الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الهمزة المتوسطة تنزيلًا أو عارضًا]
[تعريف الهمزة المتوسطة عارضًا]:
وأما المتوسطة تنزيلًا أو عارضًا فقد يأتى فيها مثل المتوسطة أصالة.
فالمتوسطة عارضًا هى المتطرفة التي عَرَض لها التوسُّط باتصال ضميرٍ أو غيره مما يأتى، تُسمَّى المتوسطة حُكْمًا، لأن حكمها حكم المتوسطة أصالة، ويأتى فيها جميع صورها كما سيأتى الكلام عليها بعد تمام الكلام على المتطرفة ظاهرًا (1).
[تعريف الهمزة المتوسطة تنزيلًا وتفصيل الكلام عليها]:
وأما المتوسطة تنزيلًا فهي التي تكون في أول الكلمة ودخل عليها ما صيرها حَشْوًا، فمنها التالية لحروف المضارعة التي هى بمنزلة جُزْء من الفعل، بل ادعى بعضهم أنها جزء منه لا بمنزلة الجزء كما في (حواشى الأشمونى)، ولا يأتى فيها جميع صور المتوسطة حقيقة.
[كتابتها ألفًا إِذا وقعت ساكنة بعد فتحة]:
بيان ذلك أنها:
إذا وقعت ساكنة بعد فتحة كُتبت ألفًا، ومثاله:"لا نَأْمَنُ حتى تَأتُونا".
[كتابتها واوًا إِن سكنت بعد ضمة]:
وإن سكنت بعد ضمة كتبت واوًا، نحو "لا نُؤمن حتى تُؤْتُونى موثقًا"، ولو كان بعدها واو نحو {وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ} [المعارج: 13] (2).
[كتابتها يَاءً بعد حرف المضارعة المكسور]
[تيذَنُوا - تِيمروا - تيثَم]
(1) سيأتى الكلام عن ذلك ص 195.
(2)
ومطلع الآية: {وَفَصِيلَتِهِ. . . .} .
وإن كسر حرف المضارعة على لغة تميم وأسَد وغيرهم من العرب سوى قريش كُتبت ياءً، نحو "حتى تِئْذنوا أو تِئْمروا" ويجوز حينئذ إِبدالها ياءً، لأن إِبدال الهمزة الساكنة بحرف من جنس حركة ما قبلها سائغ قياسًا مطردًا كما سبق (1).
وبهذه اللغة قُرِىء قوله تعالى: {فَكَيْفَ ايسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ} [الأعراف: 93](2) قال ابن النَّحاس (3) في (تفسيره)(4): "وهي قراءة الأعمش (5) ويحيى (6) وطلحة (7) على لغة تميم الذين يقولون: "أَنا اِضْرِبُ" بكسر
(1) راجع عن ذلك ص 100 - 101.
(2)
وقراءة حفص {فَكَيْفَ آسَى. . . . .} .
(3)
هو أحمد بن محمَّد بن إِسماعيل المرادى المصرى، أبو جعفر النحاس. مفسر أديب مولده ووفاته بمصر زار العراق واجتمع بعلمائه توفي سنة 338 هـ. وقد صنف "تفسير القرآن" و"إِعراب القرآن" و"تفسير أبيات سيبويه" و"ناسخ القرآن ومنسوخه" و"شرح المعلقات السبع" وغيرها (من مصادر ترجمته وفيات الأعيان جـ 6 ص 285، النجوم الزاهرة جـ3 ص 300، إِنباه الرواة جـ1 ص 101، البداية والنهاية جـ6 ص 285 [طبع دار الغد العربى]، طبقات الشافعية للسبكى جـ3 ص 20 وانظر الأعلام جـ1 ص 208).
(4)
تفسير ابن النحاس = إِعراب القرآن جـ1 ص 626 (ط بغداد 1397 هـ 1977م).
(5)
هو سليمان بن مهران الأسدى الكاهلى مولاهم، أبو محمَّد الكوفي الأعمش، شيخ الإِسلام والمقرئين والمحدّثين. ولد سنة 61 هـ في إحدى قرى طبرستان، وقدموا به إِلى الكوفة طفلًا، ورأى أنس بن مالك الصحابي وروى عنه. وقد قرأ القرآن على يحيى بن وثاب (الآتية ترجمته بعده). قال سفيان بن عيينة: كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض. وكان ثقة حافظًا ورعًا، ولكنه كان يدلس توفي سنة 147 هـ أو 148هـ (من مصادر ترجمته: طبقات ابن سعد جـ1 ص 342 تهذيب الكمال جـ12 ص 76، سير أعلام النبلاء جـ6 ص 226).
(6)
هو يحيى بن وثاب الأسدى -مولاهم- الكوفى المقرئ، أحد الأئمة الأعلام، شيخ القراء تابعى ثقة. قرأ القرآن على أصحاب على وابن مسعود حتى صار أقرأ أهل زمانه، وقد أمر الحجاج الثقفى أن لا يؤم بالكوفة إِلا عربى، واستثنى يحيى بن وثاب، فصلى بهم يومًا ثم ترك توفي سنة 103هـ (من مصادر ترجمته: طبقات ابن سعد جـ 6 ص 299، تهذيب الكمال جـ32 ص 26، سير أعلام النبلاء جـ4 ص 379 - 382).
(7)
هو طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب بن جحدب بن معاوية بن سعد بن الحارث .. =
الهمزة".
وكذلك قوله تعالى: {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ} [يوسف: 11] كقراءة {وَلَا تَرْكَنُوا (1) إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [هود: 113] كما في (البيضاوى)(2).
ومن ذلك قوله:
لَوْ قُلتَ ما فى قومها لم تِيثَم
…
يَفْضُلُها في حَسَبٍ ومِيسَمِ (3)
ومعناه: لو قلتَ ما في قومها أَحَدٌ يزيد عنها في الحَسب والجمال لم تَأْثم. فلما وقعتْ الهمزة ساكنة بعد كسرة أبدلها ياءً على القياس.
وروى على هذه اللغة بعض أحاديث في صحيح البخاري.
وعليها أيضًا "تِيجَل" مضارع "وَجِل" قال شيخ الإِسلام على (الشافية): "واللغة العالية يعني الحجازية: "يَوْجَل"" اهـ (4). أي كما في التنزيل الكريم: {قَالُوا لَا تَوْجَلْ} [الحجر: 53].
= الهمدانى اليامى، أبو محمَّد -ويقال أبو عبد الله- الكوفى. أجمع قراء أهل الكوفة على أنه أقرؤهم، فبلغه ذلك فغدا إِلى الأعمش يقرأ عليه ليذهب عنه ذلك الاسم. وكانوا يسمونه سيد القراء. توفي سنة 113هـ (انظر ترجمته في تهذيب الكمال جـ13 ص 433، حلية الأولياء جـ5 ص 14).
(1)
بكسر التاء في (تركنوا) على لغة تميم.
(2)
تفسير البيضاوى جـ3 ص 128 قال: "المشهور (تأمنا) بالإدغام بإِشمام. وعن نافع بترك الإِشمام. ومن الشواذ ترك الإِدغام لأنهما من كلمتين. و (تيمنا) بكسر التاء". وفي موضع آخر (جـ3 ص 124) عند قوله تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} قال: "قرئ (تِرْكَنُوا) بكسر التاء على لغة تميم. و (تُرْكَنُوا) على البناء للمفعول من (اركنه) ". وقد سبق التعريف بالبيضاوى ص 62.
(3)
البيت من الرجز. وقائله حكيم بن معية الربعى وقيل لأبي الأسود الحمانى. انظر الكتاب لسيبويه جـ1 ص 375، الخصائص لابن جنى جـ2 ص 370، شرح الأشمونى جـ3 ص 70، شرح المفصل لابن يعيش جـ3 ص 59، 61، خزانة الأدب جـ5 ص 62 (طبع الهيئة العامة للكتاب 1976م).
(4)
راجع المكتوب عن شرح الشافية الحاشية رقم (1) ص 84.