الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دلالة على ضمها، والعوام تسميه العرضى.
[زيادة الواو المتوسطة عارضًا (ملاؤه - ملائه)]:
أقول: ومن زيادة الواو المتوسطة عارضًا ما سبق آنفًا في نحو (1): "هَلَكَ فِرْعونُ ومَلاؤُه" و"بانَ خَطؤُه" على ما تقدم من القول بأن الألف غير مزيدة، وأن الواو هى المزيدة لتبيين حركة الهمزة كما يقال بذلك في "مَلائِه": إِن الياء هى الزائدة لبيان حركة الهمزة، على ما جرى عليه في (الهَمْع)(2) من أن الياء هى الزائدة في رسم المصحف.
قال في (الأدب): "وزاد بعضهم واوًا في "أُوخَىّ" -مصغرًا- فرقًا بينه وبين"أَخِى" المكَبَّر" اهـ (3).
قال في (الهمع): "ولكن أكثر أهل الخط لا يزيدونها"(4).
[ثانيًا: زيادة الواو طرفًا في (عَمْرو)]:
وأما زيادة الواو في الطرف ففى اسم "عَمْرو"، فَرْقًا بينه وبين "عُمَر"، وذلك بشروط:
أن يكون عَلَمًا لم يُضف لضمير، ولم يقع في قافية، ولم يُصغَّر، ولم يكن مُحلَّى بـ "أَل" ولا منصوبًا منونًا.
قال شيخ الإِسلام (5): وذلك للفرق بينه وبين "عُمَر" مع كثرة استعمالها، ولم يعكس، لأن لفظ "عَمْرو" أخف من لفظ "عُمَر"، والزيادة بالأخف أَوْلى.
فإِن لم يكن عَلَمًا كـ" عَمْرٌ" -الذى هو واحد "عمود الأسنان"، وهو ما
(1) سبق ذلك ص 303.
(2)
همع الهوامع جـ6 ص 240.
(3)
أدب الكاتب ص 177 - ونقل عنه السيوطي في همع الهوامع جـ6 ص 328.
(4)
همع الهوامع جـ6 ص 328.
(5)
شيخ الإِسلام ابن الحاجب في شرح الشافية، راجع عن المكتوب عن هذا الشرح حاشية رقم (1) ص 84.
بينها من اللحم المستطيل (1) - لم تُزَد فيه الواو، لأن العَلَم لشهرته في أسمائهم وكثرة استعماله واستعمال ما خِيف أن يُلتبس به ليس كغيره.
وكذا لا تُزاد إذا أُضيف بضمير أو صُغِّر، لأن المضاف إِلى الضمير لا يُفصل منه بحرف زائد، وتصغير "عَمْرو" و"عُمَر" بصورة واحدة.
وكذا إِذا حُلِّى بـ "أَل" كقوله:
باعَدَ أُمَّ العَمْرِ مِن أَسيرِها
…
حُرَّاسُ أَبْوابٍ على قُصُورِها (2)
وذلك لقلة استعماله.
وكذا لا تُزاد إذا وقع قافية، لتنافى "عَمْرو" و"عُمَر" فيها، فلا يُفضى إِلى التباسٍ، كقول العَرْجِى الشاعر (3) حفيد عَمْرو بن سيدنا عثمان رضي الله عنه:
كأَنّى لم أكن فيهم وَسيطًا
…
ولم تَكُ نِسْبَتى في آلِ عَمْرِو (4)
وكقول الآخر -كما في رسالة (مُوقِد الأَذْهان) وغيرها:
(1) العَمْرُ: لحم من اللثة سائل بين كل سِنَّتيْن. وفي الحديث: "أوصانى جبريل بالسواك حتى خشيت على عُمُورِى". والعمور: منابت الأسنان واللحم الذي بين مغارسها. الواحد عَمْرٌ -بالفتح (لسان العرب - عمر).
(2)
البيت من الرجز، وقائله غيلان بن حُرَيث. انظر شرح المفصل لابن يعيش جـ1 ص 44، جـ2 ص 132، جـ6 ص 60، المقتضب جـ4 ص 48 - 49، أمالى ابن الشجرى جـ2 ص 252، شرح شواهد المغنى للسيوطى جـ1 ص 163.
(3)
هو عبد الله بن عُمر بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموى القرشى، أبو عُمر. شاعر غزل مطبوع، ينحو نحو عمر بن أبي ربيعة. كان مشغوفًا باللهو والصيد، وكان من الأدباء الظرفاء الأسخياء، ومن الفرسان المعدودين. وهو من أهل مكة. ولقب بالعرجى لسكناه بقرية (العرج) قرب الطائف. وسجنه والى مكة محمَّد بن هشام في تهمة دم مولى لعبد الله بن عمر، فلم يزل في السجن إِلى أن مات سنة 120 هـ. له ديوان شعر (من مصادر ترجمته: الأغانى - طبع دار الكتب المصرية - جـ1 ص 283، نسب قريش ص 118 - طبع دار المعارف. والشعر والشعراء جـ2 ص 578 - 580).
(4)
البيت من الوافر. انظر ديوان العرجى ص 35، نسب قريش لمصعب الزبيرى ص 118، شرح المفصل لابن يعيش جـ1 ص 6.
إِنَّما أَنتَ مِن سُلَيْمى كواوٍ
…
أُلْحِقَتْ في الهِجَا ظُلمًا بِعَمْرِ (1)
يقول الفقير: يظهر لي من التعليل أن المدار على عدم الالتباس ولو في غير القافية، بأن يختلف الوزن، أو تكون القرينة مُعَيَّنة ولو في حَشْو البيت، كقول ابن عُنَيْن الدِّمشْقى (2):
كَأَنِّى في الزمانِ اسْمٌ صَحيح
…
جَرَى فتحكمت فيه العَوَامِلُ
مَزِيدٌ في بَنِيهِ كواوِ عَمْر
…
ومُلغَى الحظِّ فيه كَرَاءِ وَاصِل (3)
وكقولهم في ضابط العبادلة (4):
أبناءُ عَبَّاسٍ وعَمروٍ وعُمَرْ
…
ثم الزُّبيرُ هُمُ العَبادِلَةُ الغُرَرْ (5)
(1) أنشده ابن هشام ثانى بيتين في (موقد الأذهان وموقظ الوسنان) ص 278 المطبوع بمجلة عالم الكتب -المجلد 14، العدد 3 - ذو القعدة، ذو الحجة 1413 هـ / مايو- يونيو 1993 م، بتحقيق وليد محمَّد الراقبى. وقبله قوله:
أيها المدَّعى سُليمى سقاها
…
لستَ منها ولا قُلامة ظَفْرِ
(2)
محمَّد بن نصر الله بن مكارم بن الحسن بن عنين، أبو المحاسن شرف الدين الزرعى الحورانى الدمشقي الأنصارى، أعظم شعراء عصره ولد سنة 549 هـ. وكان هجاء وعمل قصيدة سماها "مقراض الأعراض" خمسمائة بيت، لم يفلت أحد من أهل دمشق منها بأقبح هجو، حتى السلطان صلاح الدين والملك العادل. وقد نفاه صلاح الدين إِلى الهند، وذهب إِلى العراق والجزيرة وخراسان ومصر واليمن، ثم عاد إِلى دمشق بعد وفاة صلاح الدين -وأخباره كثيرة مع ملوك بني أيوب. قال عنه ابن النجار:"وهو من أملح أهل زمانه شعرًا، وأحلاهم قولًا، ظريف العشرة، ضحوك السن، طيب الأخلاق، مقبول الشخص، من محاسن الزمان". وتوفى سنة 630 هـ - وقيل: سنة 633 هـ. وله ديوان شعر (من مصادر ترجمته: وفيات الأعيان جـ5 ص 14 - 19، معجم الأدباء جـ7 ص 121، النجوم الزاهرة جـ6 ص 293، المختصر المحتاج إِليه لابن النجار ص 151. وانظر الأعلام جـ7 ص 125 - 126).
(3)
لم أجد البيتين في ديوانه (طبع دار صادر، بيروت، بتحقيق خليل مردم بك). وهما من بحر الوافر.
(4)
أي من يُسَّمْون بعبد الله.
(5)
المراد بالعبادلة في هذا البيت: عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير بن العوام. والبيت من بحر الكامل التام. ولم أصل إِلى موضعه من كتب الأدب.
وكقول الآخر في البيت المشهور.
والمُسْتَجِيرُ بِعَمْروٍ عند كُرْبَتِه
…
كالمُسْتَجِيرِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بالنَّارِ (1)
ولكنهم نظروا إِلى أنه ليس كلُّ أَحدٍ ممن يقرأ الكِتاب يعِرِف وزن الشعر وخلله، ولا كلُّ أحدٍ يعرف القرينة، فزادوها باطِّراد، حتى إِن كثيرًا من جهلة الكتَّاب يزيدها في "عَمْرو" المنصوب المنوَّن، مع أنها لا تُزاد في المنون المنصوب، لوجود الفارق بينهما، وهو الألف التي تكتب بعد "عَمْرو" المنصوب بدلًا عن التنوين، فإِن "عُمَر" ممنوع من الصرف والتنوين.
نَعَمْ، إِذا أَجْرى الكاتب على لغة ربيعة -الذين لا يكتبون ألفًا بعد المنوِّن- يحتاج إلى زيادة الواو في المنصوب، لأنه لا فارق حينئذ بينه وبين "عُمَر" إِلا بالواو.
فإِن كان منصوبًا غير مُنَوَّن -بأَنْ وُصِف بـ "ابْن" متصل به- كما إِذا قيل: "إِن عَمْرو بن العاص (2) هو الذي بني مصْرَ الفُسْطاط" أو قيل: "إِن عَمْرو ابنَ هِند (3) هو الذي أمر بقتل طَرْفَةَ بن العَبْد"(4) - وجب إِثباتُ الواو
(1) البيت من البسيط، وهو للأخطل. انظر المصون لأبي أحمد العسكري ص 21، الأغانى جـ7 ص 186، ديوان الأخطل ص 225.
(2)
عمرو بن العاص بن وائل السهمى القرشى، أبو عبد الله، فاتح مصر وأحد عظماء العرب ودهاتهم وأولى الرأى والحزم فيهم. أسلم في هدنة الحديبية. وفضائله ومناقبه كثيرة جدًا. مات رضي الله عنه سنة 42 هـ (من مصادر ترجمته: الإِصابة جـ4 ص 650 - 654، تهذيب التهذيب جـ8 ص 56 - 57).
(3)
هو عمرو بن المنذر اللخمى ملك الحيرة في الجاهلية. عرف بنسبته إِلى أمه هند (عمة امرئ القيس الشاعر) تمييزًا له عن أخيه عمرو الأصغر (ابن أمامة). ملك بعد أبيه المنذر الثالث واشتهر في وقائع كثيرة مع الروم والغسانيين وأهل اليمامة. وهو الذي قتل طرفة بن العبد الشاعر (الآتية ترجمته بعد سطور) وكان شديد البأس كثير الفتك، هابته العرب وأطاعته القبائل خمسة عشر عامًا، وقتله عمرو بن كلثوم الشاعر (صاحب المعلقة) نحو سنة 45 قبل الهجرة (الكامل في التاريخ لابن الأثير جـ1 ص 433 - 434. وانظر الأعلام للزركلى جـ5 ص 86).
(4)
طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد البكرى الوائلى، أبو عمرو شاعر جاهلى، من الطبقة =
وحَذْفُ أَلِف "ابن"، لا العكس.
هذا ماظهر لى، وإن لم أره مُصرَّحًا به في شىء من كُتُب الفن.
وقد رأيتُ مَن ارتكب العكس، بأَنْ حذف الواو، وأثبت الألف، جعلها ألف التنوين، ولم يدْرِ أن العَلَم الموصوف بـ "ابْن" يُحذف تنوينه ولو نصبًا، كما تُحذف ألف "ابْن" وجوبًا فيهما كما يأتى في الحذف (1).
[واو الصلة]:
وأما واو الصلة -مثل "عَلَيْكُمُو" و"تِلكُمُو"- فقد ذكرنا في الفصل قبل هذا عن (الهَمْع) أن منهم مَن يَزِيدها، ومنهم من لا يكتبها (2).
= الأولى. ولد في بادية البحرين، وتنقل في بقاع نجد، واتصل بالملك عمرو بن هند فجعله في ندمائه، ثم عمل على قتله حيث أرسله إِلى (المكعبر) عامله على البحرين وعمان يأمره فيه بقتله لأبيات بلغ الملك أن طرفة هجاه بها، فقتله المكعبر شابًا في "هَجَر" وهو ابن عشرين عامًا أو ست وعشرين. وذلك في نحو سنة 60 قبل الهجرة (من مصادر ترجمته: الشعر والشعراء جـ1 ص 191 - 202، خزانة الأدب جـ2 ص 419 - 425. وانظر الأعلام جـ3 ص 225).
(1)
سيأتى الحديث عن ذلك ص 342.
(2)
سبق النقل في ذلك عن الهمع ص 308.