعة من عرفة، برقم (1920) ، والنّسائي في مناسك الحج، باب فرض الوقوف بعرفة، برقم (3021) ، وأحمد في المسند (5/ 201) من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه] .

ص: 518

بالسّمع والطّاعة لمن قادهم بكتاب الله، وأمر الناس بأخذ مناسكهم عنه، وأمر الناس ألا يرجعوا بعده كفارا، يضرب بعضهم رقاب بعض، وأمر بالتبليغ عنه، وقال في خطبته تلك:

«اعبدوا ربّكم، وصلّوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنّة ربّكم» ، وودّع الناس حينئذ فقالوا:«حجّة الوداع» .

ثمّ انصرف إلى المنحر بمنى، فنحر ثلاثا وستين بدنة بيده، وكان عدد هذا الذي نحره عدد سنيّ عمره، ثمّ أمسك وأمر عليّا أن ينحر ما بقي من المئة.

فلمّا أكمل صلى الله عليه وسلم نحره استدعى بالحلّاق، فحلق رأسه، وقسم شعره بين من يليه.

ثمّ أفاض إلى مكة راكبا، وطاف طواف الإفاضة، وهو طواف الزيارة، ثمّ أتى زمزم، فشرب وهو قائم.

ثمّ رجع إلى منى من يومه ذلك، فبات بها، فلمّا أصبح انتظر زوال الشمس، فلمّا زالت مشى من رحله إلى الجمار، فبدأ بالجمرة الأولى، ثمّ الوسطى، ثمّ الجمرة الثالثة، وهي جمرة العقبة.

وخطب الناس بمنى خطبتين: خطبة يوم النّحر، وقد تقدّمت، والخطبة الثانية في ثاني يوم النحر.

وتأخّر حتّى أكمل رمي أيام التشريق الثلاثة، ثمّ نهض إلى مكّة، فطاف للوداع ليلا سحرا، وأمر الناس بالرحيل، وتوجّه إلى المدينة «1» .

(1) ملخّصا من «زاد المعاد» ومقتبسا منه، ج 1، ص 180- 249، بحذف المباحث التي توسّع فيها المؤلف وأفاض، ومواضع الخلاف بين الفقهاء والمحدّثين.

ص: 519