الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عقيدته:
واعلم أن أبا حنيفة سُنِّي الاعتقاد، ومن أئمة الهدى، وقد خالفه الأشعري1 في مسائل من علم الكلام، ذهب فيها مذهب الماتريدي2 وهو إمام سنة أيضًا، ولكنه خلاف فرعي لا أصلي، لا يلزم منه تبديع أصلًا، ولتاج الدين السبكي3 منظومة في ذلك يقول في أولها:
يا صاح إن عقيدة النعمان
…
والأشعري حقيقة الإيمان
وكلاهما والله صاحب سنة
…
بهدي نبي الله مقتديان
لا ذا يبدّع ذا ولا هذا وإن
…
تحسب سواه وهمت في الحسبان
1 علي بن إسماعيل أبو الحسن. طبقات الشافعية للسبكي "3/ 347"، والجواهر المضية "1/ 353".
2 هو محمد بن محمد بن محمود أبو منصور، الجواهر المضية "2/ 130".
3 عبد الوهاب بن علي.
وهي طويلة نقلها في عدد "174" من المجلد الثاني من رحلة العياشي1، وعقيدة أبي حنيفة مبينة في كتابه الفقه الأكبر عقيدة سنيَّة سلفية رحمه الله.
ولكن الإمام الأشعري في الإبانة نسبه للتبديع، وهو القول بخلق القرآن، نسب له ذلك في باب ما ذكر في الرواية في القراءة، ونسب إليه ابن أبي ليلى2 امتحنه في ذلك وتاب.
لكن أنكر ذلك الحسن بن أحمد النعمان، وقال: إنه لم يصح عن أبي حنيفة شيء من ذلك ولا له أصل، وكتاب الفقه الأكبر دليل على نفيه فانظره، وهذا هو الظن بأئمة الإسلام رحمهم الله، على أن مسألة خلق القرآن كانت سياسية أكثر منها دينية، وخلافها لفظي لا يوجب بدعة والحمد لله3.
1 هو عبد الله بن محمد بن أبي بكر أبو سالم، ت سنة 1090. الأعلام "4/ 274".
2 هو محمد بن عبد الرحمن.
3 القول بخلق القرآن بدعة منكرة، وفتنة عظيمة، فعبارة المصنف زلة منه عجيبة، مع أنه سلفي العقيدة كما يقول عن نفسه، كيف وقد روى عن بعض أئمة السنة والجماعة تكفير من قال بخلق القرآن، ففي المدراك للقاضي عياض "1/ 390"، قال الربيع: قال الشافعي: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، وفي الانتقاء لابن عبد البر ص"106"، وعن أحمد بن حنبل أنه كان يقول: من قال القرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق ولا مخلوق فهو واقفي، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع، وقد أنصف المؤلف في دعاه عن الإمام أبي حنيفة رحمه الله، فجزاه الله عن أئمة الإسلام خيرًا.