الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذكر ذلك غير واحد من العلماء. من سيرة الشامي1، وذلك دليل ما كان له عليه السلام من الاهتمام بأمر الخيل وتربيتها، وقال:"الخيل معقود في نواصيها الخير يوم القيامة" 2، وقال تعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} 3.
1 وهي: سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، من تصنيف محمد بن يوسف الصالحي، ت سنة 942هـ، وطُبِعَ من كتابه هذا ثلاثة أجزاء حتى سنة 1395هـ بالقاهرة. "شذرا الذهب""8/ 250".
2 متفق عليه: البخاري في المناقب "4/ 253"، ومسلم في الزكاة "3/ 72".
3 الأنفال:60.
الوقف، حد الحرابة وهي إفساد السابلة:
بعد اقتسام غنيمة خيبر استشار عمر النبي صلى الله عليه وسلم في سهمه منها وحبسه في سبيل الله، فكان سنة المسلمين في التحبيس على أنواع البر والإحسان، قيل: هو أول حبس في الإسلام.
كان تشريعه في السنة السادسة أو السابعة، وأقامه النبي صلى الله عليه وسلم على النفر الذين حاربوا وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم، وسمَّروا عينه وغدروا وارتدوا واستاقوا ذود الصدقة، وهم من عكل وعرينة، قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وهي ضعاف الأجسام بالجوع، فمرضوا بحمى المدينة، فبعهثم إلى أبل الصدقة خارج المدينة يشربون ألبانها وأبوالها يستشفون بذلك، فلمَّا شُفوا غدروا وفعلوا فعلتهم هذه، فوجَّه النبي صلى الله عليه وسلم في أثرهم فأدركوا، ولما أُتِيَ بهم نزل قوله تعالى:{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ} 1 فأقام الحد عليهم واقتصَّ للراعي بغاية الصرامة، لئلَّا يعود غيرهم، وكانت هذه القصة ما بين السادسة والسابعة، قال قتادة2 روايه في البخاري: فحدَّثني محمد بن سيرين3 أن ذلك
كان قبل أن تنزل الحدود زاد قتادة كما في مغازي البخاري: وقبل النهي عن المثلة4.
1 المائدة: 33.
2، 3 قتادة بن دعامة الدوسي، ومحمد بن سيرين، من كبار التابعين، تأتي ترجمتهما في القسم الثاني.
4 البخاري "5/ 164".