الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ما يتصل بالفعل من الضمائر]:
وقد يتصل بالفعل ضميران؛ أحدهما على حرف، والثاني كذلك، أو على أكثر مثل:"قُتُّه" و "قُتُّهم"(من القُوت) و"ضَرَبْتُه" و"ضَرَبْتُهم" فقد اتصل في المثال الأول ثلاث كلمات في ثلاثة أحرف كما سبق (1).
وقد يتصل به ثلاث ضمائر، مثل "عَرَّفْتُكَها"، و "قد أَلْزَمْتُكَها"، فيكون المتصل في ذلك أربع كلمات.
وقد يكون المتصل خطًّا خمس كلمات كما سبق في "فَسَيَكْفِيكَهم"(2).
وقد يتصل سِتُّ كلماتٍ في تسعة أحرف أو عشرة، كأن تقول:"فَلَنُفْهِمَنَّكَهُ"، أوَ تقول لمستحق النار:"فَلَيُصْلِيَنَّكَهَا".
[اتصال (أل) بما بعدها]:
ويُلحق بما هو على حرف واحد "أل" أو بدلها "أَم"، سواء كانت "أل" مُعَرِّفة "كالرَّجُل". أو موصولة "كالأَعْلى". أو زائدة كالتي في قوله:
* رَأَيْتُ الوَلِيْدَ بْنَ اليزِيدِ مُبَاركًا (3) *
فتُوصل بما قبلها من الحروف المفردة كالباء والكاف واللام. ولكن لا تسقط ألفها إِلا مع اللام.
[اتصال (أل) بالفعل]:
ويُوصل بها ما بعدها، سواء كان اسمًا كالأمثلة المتقدمة، أو فعلًا وإن كان
(1) سبق الحديث عن ذلك ص (94).
(2)
سبق ذلك ص 94، ص 108.
(3)
البيت لابن ميادة: الرماح بن أبرد من بحر الطويل، والشطر الثاني للبيت:
*شديدًا بأَحناءِ الخلافةِ كاهلُه*
انظر الأشموني على الألفية جـ1 ص 183، الخصائص لابن جني ص 287، خزانة الأدب جـ1 ص 327، جـ 3 ص 252، شرح الشواهد للعيني جـ1 ص 96 (على هامش شرح الأشمونى).
قليلًا، كقول الفرزدق (1) للأعرابي الذي هجاه وهجا الأخطل (2)، وفضَّل جريرًا (3) عليهما في مجلس عبد الملك بن مروان (4) كما نُقل عن
(1) همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس الشهير بالفرزدق. شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة كان يقال: لولا الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، ولولا شعر الفرزدق لذهب نصف أخبار الناس يُشبَّه بزهير بن أبي سُلمى، وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى؛ زهير في الجاهليين والفرزدق في الإسلاميين. وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل (الآتية ترجمتهما) ومهاجاته لهما أشهر من أن تُذكر. وقد كان شريفا في قومه عزيز الجانب. ولقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه. توفي في بادية البصرة سنة 110 هـ وقد قارب المائة. وأخباره كثيرة (الشعر والشعراء جـ1 ص 478 - 489، طبقات الشعراء لابن سلام ص75، أمالي المرتضي جـ1 ص 43 - 49، البيان والتبيين- انظر فهرسته [الفرزدق]، معجم الشعراء للمرزباني ص 486، وفيات الأعيان جـ6 ص 86).
(2)
غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، من بني تغلب، أبو مالك. شاعر مصقول الألفاظ حسن الديباجة، في شعره إِبداع. اشتهر في عهد بني أمية بالشام، وأكثر من مدح ملوكهم، وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل. نشأ على المسيحية في أطراف الحيرة بالعراق، واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وكان معجبًا بأدبه، تياهًا، كثير العناية بشعره. توفي سنة 90 هـ (الأغاني- ط دار الكتب جـ8 ص280، الشعر والشعراء جـ1 ص490 - 503، خزانة الأدب جـ1 ص 219 - 221، الأعلام جـ5 ص 123).
(3)
جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي اليربوعي، من تميم، أشعر أهل عصره. ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم وكان هجاء مرًا، فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل. وكان عفيفًا، وهو من أغزل الناس شعرًا. جمعت نقائضه مع الفرزدق في ثلاث مجلدات، وله ديوان شعر في جزأين، وأخباره مع الشعراء وغيرهم كثيرة جدًا توفي سنة 110 هـ (الأغاني- أول الجزء الثامن من ط دار الكتب، الشعر والشعراء جـ1 ص 490 - 503 طبقات الشعراء لابن سلام ص 96، وفيات الأعيان جـ1 ص321، خزانة الأدب جـ1 ص 36).
(4)
عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي أبو الوليد، من أعاظم الخلفاء ودهاتهم نشأ في المدينة فقيهًا واسع العلم متعبدًا ناسكًا،. استعمله معاوية بن أبي سفيان على المدينة وهو ابن ست عشرة سنة، وانتقلت إِليه الخلافة بموت أبيه سنة 65 هـ، فكان شديدًا على معارضيه قوي الهيبة، واجتمعت عليه كلمة المسلمين بعد مقتل مصعب وعبد الله =
(شواهد العيني)(1):
مَا أَنتَ بِالحَكَم الْترْضَى حُكُومَتُهُ
…
ولا الأَصِيلِ وَلا ذِي الرَّأْيِ وَالجَدَلِ (2)
ومثله قول كُتّاب الحسابات بمصر آخر تفاصيل الحساب: "اليكون كذا وكذا"، بمعنى مجموع الأعداد وجملتها التي كانت تُسمَّي عند قدماء الكُتَّاب "بالفَذْلَكَة"، بمعنى جملة الأعداد أو الأشياء، كلمة مخترعة من قولهم عند تمام الحساب:"فذلك كذا وكذا" ثم صارت تُستعمل بمعنى نتيجة الشيء وجملته، وهي من المولدات وإن ذكرها
= ابني الزبير في حربهما مع الحجاج بن يوسف الثقفي (راجع ترجمة عبد الله بن الزبير ص 71). وقد نقلت في أيامه الدواوين من الفارسية والرومية إِلى العربية، وضبطت الحروف بالنقط والحركات، وهو أول من صك الدنانير في الإِسلام، وأول من نقش بالعربية على الدراهم. وكان يقال: معاوية للحلم وعبد الملك للحزم. توفي في دمشق سنة 86 هـ (تاريخ الطبرى جـ6 ص 418 - 422 ط دار المعارف، تاريخ بغداد جـ 10 ص 388، البداية والنهاية جـ5 ص 83 ط دار الغد).
(1)
شرح الشواهد للعيني (مطبوع من شرح الأشموني للألفية) جـ1 ص 165.
والعيني هو: محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد، أبو محمَّد، بدر الدين العيني الحنفي. مؤرخ علامة من كبار المحدثين والفقهاء وبرع في اللغة. أصله من حلب، ومولده في عينتاب سنة 762 هـ، وإليها نسبته أقام مدة في حلب ومصر ودمشق والقدس، وولي في القاهرة الحسبة وقضاء الحنفية. توفي سنة 855 هـ من كتبه "عمدة القاري في شرح البخاري" و"عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان" انتهى فيه إِلى سنة 850 هـ و"المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية" ويعرف بالشواهد الكبرى، و"فرائد القلائد"(مختصر شرح الشواهد) ويعرف بالشواهد الصغري (الضوء اللامع جـ 10 ص 131 - 135، شذرات الذهب جـ7 ص 286، الأعلام جـ7 ص 163).
(2)
البيت للفرزدق، من بحر البسيط انظر خزانة الأدب جـ1 ص 14، شرح الأشموني على الألفية جـ1 ص 156، ص 165. همع الهوامع جـ1 ص 294، الإِنصاف لابن الأنباري ص 521.