الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[لغة الكشكشة والكسكسة "من اللغات الرديئة
"]:
وهذه اللغة كثيرة الاستعمال بمصر، إِلا أنها لَمَّا لم تكن من لغة قريش جعلوها من اللغات الردية، كما عَدُّوا من اللغات المذمومة زيادة شين الكَشْكَشَة بعد الكاف المكسورة في خطاب الأنثى، فيقولون لها:"مَرَرْتُ بِكِشِ". وزيادة سين الكَسْكَسَة بعد الكاف المفتوحة للفرق بين خطاب الرجل وخطاب المرأة.
ومنهم من يبدل الكاف المكسورة شينًا معجمة، قال الثعالبي (1) في "فقه اللغة": "وقد قرئ على هذه اللغة: (قدْ جَعَلَ رَبُّشِ تَحْتَشِ سَرِيًّا)(2) وقال شاعرهم يخاطب الغزالة جاعلًا عَيْنَيْها عَيْنَىْ محبوبته:
فَعَيْنَاشِ عَيْنَاهَا وجِيدُشِ جِيدُها
…
ولِكنَّ عِظم السَّاقِ مِنْشِ رَقِيقُ (3)
ولعل الذين يقولون في الدِّيك: "الدِّيش"(4) -كما في (القاموس) - هم أهل هذه اللغة.
والذي رأيته "دُرَّة الغَوَّاص" أن كَسْكَسَةَ بَكْر هى زيادة السين المهملة بعد
= كتاب البر والصلة -باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذى "رقم 2619/ 135" عن أبي هريرة وفي كتاب السلام -باب تحريم قتل الهرة "رقم 2242/ 151"، عن عبد الله بن عمر وفي كتاب التوبة باب سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه "2619/ 25"، والحديث مخرج في مصادر أخرى من كتب السنة.
(1)
عبد الملك بن محمَّد بن إِسماعيل الثعالبي النيسابورى، أبو منصور، إِمام في اللغة والأدب والأخبار وأيام الناس، مولده سنة 350 هـ، وتوفى سنة 429 هـ، ومن مؤلفاته:"يتيمة الدهر" وهو أكبر كتبه، و"فقه اللغة وسر العربية"، وسمى الثعالبي، لأنه كان رفاء يخيط جلود الثعالب "من مصادر ترجمته: وفيات الأعيان جـ3 ص 178 - 180، البداية والنهاية جـ6 ص 509 - 510، شذرات الذهب جـ3 ص 246".
(2)
الآية (24) من سورة مريم: {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} .
(3)
فقه اللغة وسر العربية للثعالبى ص 126.
(4)
القاموس المحيط = مادة "ديش" -باب الشين، فصل الدال.
كاف المؤنث، قصدوا بها الفرق بين كاف المذكر وكاف الأنثى (1)، وقد ذكر هو (2) والثعالبى (3) جملة من الأمور الرديئة في لغات العرب التي لم تستعملها قريش (4)، فلذا عَدَّها في "المزهر" من مذموم اللغات، وعقد لها فيه ترجمة مستقلة (5) لسنا بصدد التعرض لذكرها، وإنما المناسبة استطردت بنا إِلى الإِشارة إِليها، والله الهادي للصواب.
(1) درة الغواص في أوهام الخواص -ص 251 - قال مؤلفه: "وأما كسكسة بكر فإِنهم يزيدون على كاف المؤنث في الوقف سينًا ليبينوا حركة الكاف، فيقولون "مررت بِكِسْ".
(2)
أي الحريرى في درة الغواص ص 249 - 251.
(3)
في فقه اللغة وسر العربية ص 126 - 127.
(4)
عقد الثعالبي في فقه اللغة "الموضع السابق" فصلًا عن حكاية العوارض التي تعرض لألسنة العرب فقال: "الكشكشة: تعرض في لغة تميم، كقولهم في خطاب المؤنث "ما الذي جاء بش" يريدون "بك" وقرأ بعضهم "قد جعل ربش تحتش سريا". لقوله تعالى {قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} والكسكسة: تعرض في لغة بكر، وهي إِلحاقهم لكاف المؤنث سِينًا عند الوقف، كقولهم "أكرمتكس" يريد ون "أكرمتك" و"بك"، والعنعنة: تعرض في لغة تميم، وهي إِبدالهم العين من الهمزة، كقولهم "ظننت عنك ذاهب" أي: أنك ذاهب. وكما قال ذو الرمة:
أَعَنْ تَوسَّمْتَ من خَرْقاءَ مَنْزِلةً
…
ماءُ الصبابة من عيْنَيْك مَسْجُومُ
واللخْلَخانية: تعرض في لغة أعراب الشَّحْر "ساحل البحرين: عمان وعدن" وعمان، كقولهم:"مشا الله كان" يريدون: ماشاء الله كان، والطُّمْطُمانية: تعرض في لغة حمير، كقولهم:"طاب أمْهواءُ"، يريدون: طاب الهواء".
(5)
المزهر جـ1 ص 221 - 226 "النوع الحادى عشر: معرفة الردىء المذموم من اللغات".