الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فالمقدمة تتضمن أربع فوائد:
الفائدة الأولى في معنى الكتابة لغة:
حقيقةً ومجازًا وعُرفًا. واصطلاحًا، وشرعًا مع بيان بعض الألفاظ المرادفة لها
[معنى الكتابة لغةً (حقيقة ومجازًا وعرفًا)]:
الكِتابة والكتاب والكَتْب: مصادر "كَتَبَ"، إِذا خطَّ بالقلم، وضَمَّ وجَمَعَ وخَاط وخَرَز. يُقال: كَتَب قِرْطاسًا، أي: خَطَّ فيه حروفًا وضمها إِلى بعضها، وكتب الكَتائب أي: جمعها.
و"الكَتائب" جَمْع كتيبة، سُمِّى بها الجيش العظيم لاجتماعه. ويُقال: كَتَبَ البَغْلة أو الناقة إِذا جمع بين شُفْرَيْها وخَاطَهما (1). ومنه قول الشاعر
(1) في لسان العرب (ك ت ب): كَتَب الدابة والبغلة والناقة يَكْتُبها ويَكْتِبُها كَتْبًا وكَتَب عليها: خَزَم حياءها بحلقة حديدٍ أو صُفْر تضم شُفْرَىْ حيائها لئلا يُنَزَى عليها.
يهجو بني فَزَارةَ بِوَطْءِ القَلُوص (1)؛ أي البَكْرة من النُّوق:
لَا تَأمَنَنَّ فَزَارِيًّا خَلَوْتَ بِهِ
…
عَلى قَلُوصِكِ واكْتُبْهَا بِأَسْيَارِ (2)
ويُقال: كتب السِّقَاء والمزَادة كَتْبًا إِذا خَرَزَهما فهو كاتب، أي خرَّاز. ومنه قول الحريرى في (المقامة) (3):
وكَاتِبينَ وما خَطَّتْ أَنامِلُهُمْ
…
حَرْفًا ولا قَرؤُا ما خُطَّ في الكُتُبِ
ويُستعار الكَتْب من هذا المعنى، ومنه قول البُوصِيرى (4) في مدح الصحابة رضي الله عنهم:
والكاتِبُونَ بِسُمْرِ الخَطّ مَا تَرَكَتْ
…
أَقْلَامُهُمْ حَرْفَ جِسْمٍ غَيْر مُنْعَجِمِ (5)
وشاع إِطلاق الكِتَابة عُرفًا على إِعمال القلم باليد في تصوير الحروف ونَقْشها، وعلى نفس الحروف المكتوبة:
(1) القلوص: الفتيّة من الإِبل، بمنزلة الفتاة من النساء. وقيل: سميت قلوصًا لطول قوائمها، وقيل: غير ذلك. وبنو فزارة كانوا يُرمَون بغشيان الإِبل (لسان العرب -قلص، كتب).
(2)
البيت من بحر الطويل وقائله سالم بن دارة. انظر خزانة الأدب للبغدادي جـ6 ص 531 (طبع الهيئة العامة للكتاب - القاهرة 1977 م بتحقيق عبد السلام هارون)، جـ 9 ص 542 (طبع مكتبة الخانجى القاهرة 1981 م). ولسان العرب (كتب). ومقامات الحريري ص 500.
(3)
المقامات (ط المكتبة الشعبية، بيروت، لبنان) ص 500 - المقامة الرابعة والأربعون المسماة "الشتوية" قال الحريري عقب ذكر هذا البيت: "الكاتبون: الخرازون، يقال: كتب السقاء والمزادة إِذا خرزهما".
(4)
محمَّد بن سعيد بن حماد بن عبد الله الصنهاجي البوصيري، المصرى شرف الدين، أبو عبد الله. شاعر، أصله من المغرب من قلعة حماد بن قبيل، يعرفون ببني حبنون، ومولده سنة 608 هـ في بهشيم من أعمال البهنساوية، ويُنسب إِلى بوصير (من أعمال بني سويف بمصر) أُمُّه منها. وتوفي بالإِسكندرية سنة 696 هـ. له ديوان شعر، وأشهر شعره البُردة، شرحها وعارضها كثيرون (من مصادر ترجمته: فوات الوفيات جـ 2 ص 205، الوافي بالوفيات جـ3 ص 105، خطط مبارك جـ7 ص 70 وغيرها: وراجع الأعلام جـ 6 ص 139).
(5)
ديوان البوصيري ص 247. والبيت من قصيدته المعروفة بالبردة.