الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التعريف بالكتاب
نسبة الكتاب إِلى مؤلفه وسبب تأليفه:
اتفقت المصادر التي ترجمت لأبي الوفا نصر الهورينى على أن كتاب "المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية" من تأليفه، وأنه أشهر كتبه. كما أجمعت تلك المصادر على هذه التسمية المذكورة وهذا العنوان من وضعه هو كما أشار في مطلع هذا الكتاب.
ويتضح من التسمية "المطالع النصرية .. " أن المؤلف نسب الكتاب إِلى نفسه، وأنه وضعه خصيصًا للمطابع المصرية، إِذ رأى أن المطبعة في حاجة إِلى رسالة جامعة لقواعد الخط والكتابة يستعان بها على تصحيح الكتب العلمية، التماسًا للدقة والإتقان في التصحيح. وفي ذلك يقول:(وسميتها "المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية" ملوحًا بأن للمطابع المذكورة فخرًا على ما سواها زادت به ابتهاجًا، وأنها لهذه المطالع أشد مما عداها احتياجًا) اهـ.
وهذه المطبعة هى التي تعرف بمطبعة بولاق، وكانت تسمى أيضا "المطبعة الأميرية"، أنشاها محمَّد على باشا سنة 1821 م (1)، وقد عرفنا من ترجمة الهورينى أنه كان يتولى رياسة التصحيح في هذه المطابع بعد عودته من رحلته إِلى فرنسا سنة 1846 م.
(1) لمعرفة تاريخ هذه المطبعة يرجع إِلى كتاب "تاريخ مطبعة بولاق" لأبى الفتوح رضوان.
"وتاريخ الطباعة والصحافة في مصر خلال الحملة الفرنسية" لإِبراهيم عبده (طبع مكتبة الآداب 1949 م). وكتاب "تاريخ آداب اللغة العربية" لجورجى زيدان جـ4 ص 43 - 50. وكتاب "عصر إِسماعيل" (الجزء الأول) لعبد الرحمن الرافعى بك (طبع مكتبة النهضة المصرية 1948).
والسبب الجوهرى الذي حدا بأبى الوفا الهورينى لتأليف هذا الكتاب أنه رأى أن المكتبة العربية شاغرة (1) من كتاب جامع يلم شتات قواعد وأصول هذا العلم (علم الخط والكتابة) ويجمع ما تفرق منها في كتب اللغة والنحو والصرف.
وقد صرح المؤلف بذلك في مطلع كتابه؛ فبعد أن ذكر نبذة عن أهمية الكتابة لتحصيل العلوم واكتساب المنافع، وأن الخط علم من علوم الأدب له قواعده وأصوله: عَرَّج على ذكر عدد من المؤلفات في اللغة والنحو والصرف اعتنى مؤلفوها بإِيراد جملٍ من قواعد هذا الفن (2)، كابن قتيبة (ت 276 هـ) في "أدب الكاتب" وابن الحاجب (ت 646 هـ) في "الشافية" و "شرحها"، وابن مالك (ت 672 هـ) في "التسهيل"، والسيوطى (ت 911 هـ) في "جَمْع الجوامع" وغيرهم. ثم قال بعد ذكره لهذه المؤلفات:"فلصعوبة مراجعة كل شىء من بابه، بل ولقصور هِمَمِ الطلاب عن الاطلاع على تلك الكتب مع ندرة وجودها وتعسُّر وصول أيدى البعض إِليها، وجهل البعض الآخر بمؤلفات هذا العلم وتشتت مسائله في تضاعيف الكتب المتداولة: سئل الفقير نصر أبو الوفا الهورينى من جمعٍ راغبين في جمع ما تفرق من تلك الأصول في رسالة سهلة للطالبين، فقصدت من لا يخيب القاصد في الاهتداء لهذه المقاصد، وجمعت من قواعدها في هذه الرسالة ما يتوصل به من شمَّ رائحة المبادئ النحوية إِلى معرفة تأدية الكتابة على قانون الصحة في أقصر مدة" اهـ (3).
مصادر الكتاب:
تمثل مصادر إِنتاج أي مؤِّلف في عمومها مصادر ثقافته منذ بداية تلقيه للتعليم إِلى إِتمامه للتصنيف.
(1) شَغَر البلد: خلا من الناس.
(2)
انظر عن ذلك ص 30.
(3)
انظر ص 4 من الطبعة البولاقية.
وقد تنوعت مصادر هذا الكتاب وتعددت، وكثرت كثرة واضحة، مما يدل على غزارة علم أبى الوفا الهورينى وسعة إِطلاعه وثقافته. ومن يطالع "المطالع النصرية" يجد أن المؤلف قد اعتمد على صنع ذلك الكتاب على ما يلي:
1 -
المعاجم اللغوية المختلفة، مثل (القاموس المحيط) وشروحه وحواشيه، و (الصحاح) للجوهرى، و (الكليات) لأبي البقاء الكفوى، وغيرها من المعاجم.
2 -
كُتُب فقه اللغة مثل (فقه اللغة) للثعالبى، و (أدب الكاتب) لابن قتيبة، وشرحة (الاقتضاب) للبطْلَيوَسِى، و (نظام الغريب) للربعى، و (المزهر) للسيوطى.
3 -
عدد كبير من كتب النحو والصرف، مثل (الشافية) لابن الحاجب وشرحها له، و (همع الهوامع) شرح (جمع الجوامع) كلاهما للسيوطى، وكتابَىْ (التسهيل) و (المغنى) لابن مالك، و (الألفية) له أيضًا وشروحها المختلفة، وحواشى كثيرة على كتب النحو والصرف.
4 -
كتب التنقية والتصويب اللغوى، مثل (دُرَّة الغواص) للحريرى، وشرحها للخفاجى، (وإصلاح المنطق) لابن درستويه، (وشفاء الغليل فيما في لغة العرب من الدخيل) للشهابى الخفاجى.
5 -
كُتُب التفاسير المختلفة، كتفسير الرازى والقرطبى وابن النحاس وأبى السعود والبيضاوى وتفسير الجلالين، وحواشى على بعض هذه التفاسير.
6 -
كتب الحديث وشروحها، كصحيحى البخاري ومسلم وشروحهما مثل شرح النووى على صحيح مسلم و (إرشاد السارى لصحيح البخاري) للقسطلانى. وشرح الشرقاوى على مختصر البخاري للزبيدى. وشرح المناوى على (الجامع الصغير) للسيوطى.
7 -
كتب السيرة، مثل (الشفا) للقاضى عياض، وشرحه (نسيم الرياض)
و (السيرة الحلبية) للحلبى، و (المواهب اللدنية) للقسطلانى.
8 -
مجموعة من المنظومات العلمية وبعض شروحها في علوم مختلفة، كألفية غريب القرآن للعراقى، و (الجزرية) و (الشاطبية) في القراءات.
9 -
كتب الشواهد الشعرية، مثل (خزانة الأدب) للبغدادى و (شرح شواهد شروح الألفية) للعينى، و (معاهد التنصيص) للعباسى.
10 -
واعتمد أيضًا على عدد من دواوين الشعراء وكتب التاريخ والتراجم وكتب الأدب المختلفة والفقه وعلوم القرآن والمنطق، ومختلف الحواشى والشروح.
وأغلب الظن أن هذا الكتاب استغرق من مؤلفه زمنًا طويلًا فهو حصيلة لخبراته الطويلة وقراءاته الواسعة، ويعكس صورة لأفكاره الفذة وثقافته المتنوعة.