الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما "بِئْس" فقد وَصِلت بها في المصحف قياسًا على ضدها (1) قال في (الأدب): "والأحسن في غيره الفصل"(2).
[أحوال (ما) الواقعة بعد الظروف وصلًا وفصلًا]:
[مع - كل]:
وأما الواقعة بعد الظروف مثل: "حِين" و"مَع" و"بَيْنَ" و"كُلّ" و"مِثْل" فقال القُتَبي (3): توصل بـ"مَعَ" إِن كانت صلة، وتُفصل إِن كان اسمًا وتُوصل إِن كانت مصدرية أو زائدة بـ"حِين" نحو "نادانى حِينما رآنى" كما تُوصل في "حَيْثُما" و"كَيْفَما" وإن لم يجْزما ومثلهما "بَيْنَما".
ولا توصل بـ"كُلّ" إِن كانت كلمة "كل" مرفوعة أو مجرورة أو منصوبة على المفعولية نحو: "كُلّ ما جَازَ بَيْعُه جاز رَهْنُه"، و"رَضِيتُ بِكلّ ما قَضَيْتَه" و"استحسنتُ كلَّ ما قُلتَه" ومن أمثلة المرفوعة قوله:
* ما كُلُّ ما يتمنَّى المرءُ يُدِركُه (4) *
فتفصل في الأحوال الثلاث، لأن "ما" فيها موصولة أو اسمية.
وإنما تُوصل بها إِذا كانت منصوبة على الظرفية بمعنى "كُلَّ وقتٍ" أو "كُلَّ
(1) كما في قوله تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [البقرة: 90].
(2)
أدب الكاتب ص 172 وفيه: "ونعما" إِن شئت وصلتَ، وإن شئت فصلت، وأحب إِلي أن تصل للإِدغام، ولأنها موصولة في المصحف و (بئسما) كذلك، لأنها -وإن لم تكن مدغمة- فهي مشبهة به".
(3)
راجع أدب الكاتب ص 171 - 172 والقتبي هو ابن قتيبة الدينوري صاحب (أدب الكاتب) وقتيبة تصغير (قتبة) بكسر القاف -وهي واحدة (الأقتاب) والأقتاب: الأمعاء، وبها سمي الرجل والنسبة إِليه قتبي انظر وفيات الأعيان (ترجمة ابن قتيبة) جـ3 ص 44 وقد سبق التعريف به ص 33.
(4)
شطر بيت من بحر البسيط، وقائله المتنبي وتمامه:
* تَأْتي الرياحُ بما لا تَشْتَهي السُّفُنُ*
انظر دلائل الإِعجاز للجرجاني ص 186، معاهد التنصيص جـ1 ص 52 ديوان المتنبي ص 433.
حين" أو "كُلَّ مَرّة" فتحتاج إِلى الجواب والجزاء العامل فيها النصب، كقوله تعالى:{كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ} [البقرة: 20] وقول الشاعر:
كُلَّما قُلتُ يا فؤَادِي دَعْهُ .. لا يَميلُ الفُؤَادُ إِلا إِليه (1)
[رَيْث - مِثْل - سِيّ]:
وتُوصل بكلمة "رَيْث" بمعنى: مُدّة أو مِقْدار، كأن تقول:"ما وقفتُ عنده إِلا رَيْثَما كَتَب الجواب". ومنه قول الشَّنْفَرَى (2):
ولكن نَفْسًا حُرّة لا تُقيم بي
…
عَلَى الضَّيم إِلا ريثما أتحول (3)
وكذا توصل المصدرية بمثل كقول بعض العجم للعرب: "أسلمنا مثلما أسلمتم، فأي فخر لكم حتى تجعلونا الموالي؟ يعني العتقاء.
ومن ذلك قوله تعالى في سور الذاريات: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} [الذاريات: 23] وقال الجلال المحلي (4) "برفع مثل صفة وما مزيدة وبفتح اللام
(1) البيت من البسيط وقائله مجهول انظر الخصائص لابن جني جـ1 ص 23، جـ2 ص 165.
(2)
الشنفري: عمرو بن مالك الأزدي من قحطان شاعر جاهلي يماني، من فحول الطبقة الثانية. شديد العدو وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم قتله بنوسلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتله فكانت الواحدة منها قريبًا من عشرين خطوة وفي الأمثال: أعدى من الشنفري، توفي نحو سنة 70 قبل الهجرة (الأغاني -ط ليدن- جـ 21 ص 134 - 143 خزانة الأدب جـ2 ص 16 - 18، الأعلام جـ5 ص 85).
(3)
البيت من بحر الطويل، وقائله الشنفري عمرو بن مالك من قصيدته المعروفة بلامية العرب انظر كتاب (الشنفري شاعر الصحراء الأبي) طبع مؤسسة علوم القرآن -دمشق -بيروت 1403 هـ / 1983 م.
(4)
محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن إِبراهيم المحلي الشافعي أصولي مفسر مولده سنة 791 هـ كان يقول عن نفسه: إِن ذهني لا يقبل الخطأ. ولم يكن يقدر على الحفظ. وكان مهيبًا صداعًا بالحق يواجه بذلك الظلمة والحكام، ويأتون إِليه فلا يأذن لهم وعرض عليه القضاء الأكبر فامتنع وصنف كتابًا في التفسير أتمه الجلال السيوطي (راجع ترجمته ص 31) سمي "تفسير الجلالين" وله "شرح تسهيل الفوائد" في النحو لابن مالك. و"كنز الراغبين" في شرح المنهاج في فقه الشافعية وله غير ذلك. وكانت وفاته سنة 864 هـ (راجع شذرات الذهب جـ7 ص 303، الضوء اللامع جـ7 ص 39 - 41، الأعلام جـ5 ص 333).