الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجمة أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي الأسدي المكي:
أحد الأعلام، توفي سنة "219" تسع عشرة ومائتين، وهو أول رجل ذكر في صحيح البخاري، ومن جلة شيوخه القرشيين الفقهاء المحدثين الأثبات، مفتي مكة وعالمها بعد شيخه ابن عيينة، قاله الذهبي1.
1 أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي الأسدي المكي: أبو بكر، الحميدي الأسدي، المكي القرشي، مات سنة 119، أو 219، أو 220:
تهذيب التهذيب "5/ 215، 216"، تهذيب الكمال "2/ 682"، تقريب التهذيب "1/ 415"، الكاشف "2/ 86"، الخلاصة "2/ 56"، جامع المسانيد "2/ 515"، تراجم الأحبار "1/ 293"، 2/ 278"، الجرح والتعديل "5/ 264"، نسيم الرياض "3/ 539"، الأنساب "4/ 262".
الذين نشروا مذهبه في القرن الثاني منهم:
ترجمة أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري:
من وَلَدِ سعد من حبتة1 الصحابي المشهور، روى عن هشام بن عروة، وعطاء بن السائب، وطبقتهما، وتفقه أولًا بابن أبي ليلى2، ثم انتقل إلى أبي حنيفة، فكان أكبر تلاميذه وأفضل معين له، كما أن أبا حنيفة كان يواسيه حال الطلب لفقير والديه، ولولاه لم يتعلم، وقد كان فقيهًا عالمًا حافظًا، قال طلحة بن محمد3في تاريخ القضاة: كان أفقه أهل عصره، ولم يتقدمه أحد في زمانه، وكان النهاية في العمل والحكم والرئاسة والقدر مشهور الأمر ظاهر الفضل.
قال ابن عبد البر4: كان يحفظ خمسين أو ستين حديثًا في السماع الواحد، ثم يقوم فيمليها على الناس، وكان كثير الحديث، لكن غلب عليه رأي أبي حنيفة،
1 قال المؤلف رحمه الله: سعد بن حبتة -بفتح المهملة وسكون الموحدة بعدها مثناة- هي أمه، وبها شهر، وأبوه بجير هو بجلي حليف للأنصار، شهد أحدًا، انظر الإصابة.
2 محمد بن عبد الرحمن قاضي الكوفة.
3 أبو القاسم الشاهد، معتزلي، "تاريخ بغداد "9/ 351".
4 يوسف بن عبد الله أبو عمر.
وهو أول من صنَّف الكتب في مذهبه، ونشر علمه في جميع الأقطار، ولولاه لم يكن له ذكر ولا لابن أبي ليلى، لا سيما بعدما تولَّى قاضي قضاة بني العباس، وأصبح تسمية القضاة راجعة إليه من خراسان إلى إفريقية، وهو أوَّل من كان له هذا المنصب الخطير الذي هو بعض حقوق الخلافة الإسلامية؛ إذ كان الخليفة يباشر بنفسه فأسنده إليه، وهي التي انحلت فما بعد إلى مشيخة الإسلام.
وقد تولى القضاء لثلاثة من الخلفاء: المهدي والهادي والرشيد الذي كان يجله كثيرًا، ويقال: إنه أول من اتخذ هذا الزي الذي يلبسه العلماء إلى وقتنا هذا، وكان ملبوس الناس قبله شيئًا واحدًا، قاله ابن خلكان، وكان له الفكر العالي في الاجتهاد والفقه، سأله يومًا شيخه الأعمش1 عن مسألة فأجابه، فقال له: من أين أخذتها؟ فقال: من حديثك الذي حدثتنا به، وأملاه عليه، فقال له: إني لأحفظه قبل أن يجتمع أبواك وما عرفت تأويله حتى الآن.
وكان الفقه أقل علومه، فإنه كان يعلم التفسير والمغازي وأيام العرب وغيرها، ولم يكن في أصحاب أبي حنيفة مثله، رحل أبو يوسف إلى مالك وأخذ عنه بعد أن ناظره في مسائل كان يقول فيه بمذهب العراقيين كزكاة الخضر، ومسألة مقدار المد والصاع، فرجع عنها لقول مالك.
ثم رجع إلى العراق بأفكار أهل الحجاز، فمزجها بمذهب العراقيين، ورجع عن كثير من المسائل إلى رأي مالك، فهو أوَّل من قرَّب بين المذهبين وأزال الوحشة، وبعد أخذه عن مالك وأمثاله اعتبره أهل الحديث محدثًا وأثنوا عليه، قال ابن معين2: ليس في أصحاب الرأي أكثر حديثًا ولا أثبت من أبي يوسف، وقال فيه أيضًا: إنه صاحب حديث وصاحب سنة، واتفق ابن معين وابن حنبل وعلي بن المديني على توثيقه، قال ابن جرير الطبري: وتحامى قوم حديثه من أجل غلبة الرأي عليه من صحبة السلطان وتقلده القضاء، وتكلم فيه ابن المبارك، ووكيع، ويزيد بن هارون، والبخاري، والدراقطني، وغيرهم، بما ينبو عنه السمع، وذكر ذلك الخطيب في تاريخه.
قلت: لذلك لم يمكن له ذكر في الكتب الستة، وكانت ولايته القضاء سنة
1 سليمان بن مهران أبو محمد.
2 يحيى.