الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التحلل من النسك قبل استيفاء المناسك، وأن البيان بالفعل أقوى من القول، فكان الأمر كما فهمت.
وفي صحيح مسلم عن ابنها عمر بن أبي سلمة، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيقبل الصائم؟ قال: "سل هذه" لأم سلمة، فأخبرتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك1.
الحديث، ولها أقوال وآراء في الفقه مشهورة، لها ثلاثمائة وثمانية وسبعين حديثًا، توفيت سنة "59" تسع وخمسين، وهي آخر أمهات المؤمنين وفاةً رضي الله عنهن جميعًا2.
1 أخرجه مسلم في الصوم "3/ 137".
2 أم سلمة أم المؤمنين هند بنت أمية: ترجمتها في الإصابة "8/ 150، 221"، والاستيعاب "4/ 1920، 1939"، وأسد الغابة "5/ 650، 588"، وفي الطبعة المغربية، بنت أبي خزيمة وهو خطأ.
ترجمة أم المؤمنين زينب بنت جحش
…
ترجمة أم المؤمنين زينبت بنت جحش:
هي التي تولى الله تزويجها لرسوله في آية الأحزاب: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ} 1، كانت صوّامة قوامة، كثيرة الإحسان والصدقة، تعمل بيدها دباغة الجلود وتخرزها، وتبيع وتتصدق على الأيتام والأرامل، كان خراجها اثني عشر ألفًا تتصدق به كله، فبلغ ذلك عمر فقال: هذه امرأة يراد بها خير، فبعث لها بألف درهم تستبقيها، فتصدقت بها أيضًا، فعلت ذلك في العام الأول، ثم قالت: اللهم لا يدركني هذا المال من قابل فإنه فتنة. ممن فقهها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يومًا يقسِّم الفيء في رهط من المهاجرين، فتكلَّمت في ذلك، فانتهزها عمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" خل عنها فإنها أواهة" 2 ولما حضرتها الوفاة سنة "20" عشرين قالت: إني أعددت كفني، وإن عمر سيبعث إلي بالكفن، فتصدقوا بأحدهما، وإن استطعتم أن تتصدقوا بحقوي فافعلوا، فكفنوها في كفن عمر وتصدّقوا بكفنها. قالت فيها عائشة: لم تكن امرأة خيرًا منها في الدين وأتقى لله وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد تبذلًا لنفسها في العمل الذي تتصدق وتتقرّب إلى الله3.
1 الأحزاب: 37.
2 ذكره الحافظ في ترجمتها في الإصابة.
3 أم المؤمنين زينب بن جحش الأسدية: ترجمتها في الإصابة "7/ 667"، والاستيعاب "4/ 1849"، وأسد الغابة "5/ 463".