الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[تسهيل الهمزة واوًا أوْ ياءً والمانع من ذلك]:
التنبيه الثالث:
قد عُرف مما سبق أن تسهيل الهمزة المصوِّرة واوًا أو ياءً أو إِبدالها بحرف من جنس حركتها مُقَيَّدٌ كما في (الاقتضاب) بما إِذا لم يمنع مانعٌ كما سبق (1)، وإلا لم يجز؛ بأنْ أَوْقَعَ في الالتباس، ولم تُقصد به المشاكلة أو الجناس، أو كان التسهيل مُخِلًّا بوزن البيت كما في قول ابن الجَزَرى (2):
وَبَعْدُ إِنَّ هَذِهِ مُقَدِّمهْ
…
فيما عَلَى قارئه أَن يَعْلَمَهْ (3)
فإِن المحشِّى قال هناك: "لا يجوز تسهيل همزة "قَارِئِهِ" لئلا يفسد الوزن (4).
ومثال ما يُوقع في الالتباس: "سُؤْر"، فإِنَّ معناه مهموز غير معناه بالواو (5).
وكذلك "يُؤْجر" مهموزًا غيره بالواو، من "الوُجُور"(6).
وكذلك "يُؤَدِّى" المهموز غير معنى "يُودى" بالواو، فإِن الأول مضارع "آدَى" بمدّ الهمزة (مثل "آذَى") ومعناه قَوِىّ، يقال: آدَى يُؤْدِى إيداءً فهو مُؤْدٍ، أي: قوىّ، بوزن: آذَى يُؤْذى إيذاءً فهو مُؤْذٍ. وأما الثاني الذي بالواو فهو مضارع: أَوْدَى يُودِى، بمعنى: هَلَكَ.
وكذلك "المِئْرَةُ" -مهموزة، بمعنى النميمة- غير "المِيرة" بالياء فإِنها الطعام المجلوب.
(1) الاقتضاب شرح أدب الكتاب جـ2 ص 173 - 174 وراجع ص 228. وراجع ص 191.
(2)
سبق التعريف بابن الجزرى ص (76).
(3)
متن الجزرية ص 6.
(4)
لم أجد النص في حاشية الشيخ زكريا الأنصارى على الجزرية ولا في حاشية الشيخ خالد الأزهرى.
(5)
السُّؤْر: بقية الشىء، وجمعه أَسْآر والسُّور -بالواو- الحائط (لسان العرب - سأر، سور).
(6)
الوَجُور: الدواء يُوجَر في وسط الفم وتوجَّر الدواء: بلعه شيئًا بعد شىء (لسان العرب - وجر).
وكذا "التَّسْوِئَة" -مهموزة، بمعنى التقبيح- غير "التَّسْوِيَة" بين الشيئين.
وكذا "المُضِىء" المهموز غير "المُضِىّ" المدغم.
وقد قال فيه مُحشّى (القاموس)(1): "يجوز تسهيله وإدغامه عند قصد التجنيس".
وقال القسطلانى (2) في حديث: "أرَأَيْتَ رَجُلًا مُؤْدِيًا"(3): "هو بالهمز، من "آدَى" بمعنى قوىَ، ولا يجوز تسهيله، لئلا يصير من "أَوْدَى" التي معناها الهلاك"، فانظره في صفحة [98] من الجزء الخامس (4).
(1) إِضاء الراموس (حاشية على القاموس المحيط) لابن الطيب المغربى -مخطوط جـ1 ص 410. وانظر [ص 30] حاشية رقم [2]). وعبارة المؤلف: "قال بعض الأدباء المولعين بالجناس: اسم الفاعل من (أضاء) الرباعى: (مُضِىء) -بالهمز- و (مُضِىّ) بقلب الهمزة ياءً وإدغامها في الياء. ويُشبه بمصدر (مضى يمضي) فلا تغفل عنه" اهـ.
(2)
سبق التعريف بالقسطلانى ص 55.
(3)
الحديث أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجهاد- باب عزم الإِمام على الناس فيما يطيقون (رقم 2964) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(4)
إِرشاد السارى لشرح صحيح البخاري جـ5 ص 122 وعبارته: "قوله (مُؤْديًا -بضم الميم وسكون الهمزة- كامل الأداة، أي السلاح. ومنه: عليه أداة الحرب. وأداةُ كل شىء: آلته وما يحتاج إِليه. والمؤْدِى: القادر على السفر، وقيل: المتهيىء المعد لذلك أداته. ولا يجوز حذف الهمزة منه لئلا يصير من (أودى) إِذا هلك".