الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فعل في "الموْءُوَدة"، وتقدم ما فيه عن أبي حيان (1). وإن كانت الواو الثانية هناك ليست ضميرًا، بل هى واو مفعول، كـ"مَسْئُول".
وكذا تُحذف الهمزة إِذا اتصل بالاسم الواو الحرفية التي هى علامة إِعراب الجمع المذكر السالم بالرفع، نحو "مُلْجَؤن" و"مُرْجَؤن" و"مُقْرَءون" (بفتح الجيم والراء اسم مفعول) فتحذف نظرًا للتسهيل وعملًا بقاعدة:(كل همزة بعدها حرف مَدٍّ كصورتها ..)(2).
أقول: ولو كُتبت ألفًا على لغة التحقيق جاز على ما حُكِى عن الفَرَّاء (3) فيما يأتى في فصل زيادة الألف في "مِائَة" أنه كان يقول: "يجوز أن تُكتب الهمزة ألفًا في أي موضعٍ وقعت" اهـ. إِلا أنهم رجَّحوا الكتابة على مذهب التخفيف للوجْهين اللذيْن ذكرناهما في المبادئ عن شيخ الإِسلام (4)، وكذا أول الباب عن (الهَمْع)(5).
[جـ][إِذا اتصل بها ما تُكسر معه من الياءات]:
وإذا اتصل بالهمزة ما تُكْسر لأجله من الياآت (مثل الياء الاسمية التي هى ياء المخاطبة في الأفعال، أو ياء المتكلم في الأسماء، أو الياء الحرفية التي هى علامة إِعراب الجمع السالم، أو ياء النسب) ففيه تفصيل يأتى (6):
مثال الياء الأولى: "لم تَقْرَئِى"، فيُكتب بياءيْن، خَوْفَ اللبس بـ"تقْرى" للمخاطب، أو "تقْرى" للغائبة، مضارع "قَرى"، كذا في (الشافية) و (شرحها) لشيخ الإِسلام (7).
ويقال مثله في "تَشَآء" إِذا أسند للمخاطبة مجزومًا؛ بأن قيل: "لم تَشَائِى"، أو "إِن تَشَائِى" فيُكتب بياءيْن.
(1) تقدم ذلك ص (172 - 173)، وراجع ترجمة أبى حيان ص 32.
(2)
تقدم ذكرها قريبًا ص 167.
(3)
سبق التعريف به ص 54.
(4)
راجع ص 83 - 84.
(5)
راجع النقل عن الهمع ص 159.
(6)
أي في السطور التالية.
(7)
راجع المكتوب عن شرح الشافية الحاشية رقم (1) ص 84.
وأَرى أكثر النُّسَّاخ يحذف الهمزة بعد الألف كما كانت حال الإِسناد إِلى المذكر، ثم يكتب الياء بعدها مفردة. لكن القياس في الهمزة المتوسطة المكسورة كتبها ياء.
وأما قول سلطان العُشَّاق رضي الله عنه (1) في (اليائية):
إن تَشَىْ راضِيةً قَتْلىِ جَوىً
…
في الهَوَى حَسْبى افْتخارًا أَن تَشَىْ (2)
فلعله أجرى المهموز مجرى المعتل، مثل "رَعَى، يَرْعى" كما تقول للأنثى: "إن تَرْعَىْ"، ثم حَذَفَ الألف من "تَشَا" لالتقاء الساكنين، "وَوَصَل ياء المخاطبة الساكنة بالشين المفتوحة.
ومثال ياء المتكلم في الأسماء: "مَلْجَاىَ" و"مَبْدَاىَ" و"مَنْشَاىَ"، فالقياس كَتْبُ الهمزة ياءً، اعتبارًا بحركتها على مذهب المتقدمين (3).
لكنى لم أره في كثير من الكُتُب إِلا مكتوبًا بالألف على مذهب غير المتقدمين الذي سبق ذكره فيما إِذا اتصل بالاسم ضمير.
وكذا إِذا اتصل به ياء النسب (نحو ابن مُلْجَم السَّبَأى" (4): نسبة إِلى سَبَأ.
و"النَّسَأى" -على روايته بالقصر- و"الشَّنَأى": نسبة إِلى أَزْدَ شَنُوءَة): فحقُّه أن يُكتب بياءين، اعتبارًا بحركة الهمزة.
لكن لم أره مكتوبًا إِلا بالألف فقط.
(1) هو ابن الفارض راجع ترجمته ص 105.
(2)
ديوان ابن الفارض ص 18.
(3)
وراجع في ذلك ص 201.
(4)
هو عبد الرحمن بن مُلْجَم المرادى. قال ابن يونس في (تاريخ مصر): هو أحد بني مدرك (حى من مراد)، شهد فتح مصر، واختط بها ويقال: إِن عمرو بن العاص أمره بالنزول بالقرب منه لأنه كان من قراء القرآن، وكان فارس قومه المعدود فيهم بمصر. قال ابن حجر: كان عابدًا قانتًا لله، لكنه ختم له بشر، فقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه متقربًا إِلى الله بدمه بزعمه، فقطعت أربعته ولسانه وسملت عيناه، ثم أحرق. وكان ذلك بالكوفة سنة 40 هـ (لسان الميزان جـ3 ص 439 - 440، وفيات الأعيان جـ7 ص 218، النجوم الزاهرة جـ1 ص 119 - 120).