الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حذف نون (مِن، عَن)]:
والموضع الثاني: "مِنْ" و"عَنْ"، فتُحذف نونهما باطِّراد إِذا دخلتا على "مَا" أو "مَن". وبغير اطِّراد إِذا دخلت "مِنْ" على ما أَوَّلُه "أَل" التعريفية، نحو "مِلكَذِب" و"مِلْعَصْرِ" وغيرهما مما سبق في أول باب (1).
[حذف نون (بنين، بنون)]:
والثالث: نون "بَنِين" أو "بَنُون" إِذا أُضيف إِلى ما أَوَّلهُ "أَل" القمرية، فيقتصر على الباء، وتُحذف النون لشبهها باللام، فكأنهما مثلان، نحو "بَلْعَنْبر"، "بَلحرِث" كما سبق أيضًا (2).
[حذف نون (إِنْ) الشرطية في حالتين (ما الزائدة - لا النافية)]:
والرابع: نون "إِنْ" الشرطية، تُحذف في حالتين:
الأُولى: إِذا وقع بعدها "مَا" الزائدة، كقوله تعالى:{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ} الآية [الإسراء: 23]، {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ} الآية [الإسراء: 28].
وقول الشاعر:
أَيَا رَاكِبًا إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ
…
نَدَامَاىَ مِن نَجْرانَ أَن لا تَلاقِيا (3)
وقول الحريرى (4) في المقامة [32] الحَرْبِيَّة:
واقْرِى المسَامِعَ إِمِّا نَطقـ
…
تُ بَيَانًا يَقُودُ الحَرُونَ الشَّمُوسا. (5)
(1) تقدم ذلك في الباب الأول ص 108 - 109.
(2)
راجع عن ذلك ص 112.
(3)
البيت من الطويل. وقائله عبد يغوث بن وقاص. انظر كتاب سيبويه جـ1 ص 312، الأمالى لأبي على القالى جـ3 ص 132، الخصائص لابن جنى جـ 2 ص 449، شرح المفصل لابن يعيش جـ1 ص 127 - 129، خزانة الأدب للبغدادى جـ1 ص 313.
(4)
تقدمت ترجمته ص 32.
(5)
مقامات الحريرى ص 359. وقوله (إِما نطقت) أي: إِنْ نطقت، و (ما) زائدة. ومعنى (بيانًا): فصاحة كالسحر. الحرون: القوى المستعصى على من يقوده (اللسان - حرن). والشَّمُوس: الذي لا يمكّن الراكب من ظهره (اللسان - شمس).
ومن ذلك قولهم: "إِمَّا لا فَافْعَلْ هَذا".
وإنما كانت "مَا" في هذه التراكيب زائدة لما قاله في (قواعد الإِعراب) أنه إِذا اجتمعت "إنْ" و"مَا": فإِن تَقدَّمتْ "إِن" على "مَا" فهي شرطية، و"مَا" زائدة. وإن تَقدَّمتْ "ما" كانت "ما" نافية، و"إِنْ" زائدة، نحو:"مَا إِنْ زَيْدٌ بِقائم"(1).
والثانية: (2) إِذا وقع بعدها "لا" النافية كما في قوله عَزَّ نَصْرُه: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [التوبة:40]. وكقول عُمر بن عبد العزيز رضي الله عنه (3) أيام ولايته المدينة خِطابًا للفرزدق (4): "تَلزم العفافَ وإلَّا فأاخرجْ من المدينة، فإِنها ليست بدارِ مَأْثَمة". وقول الأَحْوَص (5):
فَطلِّقْها فَلَسْتَ لها بِكُفْو
…
وَإِلَّا يَعْلُ مِفْرَقَك الحُسَامُ (6)
وقول أبى الأسْوَدِ الدُّؤَلى (7):
دعَ الخَمْرَ تَشْربُها الغُوَاةُ فَإِنَّنى
…
رَأَيْتُ أَخَاهَا مَجْزِيًّا بِمكانها
(1) قواعد الإِعراب لابن هشام ص 13. وراجع عن ذلك ما سبق ص 136 - 137.
(2)
أي الحالة الثانية من حالات حذف (إِنْ) الشرطية.
(3)
تقدمت ترجمته ص 135.
(4)
تقدمت ترجمته ص 117.
(5)
عبد الله بن محمَّد بن عبد الله بن عاصم الأنصارى، من بني ضبيعة. شاعر هَجّاء. كان معاصرًا لجرير والفرزدق، وهو من سكان المدينة. وكان حماد بن سلمة يقدمه في النسيب على شعراء زمنه. ولُقب بالأحوص لضيق في مؤخر عينيه. له ديوان شعر. وأخباره كثيرة. توفي سنة 105هـ (من مصادر ترجمته: الأغانى جـ4 ص 40 - 58، الشعر والشعراء جـ1 ص525 - 528. وانظر الأعلام جـ4 ص 116).
(6)
البيت من الوافر. انظر الإِنصاف لابن الأنبارى ص 72، شذور الذهب لابن هشام ص 343، شرح الأشمونى مع شرح شواهده للعينى جـ4 ص 25. وكلمة (بكفو) جاءت في شرح الأشمونى (بكفء).
(7)
تقدمت ترجمة أبى الأسود الدؤلى ص 46.