الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[خاتمة الطبع]
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول مستمطرُ سحاب لُطف الله السارى عبد الهادي نجا الأَبْيارِى (1).
بعد حمد الله الذي زيَّن المطالعَ بالطوالع، والصلاة والسلام على نبيه الذي أوضح رسوم الشريعة الشريفة بالحجج القواطع.
لَمّا كانت العادة أن تَؤَرَّخ بتمام طبعها الكتبُ التي تُطبع في المطابع المصرية، المطلعة من أفلاكها كواكب أسفار الفنون العقلية والنقلية، المتبرجة عرائس فنونها تبرُّج الخُرَّد الأبكار، المتبلّجة أنوار أثمار معارفها تَبلُّج البدور في الأسحار بِلألاءِ أنوار شموس الدولة السعيدية (2)، وآلاء مكارم عواطف الحضرة الداورية، التي أخذت ببهجتها الأرضُ زخرفها وازَّينتْ، وأخرت ما تقدم من عوادى الأيام الخالية لما تقدمت، وعَنَتْ لها وُجُوهُ ملوكِ الدول، وغنيت بمناقبها الحميدة الممالكُ المصرية عن مآثر الملوك الأُول.
وكان من جملة ما حَسُن طَبْعُه فيها وتبختر في صدار معاليها، رسالة وحيد دهره وعلامة عصره في مصره الأستاذ أبو الوفا الشيخ نصر الهورينى، الموسومة بـ (المطالع النصرية) الناظمة عقود فرائد فوائد القواعد الرسمية، العديمة المثال، الجديرة بأن يَعضَّ عليها بالنواجذ كلُّ ذى بال، ملحوظة بنظر ناظر أَجلّ ناظر، مشمولة بملاحظة حضرته الجامعة لِمَا تفرق من محاسن الأكابر، المشهور بجودة القريحة، المعروف باللهجة الفصيحة، بالتزام من لاح كوكب سناه
(1) سبقت ترجمته ص 79.
(2)
نسبة إِلى الخديوى إِسماعيل الذي حكم مصر من سنة 1279 هـ - 1296 هـ. وهو إِسماعيل "باشا" بن إِبراهيم بن محمَّد على الكبير خديوى مصر، توفي سنة "1312هـ / 1895م" له ترجمة في كتاب الأعلام للزركلى جـ1 ص 308.
وسنائه، وفاح في أرجاء المكارم زَهْرُ عُلاه وثنائه: حضرة إِبراهيم أفندي أدهم، فريدة عقد كتاب التركية بالمعية الألمعية، مع حضرة مؤلفها مباشرًا لتصحيحها.
فبتمام تلك الرسالة عام تأليفها بأجمل نمط وأحسن نسق قلت: مؤرخًا لهما -بقدر الإِمكان حسبما اتفق:
لقد أَشرقَتْ مِن مِصْرَ أُفْقُ المطالِع
…
مُذِ انبلَجَتْ بالرَّسْم خُود المطالعِ
وأيَنعَ خُوط الخطّ بعد ذُبُولِهِ
…
بما فى معانيها الحسانِ اليوانعِ
أَرَتْنا نظامَ الدُّرِ كيف يكون في
…
مَهارقَ أو حَشدَ النجوم الطوالعِ
وأبدتْ مبانيها معانى حَسِبْتُها
…
مَغَانِي غَوانٍ سافراتِ البَراقِع
لَعَمْركُ ما سِحْرُ البيانِ وسِرُّةُ
…
سِوى ما بها من مُحكماتِ البدائع
فَمِن جُملٍ جاءتْ بزهر كواكبٍ
…
ومِن كِلمٍ جاءتْ بجَمْع جَوَامِع
ومِن أسطرٍ جاءتْ بُدرٍ منظَّم
…
ومِن نُكت جاءتْ بسحرِ مُشرَّع
سلافة تحرير تُدارُ على النُّهى
…
فَيَثْمُل منها كلُّ قَارِ وسامع
وآيةُ ترقيمٍ تَلُوحُ فيهْتَدِى
…
بها كل فِكْرٍ تاهَ مِن كُلِّ أملْعى
كذا فليَكُ التأليفُ مَن رَامَهُ فَقُلْ
…
لحضرته: أَلِّفْ كذلك أَوْ دَعَ
ومَن ظَنَّ أَن يأتي بمثل الذي أتى
…
فهذا -وأَيْمُ الله- أكْذبُ مَدْع
ففى كلِ مَبْنى مِن مبانى بيانه
…
معان لها فى الفن أَحسنُ موقعِ
لقد عبثتْ تلك المطالعُ بالأَهِلَّةِ
…
الغُرّ لمَّا أَسْفرتْ باللوامعِ
وأَحيتْ رسومَ الرَّسْم بعد اندراسِهِ
…
بما أَبْرزتْهُ مِن نصوصٍ سواطع
وأَبْدت -لَعَمْرى- من زوايا فصولها
…
خباياه حتى أَزْهرتْ للمراجعِ
تقول لها غُرُّ المعانى تسير فى
…
بُرُوجِ المبانى مُشْرِقاتِ الطوالعِ
سَرَيْنا ونَجمٌ قد أضاءَ فَمُذْ بَدا
…
مَحْياكِ أَخْفى ضَوْءُه كلَّ طالعِ
وَمُذْ حَسُنَ التأليف بالطبع أَرَّخوا
…
مطالعَ جَلَتْ قدوةً للمطابع
سنة 1275 في رمضان