الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولها: أن تكون الواوُ واوَ جَمْعٍ.
ثانيها: أن تكون في الفعل.
ثالثها: أن تكون متطرفة:
قلت: ويغنى عن الأولين قولك أن تكون ضميرًا، بأن تكون في فعل ماض (نحو: ضَرَبُوا) أو أمر (نحو: اضْرِبُوا) أو مضارع محذوف النون لجازمٍ أو ناصبٍ أو بدونهما كقوله عليه السلام: "ولا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا"(1)، فقد قال مُحيى السنة النَّوَوِى (2) في (شرح مسلم):"إنَّ حذفَها بغير ناصب وجازم للتخفيف لغةٌ فصيحة أيضًا"(3).
[الواوات التي ليس بعدها ألف]:
فخرج باشتراط كونها ضميرًا ثلاث واوات:
الأولى: الواو التي من بِنْية الفعل، كقوله تعالى:{يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71]، وكما في حديث (الصحيحين):"أَلا نَغْزُو ونُجَاهِد"(4) -قال النووى (5): "هذه الواو يُكتب بعدها ألف على طريقة المتقدمين
(1) الحديث صحيح. أخرجه مسلم في صحيحه -كتاب الإِيمان- باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون (رقم 54/ 93). وأبو داود في السنن -كتاب الأدب- باب في إِفشاء السلام (رقم 5193). والترمذي في الجامع -كتاب صفة القيامة- باب رقم 56 (رقم 2510) وفي كتاب الاستئذان -باب ما جاء في إِفشاء السلام (رقم 2688). وابن ماجه في السنن- المقدمة، باب في الإِيمان (رقم 68)، وفي كتاب الأدب، باب إِفشاء السلام (رقم 3692) وأحمد في المسند (2/ 391، 442، 477، 495، 512) من حديث أبي هريرة، إِلا عند الترمذي في صفة القيامة فهو من حديث الزبير بن العوام، مع اختلاف في رفعه ووقفه كما ذكر الترمذي.
(2)
تقدم التعريف بالإمام النووى ص 54.
(3)
شرح صحيح مسلم للنووى جـ2 ص 36. وعبارته: " (ولا تؤمنوا) بحذف النون من آخره، وهي لغة معروفة صحيحة".
(4)
الحديث أخرجه البخاري في الجامع الصحيح -كتاب جزاء الصيد- باب حج النساء (رقم 1861) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله ألا نغزو ونجاهد معكم؟. فقال: "لكن أحسن الجهاد وأجمله الحج، حج مبرور". قالت: فلا أدع الحج بعد إِذْ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(5)
تقدم التعريف بالإِمام النووى ص (54).
من الكُتَّاب، والمختار عند المتأخرين عدم كتابتها" اهـ (1).
ومن ذلك الواو في "نَصَبُو" من قول ابن الفارض (2) في (الفائية):
كُلُّ البُدُورِ إِذَا تَبَدَّى مُقْبِلًا
…
تَصْبُو إِليْهِ وكُلَّ قَدٍّ أَهْيَفِ (3)
الثانية: الواو التي هى علامة الرفع في الأسماء الخمسة وجمع المذكر السالم وما ألحق به، كقولك (أَبُو الوَفَا ذُو مالٍ وأَخُو عِلْمٍ" و"مُتَقَدِّمُو العُلَماءِ هُمْ أُولو الفَضْلِ وذَوُو السَّبْقِ".
الثالثة: الواو التي لإِشْباع ضَمّة الميم، وتُسمَّى واو الصلة، كقوله تعالى:{وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُو الْجَنَّةُ} [الأعراف: 43]. وكقول الإِمام كَرَّم الله وجهه:
سَبَقْتكُمُو إِلى الإِسْلامِ طَرًا
…
صَغِيرًا ما بَلَغْتُ أَوَانَ حِلْمِى (4)
وكقول الشاعر:
فأُقِسم أَن لَوِ التَقْينا وأَنتُمُو
…
لَكَانَ لَكُمْ يَوْمٌ من الشَّرِّ مُظلِمُ (5)
وكقول الآخر:
*وهُمُ الَذِينَ هُمُو هُمُو* (6)
وكقول الكِندِىّ المتقدم الذي يمنُّ على قريش ويفتخر ببشر الذي علمهم
(1) لم أصل إليه في موضعه من شرح النووى.
(2)
تقدم التعريف بابن الفارض -ص (105).
(3)
ديوان ابن الفارض -ص 154 (طبع دار صادر، بيروت). وفيه (إِذا تجلَّى) بدل (إِذا تبدى). ومعنى أهيف: معتدل القوام.
(4)
البيت من بحر الوافر. ذكره القسطلانى في المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (في السيرة) ونسبه لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه جـ1 ص 45.
(5)
البيت من بحر الطويل، وقائله المسيّب بن علس. انظر كتاب سيبويه جـ1 ص 455 (هارون جـ3 ص 107). وشرح المفصل لابن يعيش جـ9 ص 94، خزانة الأدب جـ4 ص 224، شرح الأشمونى جـ1 ص 286.
(6)
من بحر الطويل، وقائله أبو نواس. انظر شرح الأشمونى جـ1 ص 248، ص 238.