الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هائلة، ولا يزال عدد اللّغات المعترف بها في دستور الهند يبلغ 15 لغة إقليمية، تختلف فيما بينها اختلاف لغات مستقلة، قائمة بذاتها، حتّى يحتاج أبناؤها للتفاهم إلى ترجمان، أو لغة أجنبية كالإنجليزية.
ولكن امتازت الجزيرة العربية على سعتها، وترامي أطرافها، وتشتّت قبائلها، بوحدة اللغة، كانت ولا تزال أداة تفاهم والتقاء لجميع أبناء هذه الجزيرة، حضرهم وبدوهم، والقحطانيّ منهم والعدنانيّ، وهي اللغة العربيّة على اختلاف لهجاتها، وفروقها الإقليميّة الّتي تقتضيها طبيعة اللغات وفلسفتها، وطبيعة الأقاليم والأجواء، وطبيعة الانعزال والانطواء.
فاللغات تختلف في لهجاتها بمسافات، قد تطول وقد تقصر، وكانت هذه الوحدة اللغويّة التي امتازت بها هذه الجزيرة من أهمّ أسباب تيسير مهمّة الدعوة الإسلاميّة، وسرعة انتشار الإسلام فيها، ومخاطبة الوحدات العربيّة المنتشرة، في لغة واحدة، هي اللغة العربيّة الفصحى، وبكتاب واحد هو القرآن العربيّ المبين.
جزيرة العرب في تاريخ الأمم والديانات:
قد تبيّن من الآثار العتيقة أنّ بلاد العرب كانت مأهولة بالنّاس، منذ العصور «الباليوليتية) Paleolithic ( «أي العهود الحجرية المتقدّمة، ومن أقدم الآثار الّتي عثر عليها آثار من أيام العصور المعروفة ب) Chellian (أي الأدوار الأولى من أدوار حضارة العصر الحجريّ.
وقد جاء ذكر العرب في مواضع من أسفار التّوراة، تشرح علاقات العبرانيّين بالعرب، وما ذكر في التوراة عن العرب يرجع تاريخه إلى ما بين 750، والقرن الثاني قبل المسيح، وقد وردت في التّلمود إشارات إلى العرب كذلك.
وفي كتب «يوسفيوس فلافيوس» الذي عاش بين سنة 37 و 100 للمسيح تقريبا معلومات ثمينة عن العرب، وأخبار مفصّلة عن العرب والأنباط، ووردت في الكتب اليونانية واللاتينية المؤلفة قبل الإسلام- على ما فيها من خطأ- أخبار تاريخية جغرافية كبيرة الخطورة، ووردت فيها أسماء قبائل عربية كثيرة، لولاها لم نعرف عنها شيئا، وتعدّ الإسكندرية من أهمّ المراكز التي كانت تعنى عناية خاصة بجمع الأخبار عن بلاد العرب، وعادات سكّانها، وما ينتج فيها لتقديمها إلى من يرغب فيها من تجّار البحر المتوسط.
ومن أقدم من ذكر العرب من اليونانيّين «خيلوس» (525- 456 قبل المسيح) و «هيرودوتس» (480- 425 ق. م) .
وهناك طائفة من الكتّاب الذين تركوا لنا آثارا وردت فيها إشارات إلى العرب، والبلاد العربيّة، منهم (بطليموس) الذي عاش في الإسكندريّة في القرن الثاني للمسيح، وهو صاحب مؤلّفات في الرّياضيات منها «كتاب المجسطي» المعروف في اللغة العربيّة.
وفي الموارد النصرانية مادة غزيرة عن تاريخ العرب في الجاهليّة والإسلام، وإن كانت خاصة بما له صلة بالنصرانيّة وانتشارها، ومراكز نشاطها.
والعرب في التوراة، هم الأعراب، أي سكان البوادي، لذلك فإنّ النّعوت الواردة فيها عنهم، هي نعوت لعرب البادية.
وكذلك في كتب اليونان، والرّومان، والأناجيل، نعوت قصدت بها الأعراب، وقد كانوا يغيرون على حدود إمبراطوريتي الرومان واليونان، ويسلبون القوافل، ويأخذون الإتاوات من التّجار والمسافرين.
وقد وصف ديدوروس الصّقليّ العرب بأنّهم يعشقون الحريّة، فيلتحفون