الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"المزهر" نقلًا عن "فقه اللغة" لابن فارس (1) ما نصه (2): "ويجوز عند المحاذاة (3) والمشاكلة أن يكتب الواوى بالياء، فقد ذكر بعض أهل العلم أن من هذا الباب كتابة المصحف، كتبوا {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى: 2] بالياء، لما قرن بغيره مما يكتب بالياء" اهـ.
أي فإِن "الضُّحَى" لمَّا كتب بالياء على المذهب الكوفى -لكونه مضموم الأول- كتب بالياء "سَجَى"(4) مشاكلة له ولِمَا بعده أيضًا من "قَلَى"(5) وغيره.
[ثالثا: مقتضيات كتابة الألف المتطرفة بالألف أو الياء
(6)]:
وأما المقتضيان للألف والياء جميعًا فهو: أن تكون الكلمة وردت على الأصلين باعتبار لغتين، أو في لغةٍ واحدة، كما ورد في حديث
(1) هو أحمد بن فارس بن زكريا القزوينى الرازى، أبو الحسين الشافعى ثم المالكى، من أئمة اللغة والأدب، قرأ عليه البديع الهمذانى والصاحب بن عباد وغيرهما من أعيان البيان، أصله من قزوين وأقام مدة في همذان، ثم انتقل إِلى الري فتوفى فيها سنة 395 هـ، وكان مولده سنة 329 هـ ومن تصانيفه:"مقاييس اللغة"، "الصاحبى" في فقه اللغة، "جامع التأويل في تفسير القرآن" (من مصادر ترجمته: وفيات الأعيان جـ1 ص 118، البداية والنهاية جـ6 ص 428، ط دار الغد العربى، معجم الأدباء جـ4 ص 80 - 98، إِنباه الرواة جـ1 ص 92، شذرات الذهب، جـ3 ص 132 - 133، النجوم الزاهرة جـ 4 ص 212).
(2)
المزهر جـ1 ص 339، والنص موجود في كتاب الصاحبى في فقه اللغة لابن فارس ص384، وهو الذي نقل عنه السيوطي في المزهر في الموضع المشار إِليه.
(3)
ذكر ابن فارس معنى المحاذاة أن يجعل كلام بحذاء كلام، فيؤتى به على وزنه لفظًا وإن كانا مختلفين، فيقولون، الغدايا والعشايا، فقالوا:"الغدايا" لانضمامها إِلى "العشايا"، ومثله قولهم: أعوذ بالله من السامة واللامة "انظر الصاحبى في فقه اللغة ص 384".
(4)
راجع معنى "سجا" ص 257.
(5)
القَلا والقِلا والقَلاءُ: البغض والكراهية "اللسان - قلا".
(6)
سبق الحديث عن البند أولًا ص (232) وعن البند ثانيا ص (262).
الصحيحين "فَحَثَوْتُ حَثْيَة"(1) وقال شراح الحديث: "إِن هذا من قبيل تداخل اللغات" اهـ.
فعلى ذلك يجوز لك كتابة "حَثَا" بالألف وكتابته بالياء.
ولكن الأفصح -على ما في "الأدب"(2)، ومثله في "المزهر"- أن تنظر إِلى أغلب اللغتين، استعمالًا، فإِنَّ "رَحَيْتُ بالرَّحَى" هى اللغة العالية، وبعض العرب يقول:"رَحَوْت بالرَّحَا".
وكذا "نَمَى يَنْمِى" أفصح من "نَما يَنْمُو" كما في "المزهر" و"شرح القاموس"(3).
قال في "الأدب": "وكذلك الرِّضَا"، من العرب من يثنيه "رِضَوَان"، وكَتْبُه بالألف أَحبُّ إِلىَّ، لأن الواو فيه أكثر، وهو من "الرِّضْوَان" اهـ (4).
وقد علمت أن الكوفى يكتبه بالياء، ويُثَنِّيه بها لكسر أوله.
وينبنى على الأصلين أمران:
الأول: حساب الحروف بالجمل في عمل التواريخ بالحروف على حسب ما يكتب.
والثاني: قَلْبُها عند إِسناد الفعل إِلى الضمير، واوًا في الواوى، وياءً في اليائى، وكذلك في اسم المفعول منه، فتقول فيه من "حَثَاه":"يَحْثُوه"
(1) أخرجه البخاري في الجامع الصحيح -كتاب الجزية والموادعة- باب ما أقطع النبي صلى الله عليه وسلم من البحرين وما وعد من مال البحرين والجزية "رقم 3164" من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه ومسلم في "صحيحه" كتاب الفضائل -باب ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط فقال: لا "رقم 2314/ 60، 61".
(2)
أدب الكاتب ص 180.
(3)
تاج العروس للزبيدى جـ 10 ص 377، وعبارته "قال شيخنا: واقتصر ثعلب في "فصيحه" على "ينمى"، وأما "ينمو" فأنكرها.
(4)
أدب الكاتب ص 180، وراجع لسان العرب "رضي".