الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ماذا- ما الموصولة]:
وقولنا أولًا (غير المركبة)(1) للاحتراز عن "مَاذَا" نحو: "لِمَاذَا" أو "عَلَى مَاذَا"، فلا تُحذف ألفها، لأنها تَوَسطتْ بتركيبها مع "ذَا"، كما أنها لا تُحذف من "ما" الموصولة ولو دخل عليها الجار لتوسُّطها بالصلة، إِلا إِذا كان معها لفظ "شِئْت"، لورودها محذوفة معها في كثير من الكلام الخيرىّ حَمْلًا على "ما" الاستفهامية، يقولون:"اشْتَرِ بِمَ شِئْتَ". وقد ورد في الحديث: "سَلْ عَمَّ شِئْتَ"(2)، ومن كلام سُراقة (3) - كما في حديث الهجرة من (البخاري): يا رسول الله مُرْنىِ بِمَ شِئْتَ (4).
[إِثبات ألف (ما) الاستفهامية]:
كما أنَّ بعكسها الاستفهامية قد ثَبتتْ ألفها في كثير من الأحاديث وكلام العرب، حَمْلًا لها على "ما" الموصولة، كقوله عليه أفضل التَّحايا مُسْتَفْهِمًا من سيدنا عَلىّ في الحج:"بِما أَهْلَلتَ"،
(1) أي (ما) الاستفهامية غير المركبة مع (ذا).
(2)
الحديث صحيح. أخرجه بهذا اللفظ الحاكم في المستدرك (1/ 164) من حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه. والحديث عند مسلم، وليس فيه "سل عمَّ شئت" وأخرجه بلفظ "عما شئت" ابن خزيمة في صحيحه (رقم 260) وابن عبد البر في التمهيد (4/ 55).
(3)
سراقة بن مالك بن جعشم المدلجى الكنانى، أبو سفيان. صحابى، له شهرة. كان ينزل قَديدًا. وله في كتب الحديث (19) حديثًا. وكان في الجاهلية قائفًا (القيافة: اقتصاص الأثر وإصابة الفراسة، واشتهر بها في العرب آل كنانة بنو مدلج). أخرجه أبو سفيان ليقتاف أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إِلى الغار مع أبى بكر. أسلم سراقة بعد غزو الطائف سنة 8 هـ. وتوفى سنة 24 هـ (من مصادر ترجمته: الإصابة جـ3 ص 41 - 42. وانظر الأعلام جـ3 ص 80).
(4)
صحيح البخاري -كتاب مناقب الأنصار- باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إِلى المدينة برقم 3911 (الفتح 7/ 249).
وكذا قاله لأبي موسى الأَشْعرى رضي الله عنهما (1). وكذا قول سيدنا عمر له عليه السلام عند صُلْح الحدَيْبِية: "فَعَلَى مَا نُعْطِى الدَّنيَّةَ في دِيننا"(2) وقول مُجَاشِع (3) رضي الله عنه قبل الصُّلح: "يا رسول الله عَلَى مَا تُبايِعُنا"(4) وقول أُمِّ سَلَمة رضي الله عنها (5) له عليه السلام: "فِيما يُشْبِهُ الولَدُ
(1) صحيح. أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الحج- باب من أَهَلَّ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كإهلال النبي (رقم 1558) من حديث أنس قال: "قدم علىّ رضي الله عنه على النبي. . ."(ورقم 1559) من حديث أبى موسى الأشعرى. والنسائي في المجتبى كتاب المناسك -باب التمتع (5/ 154) من حديث أبى موسى. وفي باب: الحج بغير نية يقصده المحرم (5/ 157) وباب إِباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدى (5/ 178) كلاهما من حديث جابر بن عبد الله، كلهم بلفظ (بما أهللت).
وبلفظ (بم أهللت) من غير ألف -البخاري -كتاب المغازى- باب بعث علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد إِلى اليمن (رقم 4352، 4353)، ومسلم في صحيحه -كتاب الحج، باب في نسخ التحلل من الأحرام والآمر بالتمام (رقم 1216/ 141)، و (1226/ 154،155).
(2)
أخرجه بهذا اللفظ (فعلى ما نعطى ..) البيهقي في السنن الكبرى (9/ 222) من حديث سهل بن حنيف رضي الله عنه. والحديث متفق على صحته بنفس الرواية، لكن بلفظ "فَعَلامَ" أو "فَفِيمَ" أو "فَلِمَ نعطى الدنية. . ." أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجزية والموادعة باب حدثنا عبدان (رقم 3182). وفي كتاب التفسير -باب سورة الفتح (إِذ يبايعونك تحت الشجرة)(4844). ومسلم في صحيحه -كتاب الجهاد، باب صلح الحديبية (رقم 1785/ 94).
(3)
مجاشع بن مسعود بن ثعلبة بن وهب السّلمى. صحابى. قُتل في معركة الجمل سنة 36 هـ (تقريب التهذيب جـ2 ص 329).
(4)
الحديث صحيح. أخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصفهان (1/ 70) من حديث مجاشع ابن مسعود بلفظ "على ما تبايع". وأخرجه البخاري في صحيحه -كتاب الجهاد- باب البيعة في الحرب أن لا يفروا (رقم 2962، 2963) بلفظ "عَلامَ تُبايعنا" .. وأحمد في المسند (3/ 468، 469). والحاكم في المستدرك (3/ 616) من حديث مجاشع.
(5)
أم سلمة هند بنت أبى أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن المغيرة بن مخزوم المخزومية. أم المؤمنين زوج النبي صلى الله عليه وسلم، تزوجها بعد أبى سلمة سنة 4هـ وقيل: سنة 3 هـ. وعاشت بعد ذلك ستين سنة. ماتت سنة 62 هـ، وقيل: 61 هـ (تقريب التهذيب جـ2 ص 617).