الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ألف (ثَمَان) بين الإِثبات والحذف]:
ولا تُحذف من "ثَمَان" على الأَجْود، لئلَّا يجتمع عليه حذفُها وحذفُ الياء، فإِنَّ الأكثرين على أنه في حُكْم المنقوص الآتى في الفصل الرابع عَقِب هذا (1)، فيكون مثل "قاضٍ" و"يَمَان".
نَعَمْ، يجوز حذف ألفه إِذا أُضيف إِلى "عَشْرة" أو "مِائة" كأن قيل "ثمنى عَشْرَة" أو "ثمنى مِائة" أو أضيف إِلى معدود مؤنث نحو "ثمنى ليالٍ" و"ثمنى نِسْوَة".
ويجب حينئذٍ إِثبات الياء، ويجوز العكس؛ أي إِثبات الألف وحذف الياء، ويجعل الإِعراب ظاهرًا على النون كما في قول الشاعر:
لها ثَنَايا أَرْبعٌ حِسَان
…
وأَربعٌ فثَغْرُها ثَمَان (2)
[حذف الألف من (لكن) مشددة ومخففة]:
وتُحذف من "لَكِن"، مشدَّدةً كانت أو مخَفَّفة، بل قد يمتنع إِثباتها عند خَوْف اللَّبْس بنفى "الِكنّ" -أي السِّتر (3) - لو قيل "لا كِنَّ عنده"، وإن كان بعيد التَّوهُّم.
[ثانيا: حذف الألف المتطرفة (ما الاستفهامية - أَمَا الحرفية)]:
وأما الألف المتطرفة فتحذف من كلمتين:
[حالات حذف ألف (ما) الاستفهامية غير المركبة مع (ذا)]:
الأولى: "ما" الاستفهامية غير المركَّبة مع "ذَا"، تُحذف ألفها في حالتين:
(1) انظر ص 375 وما بعدها.
(2)
البيت من مخلع البسيط أو الرجز المقطوع، وقائله قيس بن حصين الحارثى كما في خزانة الأدب جـ3 ص 300، شرح الأشمونى جـ4 ص 72، لسان العرب (مادة/ ثمن).
(3)
الكِنُّ والكِنَّة والكنان: وقاء كل شىء وسِتْره. والكِنُّ: البيت أيضًا. والجمع أَكْنان وأكِنَّة (لسان العرب - كنن).
الحاله الأولى: إِذا دخل عليها أحد حروف الجر المتقدمة، نحو قوله تعالى حكايةً عن موسى عليه السلام:{يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي} [الصف: 5]، {فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} [الحجر: 54]، {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ} [الطارق: 5]، {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ:1]، وقول الطُغْرَائى (1) أول (لامية العَجَم):
فِيمَ الإِقَامةُ في الزَّوْرَاء لا سَكَنِ
…
بها ولا نَاقَتِى فيها ولا جَمَلِى (2)
وقول الحريرى (3) في المقامة الأخيرة: "إلامَ تَلْهُو وتَنِي. . . إِلخ (4) " وقول الشاعر:
* فقُلْتُ عَلَامَ تَنْتَحِبُ الفَتَاةُ (5) *
وقول الآخر:
* فَحَتَّامَ حَتَّامَ العَنَاءُ المُطَوَّلُ (6) *
كما مَرَّ ذكرها في الكلام على الألف المتوسطة عارضًا.
* والحالة الثانية مِن أحوال "مَا" الاستفهامية: أَن تُضاف إِلى اسم، نحو:"بِمُقْتَضَى مَ" أو "بِمُقْتَضَى مَهْ" أو "اقْتِضَاءَ مَه"(7).
(1) الحسين بن علي بن محمَّد بن عبد الصمد، أبو إسماعيل مؤيد الدين الأصبهانى الطغرائى. شاعر، من الوزراء الكتّاب. كان يُنعت بالأستاذ. ولد بأصبهان سنة 455 هـ، واتصل بالسلطان مسعود بن محمَّد السلجوقى (صاحب الموصل) فولاه وزارته. وكان مقتله متهمًا بالزندقة زورًا سنة 513 هـ. له ديوان شعر. وأشهر شعره "لامية العجم" ومطلعها:"أصالة الرأى صانتنى عن الخطل". وله كتب. وللمؤرخين ثناء عليه (من مصادر ترجمته وفيات الأعيان جـ2 ص 185. وانظر الأعلام جـ2 ص 246).
(2)
الغيث المسجم في شرح لامية العجم للصفدى جـ1 ص 107.
(3)
تقدمت ترجمته ص 32.
(4)
سبق ذكره ص 270.
(5)
سبق ذكره ص 270.
(6)
سبق ذكره ص 270.
(7)
راجع عن ذلك أيضًا ص 128.