الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تحريم التطفيف في الكيل والوزن:
أخرج الواحدي1 من طريق الحسين بن واقد1، قال: سمعت علي بن الحسين يقول: أول سورة نزلت بالمدينة، ويل للمطففين، ولكن في فتح الباري اتفقوا على أن سورة البقرة أول سورة أنزلت بالمدينة، قال في الإتقان، وفي الإتقان نظر لقول علي بن الحسين المذكور3. وعن الواقدي4 أول ما نزل بها سورة القدر.
1 أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن متوية الواحدي النيسابوري ت سنة 468هـ "طبقات الشافعية للسبكي""5/ 240".
2 الحسين بن واقد مولى عبد الله بن عامر بن كريز أبو عبد الله المروزي، وثَّقَه ابن معين، ت سنة 159، "خلاصة الخزرجي"85.
3 انظر الإتقان "1/ 96، 91".
4 محمد بن عمر بن واقد السهمي الأسلمي مولاهم، أبو عبد الله الواقدي، من أشهر مؤرخي الإسلامي، ت سنة 207هـ "تاريخ بغداد""3/ 3"، "تذكرة الحفاظ""1/ 317".
الصيام:
في السنة الثانية شرع صوم عاشوراء وجوبًا وصاموه، ثم في السنة التي تليها نسخ بصوم رمضان؛ لأن هذا الشهر كان عليه السلام يتحنَّث فيها بغار حراء، وفيه نزلت عليه النبوءة والقرآن، فشرع لنا صيامه تذكارًا لذلك، وشكرًا على أعظم النعم علينا، وهناك أسرار أخرى ليس المحل لها، ففيه نزل قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} الآية1، وقال:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} الآية2، وكانت العرب تعرف الصيام ويتحنَّث منهم البعض في رمضان، ولعل ذلك من بقايا شريعة إسماعيل وأبيه، فجاء الإسلام بما زاده وبينه من شرائعه، ومذهب الجمهور أن الذي كتب على الأمم قبلنا مطلق الصوم لا رمضان نفسه. قال الضحاك3: لم يزل الصوم معروفًا من زمن نوح عليه السلام.
1 البقرة: 183، 184.
2 البقرة: 185.
3 لعله الضحاك بن مزاحم البلخي المفسر، ت سنة 105هـ، انظر "الدر المنثور للسيوطي""1/ 177".