الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[أنواع الخطوط]:
[خط المصحف]:
أولها: خط المصحف، فيُكْتب على ما رُسِم في مصاحف الإِمام وإن خالف القياس فقد حكى السيوطي (1) في كتابه (الإِتقان في علوم القرآن) عن مذهب الإِمام أحمد أنه "تَحْرُمُ مخالفةُ مُصْحفِ عثمان في رَسْم "ياء" أو "ألف" أو "واو" أو غير ذلك (2) كالفَصْل والوَصْل، أي في نحو: {وَلَاتَحِينَ مَنَاصٍ} [ص: 3] (3) فإِن التاء التي من كلمة "لاتَ" موصولة فيه بـ "حِينَ" وكقوله تعالى: {فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ} [النساء: 78] {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ} [الفرقان: 7] {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ} [الملك: 8]، فالهاء مفصولة من اللام في الآيتين، و"ما" مقطوعة عن "كُل" في الثالثة على خلاف القياس.
وكالوصل والإِبدال والحذف في قوله تعالى حكايته عن قول هارون لأخيه عليهما السلام: {يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي} الآية [طه: 94](3) وكذلك "الرّبَوا" رُسِم بواوٍ متصلة بالباء وألف بعدها (4).
وكزيادة ياء أخرى بعد الياء في قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ}
(1) سبق التعريف بالسيوطي ص 31.
(2)
الإتقان في علوم القرآن جـ2 ص 213 (ط الحلبي 1398 هـ -1978م).
(3)
وهي في المصحف (ولات حين مناص) بالفصل قال السيوطي في الإتقان (جـ1 ص 224 ط الحلبى): "لات: اختلف فيها؛ فقال قوم: فعل ماض بمعنى نقص. وقيل: أصلها ليس، تحركت الياء فقلبت ألفًا لانفتاح ما قبلها وأبدلت السين تاء وقيل: هى كلمتان: لا النافية زيدت عليها التاء لتأنيث الكلمة، وحركت لالتقاء الساكنين، وعليه الجمهور وقيل: هى لا النافية والتاء زائدة في أول الحين. واستدل له أبو عبيدة بأنه وجدها في مصحف عثمان مختلطة بـ (حين) في الخط".
(4)
كما في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [من سورة البقرة: 275] وغير ذلك من المواضع.
[الذاريات: 47] قال مُحشّى الجلالين: "فهي زيادة ليس لها وجْه يُعرف" اهـ (1). أي: لكنها تُرسم فيه اتباعًا كما كَتَب السَّلَف.
وكزيادة الياء فى: {وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِى الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام: 34] ونحوه.
وكنقص الواو في رسم "الموْءُودَة" بواوٍ فقط، وهي المتصلة بالميم (2) كذلك {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ} [الحشر: 9] (3) بواوٍ واحدة وحذف الهمزة وواو الضمير كما في أول (الكليات)(4).
ففى ذلك كله تَحرُم المخالفة على مذهب الإِمام أحمد. وكذا نقل عن الإِمام مالك الحرمة أيضًا (5). ولهذا أَلَّف كثير من العلماء رسائل في رسمه، كالشَّاطبى (6) وابن الجَزَرِى (7) وغيرهما
(1) الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية جـ4 ص 208 (ط الحلبى) وهي الحاشية المشهورة بحاشية الجمل، والجمل: اسم الشهرة لمؤلف الحاشية، وهو سليمان ابن عمر العجيلى الشافعى الشهير بالجمل، المتوفى سنة 1204 هـ.
ونص العبارة: "الأيد: مصدر لكن تكتب في المصحف بياءين بعد الهمزة وقبل الدال كما نبَّه عليه الخطيب. ورسم المصحف سنة متبعة وإن لم يُعلم له وجه".
(2)
في قوله تعالى من سورة التكوير: {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ} [التكوير: 8] فجاءت كلمة (الموْءدة) مرسومة بواو واحدة في المصحف.
(3)
ورسمت (تبوءو) في المصحف من غير ألف بعد الواو الثانية.
(4)
الكليات جـ1 ص 13.
(5)
راجع الإِتقان للسيوطي جـ2 ص 213.
(6)
القاسم بن فيُّره بن خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي إِمام القراء كان ضريرًا ولد بشاطبة (في الأندلس) سنة 538 هـ وتوفي بمصر سنة590 هـ وهو صاحب "حرز الأماني" وهو قصيدة في القراءات تعرف بالشاطبية، وكان عالمًا بالحديث والتفسير واللغة. قال ابن خلكان: كان إِذا قرئ عليه صحيحى البخاري ومسلم والموطأ تصحح النسخ من حفظه (من مصادر ترجمته معجم الأدباء جـ16 ص 184، سير أعلام النبلاء جـ21 ص 261 - 264، ابن الجزرى طبقات القرّاء جـ2 ص20 - 23).
(7)
محمَّد بن محمَّد بن علي بن يوسف أبو الخير، شمس الدين العمرى (نسبة إِلى جزيرة =