الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خالف صحابيًّا آخر؛ لأنه لا يخالف القياس إلّا عن توقيف، ثم ذكر أدلة من لم يحتج به وردها، فانظره في عدد "381" من الجزء الأخير1، فليس مالك وحده يقول بحجية قول الصحابي بل الجمهور.
ومن أصول مذهب مالك المصالح المرسلة، وشرطها ألّا تعارض نصًّا كما تقدَّم في الطور الأول، كالضرب بالتهمة للاستنطاق، قال: فجوَّز مالك وخالفه غيره، ومن ذلك المفقود زوجها، أخذ مالك بقول عمر: تنكح بعد أربع سنين من انقطاع خبره، وتعتدّ على تفصيل في العدة، وتقدَّمت أمثلة ذلك.
وبقي عليه2 أيضًا شرع من قبلنا شرع لنا، فراجع الكلام على الأصول في القسم الأول من الكتاب، فصارت الأصول عشرين.
1 أعلام الموقعين.
2 قال المؤلف رحمه الله: أي: عليّ أبي محمد صالح.
ترجمة سابعهم الإمام أبو محمد سفيان بن عيينة:
ابن أبي عمران، ميمون الهلالي مولاهم، مولى محمد بن مزاحم أخي الضحاك، الكوفي الأصل المكي الدار، إمام المكيين ومسندهم، وأحد أئمة الحجاز بل الإسلام، وكان أعور، مولده بالكوفة سنة سبع ومائة.
كان إمامًا عالمًا زاهدًا ورعًا، مجمَعًا على صحة حديثه وروايته، سمع من سبعين من التابعين، شارك مالكًا في أكثر شيوخه، كزيد بن أسلم، والزهري1، وخلق، وروى عنه شعبة2، ومسعر بن كدام من شيوخه، وابن المبارك4، والثوري5، والأوزاعي6، والأعمش7، من أقرانه، والشافعي، وابن حنبل، وابن معين8، وابن المديني9، وإسحاق10، وأمم.
قال الشافعي: العلم يدور على ثلاثة: مالك والليث، وابن عيينة، وقال ابن وهب10: ما رأيت أعلم بكتاب الله من ابن عيينة، وتقدَّم أنه من جملة السابقين إلى التأليف في عصر مالك، له مسند وتفسير، توفي سنة "198" ثمان وتسعين ومائة11.
1 محمد بن مسلم.
2 ابن الحجاج.
3 عبد الله.
4 سفيان بن سعيد.
5 عبد الرحمن بن عمرو.
6 سليمان بن مهران.
7 يحيى.
8 علي بن عبد الله.
9 ابن إبراهيم "ابن راهويه".
10 عبد الله.
11 أبو محمد سفيان بن عيينة: الهلالي، الكوفي، المكي، أبو محمد، وُلِدَ سنة 107، ت سنة 198:
تقريب التهذيب "1/ 312"، تهذيب التهذيب "4/ 117"، تهذيب الكمال "1/ 514"، الكاشف "1/ 379"، الخلاصة "1/ 379"، الميزان "2/ 170"، الأنساب "13/ 440"، الثقات "4/ 403".