الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[كتابتها واوًا إِذا فُتحت بعد ضم أو ضُمَّت بعد فتح]:
وإذا فتحت بعد ضمّ كُتبت واوًا، نحو "أُؤمّل" و"نُؤَمّل" كما إِذا سُكّنت بعد الضم فيما سبق ولو كان بعدها واو مُشدَّدة نحو "يؤوّل".
وكذا تُكتب واوًا في عكس ذلك، وهو ما إِذا ضُمَّت بعد فَتْح، نحو "يَؤُمّ" و"يَؤُبّ" ولو كان بعدها حرف مَدٍ كصورتها نحو "يَؤول" و"يَؤُوب"، وإن كان القياس يقتضى أن تُحذف بقاعدة:(كل همزة بعدها حرف مدٍ كصورتها فإِنها تُحذف)؛ وذلك لما يلزم عليه من التباس صورة "يَؤُوب" و "يَؤُول""الأَجْوَفَيْن -لو حُذف إِحدى الواوين- بصورة "يؤُبّ" و"يَؤُل" المضاعَفَيْن. وأيضًا تكون صورة الأجوفَيْن في غير الجزم كصورتهما في حالة الجزم، فالأحسن إِثبات الواوين رفعًا ونصبًا وحَذْفُ الثانية جَزْمًا، وإن لم أَرَ مَن تعرض لذلك فإِن الأصول لا تأباه.
[كتابتها ياءً إِذا كُسرت]:
وإن كسِرت كتبت ياءً، نحو "يَئِنّ" مضارع من "الأَنِين" ونحو "يَئِد" مضارع "وَأَد البنت" أي دفنها حيَّةً.
وقد يكون بعدها ياءً نحو، "يَئِيد" مضارع "آد أَيْدًا" كـ"باع بَيْعًا" إذا قَوِى واشتد، وكان القياس يقتضى حَذْفها للقاعدة السابقة، لكن عارضه خَوْفُ الالتباس بمضارع "وَأَد".
فالذي يظهر لي عدم العمل بالقياس الموقع في الإِلْباس كما سبق نظيره في "التَّسْوِئَة" ومن ذلك: "آمَتِ المرأةُ تَئيم" أي صارت أَيّمًا لا زَوْجَ لها.
[دخول همزة الاستفهام على ما أوله همزة قطع]:
وأما إِذا دخلت همزة الاستفهام على ما أَولُه همزة قطع مضمومة في المضارع نحو {أَؤُنَبِّئُكُمْ} [آل عمران: 15] أو على الماضي المبدوء بالهمزة نحو {أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ} [ص: 8]. أو مفتوحة نحو {أَأَسْجُدُ} [الإسراء: 61]
{أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} [المائدة: 116] أو مكسورة في الاسم نحو {أَئِفْكًا} (*)[الصافات: 86] أو في الحرف نحو "أَئنَّكَ": فلا تحُذف ألف القَطْع، بل تصَّور بمجانِس حركتها، لأنها حينئذٍ تُسهَّل على نحوه، فكُتب في الأول واوًا، وفي الثاني ألفًا، وفي الثالث ياءً من جنس حركتها في كلٍ.
وجَوَّز الكِسَائى (1) وثعلب (2) الحذْفَ في المفتوحة فيكتب {أسْجُدُ} بألف واحدة، والمحذوفة همزة الاستفهام عند الكسائي، والثانية عند ثَعلب.
وجوز ابن مالك (3) كتابة المضمومة والمكسورة بألف، نحو "أَأُنزل"، "أإِنك"، كذا في (الَهمْع)(4).
وقد كُتبت {أَئِفْكًا} في مصحف البغداديين، وفي حديث البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: "حُمِلتُ على فَرَسٍ في سَبِيلِ اللهِ فَرأَيتهُ يُباع،
(*) والآية بتمامها {أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} .
(1)
علي بن حمزة بن عبد الله الأسدى بالولاء، الكوفى، أبو الحسن الكسائي. إِمام في اللغة والنحو والقراءة من أهل الكوفة ولد في إِحدى قراها، وتعلم بها، وقرأ النحو بعد الكبر، وتنقل في البادية، وسكن بغداد، وتوفى بها سنة 189 هـ عن سبعين عامًا. وهو مؤدب هارون الرشيد وابنه الأمين، قال الجاحظ: كان أثيرًا عند الخليفة حتى أخرجه من طبقة المؤدبين إِلى طبقة الجلساء والمؤانسين. وأخباره مع علماء الأدب واللغة في عصره كثيرة له تصانيف منها: "معانى القرآن"، "القراءات" و"الحروف" و"المتشابه في القرآن"(تاريخ بغداد جـ11 ص 403، طبقات النحويين واللغويين ص 127 - 130، نزهة الألباء في طبقات الأدباء ص 58 - 64 الفهرست ص 97، معجم الأدباء جـ13 ص 167).
(2)
أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار الشيبانى بالولاء، أبو العباس المعروف بثعلب إِمام الكوفيين في النحو واللغة. كان راوية للشعر، مشهورًا بالحفظ وصدق اللهجة، ثقة حجة مولده ببغداد سنة 200 هـ، وتوفي بها سنة 291 هـ. من كتبه:"الفصيح"، "مجالس ثعلب"، "إِعراب القرآن"، "معانى القرآن"(طبقات النحويين واللغويين ص 141 - 150، إِنباه الرواة جـ1 ص 138).
(3)
سبق التعريف بابن مالك ص 31.
(4)
همع الهوامع جـ6 ص 317.