الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المذاهب الفقهية التي دونت في هذا العصر
مدخل
…
المذاهب الفقهية التي دونت في هذا العصر:
قال في الأزهار الطيبة النشر1: المذاهب المقلدة أربابها المدونة كتبها بعد الصحابة ثلاثة عشر مذهبًا، على ما تحصل من كلام عياض في باب ترجيح مذهب مالك من المدراك، والسخاوي في شرح ألفية العرابي، والسيوطي في فتاويه، بزيادة ونقصان بعضهم على بعض، ولنذكر تراجم من كانوا منهم في هذه المائة مختصرة، ثم نأتي بتراجم الباقي في محله بحول الله تعالى:
أولهم الإمام أبو سعيد الحسن بن أبي الحسن البصري، تقدَّمت ترجمته في الطبقة قبل هذه.
1 تأليف محمد الطالب بن الحاج.
ترجمة أبي حنيفة
مدخل
…
ترجمة أبي حنيفة:
ثانيهم: الإمام الأعظم أبو حنيفة
النعمان بن ثابت بن زُوطَي1 بن ماه، الفارسي الكوفي، مولى تيم الله بن ثعلبة، وهو من رهط حمزة الزيات، وجده زوطي كان عبدًا فعُتِقَ وولد ثابت على الإسلام، وقيل: لم يمسهم رق، وأدرك ثابت علي بن أبي طالب وهو صغير، فدعى له ولذريته، أما أبو حنيفة فمن أتباع التابعين، وأدرك زمن أربعة من الصحابة وهم: أنس بالبصرة، وعبد الله بن أبي أوفى بالكوفة، وسهل بن سعد الساعدي في المدينة، وأبو الطفيل عامر بن واثلة بمكة، ولم يلق أحدًا منهم، ويزعم أصحابه أنه لقي جماعة من الصحابة، وروى عنهم ولم يثبت ذلك عند أهل النقل كما في ابن خلكان، وقال الذهبي في الكاشف تبعًا للخطيب في تاريخ بغداد: إنه رأى أنس بن مالك، ونحوه للسيوطي، وقال الإمام ابن عبد البر في كتاب جامع العلم2، عن أبي يوسف قال: سمعت أبا حنيفة يقول: حججت مع أبي سنة 93 ثلاث وتسعين، ولي ست عشرة سنة، فإذا شيخ قد اجتمع عليه الناس فقلت لأبي: من هذا الشيخ؟ فقال: هذا رجل صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له عبد الله بن الحرث بن جزء3.
فقلت لأبي: قدمني إليه حتى أسمع منه، فتقدَّم بين يدي، وجعل يفرج
1 قال المؤلف رحمه الله: زوطي -بضم الزاي، وفتح الطاء المهملة مقصورًا- كما في ابن خلكان وابن سلطان في شرح المشكاة.
2 قال المؤلف رحمه الله: الذي رأيته في مسند أبي حنيفة رواية الحصفكي هو ما نصه: قال أبو حنيفة: ولدت سنة ثمانين، وحججت مع أبي سنة ست وتسعين وأنا ابن ست عشرة سنة، فلما دخلت المسجد الحرام، ورأيت حلقة، فقلت لأبي حلقة من هذه؟ فقال: حلقة عبد الله بن الحرث بن جزء، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فتقدَّمت فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: $"من تفقه في دين الله كفاه الله همَّه، ورزقه من حيث لا يحتسب".
3 ترجمته في الإصابة "4/ 46".
الناس حتى دنوت منه، فسمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تفقَّه في دين الله كفاه الله همَّه، ورزقه من حيث لا يحتسب" 1، قال أبو عمر بن عبد البر: ذكر محمد بن سعد الواقدي2 أن أبا حنيفة رأى أنس بن مالك، وعبد الله بن جزء الزبيدي.
وقوله: محمد بن سعد الواقدي، لعله كاتب الواقدي، وأما الواقدي فهو محمد بن عمر بن واقد الواقدي، أو لعله بتر، والأصل محمد بن سعد عن الواقدي3، وقال الشيخ سليمان: رصد في تاريخ الأزهر أنه أدرك واحدًا وعشرين صحابيًّا، روى عن تسعة منهم، وذلك في عهدته، لكن وقفت في فهرسة سيدي محمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر الفاسي4، المسماة بالمنح البادية، على روايته من طريق ابن النجار عن أبي حنيفة، عن أنس بن مالك حديث:"طلب العلم فريضة على كل مسلم" 5، ورأيت في فهرسة محمد بن محمد بن سليمان السوسي الروداني، إمام الحرمين والمغرب في وقته ومسندهما عن الشيخ قدروة الجزائري6 أنه يروي جزء عن أبي معشر الطبري7 في رواية أبي حنيفة عن الصحابة. فانظرها.
حديث أبو حنيفة عن عطاء بن أبي رباح، ونافع مولى ابن عمر، وقتادة8، وحماد بن أبي سليمان لازمه عشرة سنة، وعنه أخذ الفقه عن
1 لم أعثر له على أصل آخر.
2 هو محمد بن سعيد بن منيع، أبو عبد الله، كاتب الواقدي وصاحب الطبقات، له ترجمة في تاريخ بغداد "5/ 321".
3 الاحتمال الذي ذكره المؤلف لا حاجة إليه؛ لأن محمد بن سعد لما روى الخبر المذكور عن سيف بن جابر كما في مناقب أبي حنيفة للذهبي ص8، وأما عن سماع الإمام من الصحابة، فقد نقل السيوطي عن جزء لأبي معشر الطبري أحاديث سمعها أبو حنيفة من: أنس، وواثلة بن الأسقع، وعبد الله بن أنيس، وعبد الله بن أبي أوفى، وعائشة بنت عجرد، فانظره في تبييض الصحيفة في مناقب الإمام أبي حنيفة من ص4-7.
4 ترجم له المؤلف في القسم الرابع.
5 انظر تبيض الصحيفة ص5.
6 ترجم له المؤلف في القسم الرابع.
7 هو عبد الكريم بن عبد الصمد. طبقات الشافعية للسبكي "5/ 152".
8 ابن دعامة السدوسي.