الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أوَّل من دوَّن الحديث 1 الذي هو مادة الفقه:
ترجمة ابن شهاب الزهري:
أول من دوَّنه ممتثلًا أمر ابن عبد العزيز كما رواه أبو نعيم عن مالك1 هو الإمام:
محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب:
الزهري، أبو بكر المدني، أحد الأئمة الأعلام، وعالم الحجاز والشام، انتهت إليه رياسة العلم والفتيا في وقته، فكان نظير ابن المسيب قبله، قال الليث3: ما رأيت عالمًا قط أجمع من الزهري.
وقال أيوب3: ما رأيت أعلم منه، وقال مالك: ما له في الناس نظير.
وهو معدود من صغار التابعين، أدرك عشرة من الصحابة، كما في ابن خلكان، وكان عمرو بن دينار يقول: أيّ شيء عند الزهري، لقد لقيت ابن عمر وابن
1 قال المؤلف رحمه الله: هذه أولية تدوين الحديث، أمَّا مطلق التدوين فكان قبل هذا التاريخ، فقد روي عن ابن عباس تفسير، وروايته صحيحة اعتمدها البخاري وغيره كما تقدَّم في ترجمته، وكذلك مجاهد بن جبر له تفسير كذلك، بل أول تدوين على الإطلاق ما كتبه عبد الله بن عمرو بن العاص إلّا أنه ضاع.
2 في الحلية أن الذي أمر الزهري بذلك هو هشام عبد الملك "3/ 261"، وأما عمر بن عبد العزيز فإنما أمر أبا بكر محمد بن حزم المدني، كما سبق أن ذكر المؤلف، وفي الحلية أيضًا "3/ 260"، عن صالح بن كيسان قال: اجتمعت أنا والزهري ونحن نطلب العلم، فقلنا: نكتب السنن، فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة، فقلت أنا: ليس بسنة فلا أكتبه، قال: فكتب فأونجح وضيعت.
3 ابن سعد.
4 ابن أبي تميمة السختياني.
عباس ولم يلقهما، فقدم الزهري مكة، فقال عمرو: احملوني إليه، وكان قد أقعد، فلم يأت أصحابه إلّا بعد ليل، كيف رأيته؟ فقال: والله ما رأيت مثل هذا القرشي قط، وكيف لا وقد حفظ علم الفقهاء السبعة، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الآفاق عليكم بابن شهاب، فإنكم لا تجدون أحدًا أعلم بالسنة الماضية منه.
وهو من علماء الدين والسياسة معًا، فقد خدم عبد الملك بن مروان وولده هشامًا، ولبس لباس الجند، واستقضاه يزيد بن عبد الملك، وذكر في أعلام الموقعين أن محمد بن نوح جمع فتاويه في ثلاثة أسفار ضخمة على أبواب الفقه، مات سنة "124" أربع وعشرين ومائة عن اثنين وسبعين1.
أخرج الهروي2 في ذم الكلام عن عبد الله بن دينار قال: لم يكن الصحابة ولا التابعون يكتبون الأحاديث، إنما كانوا يؤدونها لفظًا لفظًا، ويأخذونها حفظًا، إلّا كتاب الصدقات والشيء اليسير الذي يقف عليه الباحث بعد الاستقصاء، حتى خيف عليه الدروس، وأسرع في العلماء الموت، فأمر عمر أبا بكر الحزمي أن انظر ما كان من سنة أو حديث فاكتبه.
1 محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب: أبو بكر، القرشي -الزهري- الأيكلي، المدني، ولد سنة 50، وتوفي سنة 123، أو 124، أو 125:
تقريب التقريب "2/ 207"، تهذيب التهذيب "9/ 445"، تهذيب الكمال "3/ 1269"، الكاشف "3/ 96، الخلاصة "2/ 457"، المعرفة والتاريخ "1/ 375، 390"، الجرح والتعديل "8/ 318"، التاريخ الكبير "1/ 220"، نسيم الرياض "3/ 401، 103"، الألعمي "27/ 116".
2 عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي أبو إسماعيل الحنبلي، ت سنة 481هـ.