الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لكن رده الدَّمامِينى (1) وقال: "كَوْنُ الأُبُوَّة حقيقية لم أَرَهُم تعرضوا لاشتراطه، فمن أين أخذ الزرْكَشِى هذا الكلام؟! " انتهى (2).
وقد صرح القَسْطلانى (3) -وكذا العلامة الشَّرْقاوى (4) في (شرحه) على (الزبيدى)(5) - أول كتاب المغازى بوجوب حَذْف ألف "ابن" خَطًّا من "المِقْداد بن الأَسْود" وقال: "لوقوعه بين عَلَمَيْن وإن لمَ يكن الثاني أَبًا للأول حقيقةً، خلافًا لمن وَهَمَ في ذلك"(6).
[الخلاف حول حذف ألف (ابن) إِذا نسب إِلى الأب الأعلى أو الأم]:
وقال الشِّهاب الخَفَاجِى (7) في (شرح الدُّرّة): "ومنهم من اشترط في الكنية اشتهاره بها، وأما إِذا وصُف باسم الأَب الأَعْلى فعند المصنف (يعني الحريرى)(8) كغيره لا تُحذف، وفي (شرح التسهيل) (9) أنها تُحذف على الصحيح. وأنشد سيبويه (10):
*ومِثْلَ أَسِرَّةِ مَنظُورِ بْن سَيَّار (11) *
(1) تقدمت ترجمته ص 114.
(2)
انتهى من حاشية الدمامينى على المغنى لابن هشام، وتسمى "تحفة الغريب" -مخطوط.
(3)
تقدمت ترجمته ص 55.
(4)
تقدمت ترجمته ص 254.
(5)
فتح المبدى بشرح مختصر الزبيدى جـ3 ص111.
(6)
إِرشاد السارى لشرح صحيح البخاري جـ6 ص 245. قال مؤلفه: "إِذا وصف العَلم بـ (ابن) متصل مضاف إِلى عَلم كفى ذلك في إِيجاب حذف الألف من (ابن) خطًّا، سواء كان العلم الذي أضيف إِليه (ابن) علمًا لأبي الأول حقيقة أم لا".
(7)
سبق التعريف بالشهاب الخفاجى ص 57.
(8)
الحريرى مؤلف درة الغواص، تقدمت ترجمته ص 32.
(9)
التسهيل، هو تسهيل الفوائد لابن مالك، والشرح له أيضًا، راجع ترجمة ابن مالك ص 31.
(10)
تقدمت ترجمة سيبويه ص (41).
(11)
البيت من البسيط وقائله جرير. وتمامه:
جِئْنى بمثل بني بَدْرٍ لقَوْمِهُمُ
…
أو مِثْلَ أَسرَّة مَنظورِ بن سَيَّار
انظر ديوان جرير ص 312، كَتَاب سيبويه جـ1 ص 48، 86، المقتضب للمبرد جـ3 ص 153، شرح المفصل لابن يعيش جـ6 ص 69.
ومنهم من جَوَّز الحذف إذا نُسب إِلى الأُمّ. وعندى أنه إِذا اشتُهر بها أو لم يُنسب إِلى غيرها جاز" (1) اهـ.
أي "كِعيسى بن مريم" و"يُونُس بن حَبِيب"(2) و"محمَّد بن حَبيب"(3)(و"عَمْرو بن الإِطنابة" (4) و"الرمّاح بن ميَّادة"(5) -الشاعرين- كما في (القاموس)(6). و"عوج بن عناق" -ويقال "ابن عنق- فإِن أمه "عنق" إِحدى بنات آدم لصلبه، ولا أب له، لأنه من زِنا، كما في تفسير سورة المائدة من (أبى السعود)(7)، وكذا الصفحة [263] من خامس
(1) شرح درة الغواص للشهاب الخفاجى ص 253 (مطبوع مع درة الغواص -القسطنطينية، الطبعة الأولى 1299 هـ).
(2)
يونس بن حبيب النحوى، أبو عبد الرحمن مولى حنبة، من أهل جَبُّل (قرية على دجلة بين بغداد وواسط) ومولده سنة 90 هـ. ووفاته سنة 182 هـ. قال ابن خلكان: وحبيب: اسم أمه. ويقال: إِنه اسم أبيه، وكذلك محمَّد بن حبيب النسَّابة (الآتية ترجمته بعد هذا مباشرة). وله من الكتب:"معانى القرآن"، "اللغات" و"النوادر"(الفهرست ص 63)، وفيات الأعيان جـ7 ص 244 - 249).
(3)
محمَّد بن حبيب بن أمية بن عمرو، أبو جعفر، مولى لبنى العباس -من علماء بغداد بالأنساب والأخبار واللغة والشعر. وحبيب: أمه مولاة لبنى العباس. وله مؤلفات كثيرة، وتوفى سنة 245 هـ (راجع ترجمته في الفهرست ص 155 - 156، طبقات النحويين واللغويين للزبيدى ص 139 - 140).
(4)
هو عمرو بن عامر بن زيد مناة الكعبى الخزرجى، شاعر جاهلى فارس، كان أشرف الخزرج، واشتهر بنسبته إِلى أمه "الإطنابة" بنت شهاب، من بني القين. وكانت إِقامته بالمدينة. وكان على رأس الخزرج في حرب لها مع الأوس (له ترجمة في الأغانى -طبع دار الكتب- جـ11 ص 121، معجم الشعراء للمرزبانى ص 203).
(5)
الرماح بن أبرد بن ثوبان الذبيانى الغطفانى المضرى، أبو شرحبيل. شاعر رقيق هجاء، من مخضرمى الدولتين الأموية والعباسية. كان مقامه بنجد، يفد على الخلفاء والأمراء ويعود. واشتهر بنسبته إِلى أمه "ميادة". وأخباره كثيرة. توفي سنة 149 هـ (معجم الأدباء جـ4 ص 212. وانظر الأعلام جـ3 ص 31).
(6)
القاموس المحيط -ميد (باب الدال، فصل الميم). قال مؤلفه: "ميَّادة (مشددة) أَمَة سوداء، وهي أم الرماح بن أبرد بن ثوبان الشاعر". وقال (مادة /طنب): "والإطنابة امرأة. وعمرو ابنها شاعر".
(7)
تفسير أبى السعود (إِرشاد العقل السليم إِلى مزايا الكتاب الكريم) جـ2 ص 16 (طبع =
(القَسْطلانى)(1).
وأما سيدنا "يُونُسُ بن مَتّى" فالمشهور أن "مَتَّى" أُمُّه، حتى قال الجلال (2) في أول (حُسْن المحاضرة) وكذا في (المزْهر):(لا يُعرف نبىٌّ باسم أُمِّه غير "عيسى بن مريم" و"يونُس بن مَتَّى" (3)). لكن صاحب (القاموس) في باب التاء قال: "إِن "مَتَّى" أَبُوه، ويُقال فيه "مَتَتى" بالفَكّ"(4) اهـ. وكذا في حديث البخاري (5) عن ابن عباس: "لا يَنبَغِى لأَحدٍ أن يقولَ أَنا خَيْرٌ من يُونس بن مَتَّى"(6)، ونسَبَه إِلى أبيه. قال القَسْطَلانى (7): "وبِه يُرَدُّ على مَن
= دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع). وقصة عوج بن عنق في التفسير المذكور وأبو السعود هو محمَّد بن محمَّد بن مصطفى العمادى المولى أبو السعود. مفسر شاعر من علماء الترك المستعربين. ولد بقرب القسطنطينية سنة 898 هـ، ودرس ودرس في بلاد متعددة، وتولى منصب القضاء والإِفتاء. ويجيد الفارسية والتركية (إِلى جانب العربية). توفي سنة 982 هـ. وله مؤلفات عدة غير التفسير المشهور باسمه- ذكرها الزركلى في الأعلام (من مصادر ترجمته: شذرات الذهب جـ8 ص 398، الأعلام جـ7 ص 59).
(1)
لم أصل إِلى موضعه في إِرشاد السارى (للقسطلانى) بعد طول بحث.
(2)
جلال الدين السيوطي. راجع ترجمته ص 31.
(3)
لم يذكر السيوطي شيئًا من ذلك في باب من نُسب إِلى أمه من المزهر جـ2 ص 444 - النوع (45). ولم أصل إِلى النص في حسن المحاضرة بعد بحث طويل، وقد ذكر السيوطي (يونس بن متى) في موضع واحد من (حسن المحاضرة)(جـ1 ص 57) ولم يشر إلى الفائدة المذكورة هنا.
(4)
القاموس المحيط -مادة/ متّى (جـ1 ص 163 طبع دار الجيل، بيروت).
(5)
سبقت ترجمة البخاري ص 59.
(6)
الحديث صحيح. أخرجه البخاري في "صحيحه" كتاب الأنبياء -باب قول الله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات /139](رقم 3413). وفي كتاب التفسير -سورة النساء، باب {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ .. وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ} [النساء / 163](رقم 4603). وسورة الأنعام -باب {وَيُونُسَ وَلُوطًا، وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأنعام / 86](رقم 4620). وسورة الصافات -باب {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات/ 139](رقم 4804). وأخرجه مسلم في الصحيح -كتاب الفضائل- باب في ذكر يونس عليه السلام وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغى لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى"(رقم 2376/ 166) و (2377/ 167).
(7)
سبقت ترجمته ص 55.
قال: "مَتّى" أُمُّه" فانظره في الجزء الخامس بعد الصفحة [300](1).
أقول: وممن اشتُهر بأُمِّه:
سيدنا محمَّد بن الحِنَفِيَّة رضي الله عنه (2).
وعبد الله بن أُم مَكْتُوم مُؤَذِّن النبي صلى الله عليه وسلم (3).
ومعاذ بن عَفْراء (من الأنصار)(4).
وعبد الله بن سَلُول رَأْسُ المنافقين (5).
وإسماعيل بن عُلَيَّة (6)، من رُواة (الصحيحين) وغيره ممن نراه في
(1) إِرشاد السارى بشرح صحيح البخاري جـ5 ص 393.
(2)
هو محمَّد بن علي بن أبي طالب الهاشمى، أبو القاسم المدني المعروف بابن الحنفية، وهي خولة بنت جعفر بن قيس، من بني حنيفة. تابعى ثقة. مات بعد سنة 80 هـ بقليل. وكان من أفاضل أهل بيته (تهذيب التهذيب جـ 9 ص 354 - 355).
(3)
هو عمرو بن زائدة. ويقال: عمرو بن قيس بن زائدة. ويقال: زياد بن الأصم. وهو جندب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤى العامرى المعروف بابن أم مكتوم الأعمى مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: اسمه عبد الله. والأول أكثر وأشهر. قتل شهيدًا في معركة القادسية سنة 14هـ (تهذيب التهذيب جـ 8 ص 34).
(4)
معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سوادة بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصارى المعروف بابن عفراء، وهي أمه. شهد بدرًا وما بعدها. ويقال: إنه جرح يوم بدر ومات من جراحته. وقيل: عاش إِلى زمان عثمان رضي الله عنه. وقيل: إِلى زمن على. وهو معدود في السبعة الذين يروى أنهم أول من لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار (تهذيب التهذيب جـ10 ص 188).
(5)
عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد الخزرجى، أبو الحباب المشهور بابن سلول، وسلول جدته لأبيه. من خزاعة، وهو رأس المنافقين في الإِسلام، من أهل المدينة، كان سيد الخزرج في جاهليتهم، وأظهر الإِسلام بعد وقعة بدر تقية. كان كلما حلت بالمسلمين نازلة شمت بهم، وكلما سمع بسيئة نشرها، وله في ذلك أخبار، وتوفى سنة 9 هـ (راجع ترجمته في إِمتاع الأسماع1/ 99، 105، 120 وغيرها، المحبر ص 233، جمهرة النسب ص335، طبقات ابن سعد القسم الثاني من جـ3 ص 90).
(6)
إِسماعيل بن إِبراهيم بن مِقْسم الأسدى (مولاهم)، أبو بشر البصري المعروف بابن عُلَيَّة. ثقة حافظ. مات سنة 193 هـ (تقريب التهذيب جـ1 ص65 - 66).
(الصحيحين) من الرُّواة أو المحدِّثين، منسوبًا إِلى أُمِّه مرسومًا بغير ألف، كمُعاوية (1)، فإِنه يقال فيه تارة "مُعاوية بن هِند".
وكذا "عَمْرو بن هِند" مَلِك الحِيرة (2).
أو منسوبًا إِلى جَدِه لشهرته به، كعبد الله بن مسعود (3)، فإِن أَباهُ "عُتْبة".
و"محمَّد بن شهاب الزُّهْرِى"(4)، فإِن أَبَاه "مُسْلم".
و"يحيى بن كثير"(5)، أَبُوه عبد الله. ومثله "عبد العزيز بن الماجِشُون"(6) و"بُكَيْر بن الأَشَجّ"(7).
وكذا "إِسحاق بن نَصْر المروزِى"(8)، أبوه "إِبراهيم".
بل رأينا فيهما مَنْ هو منسوب إلى جَدِ الجد، مثل "يعقوب بن عبد
(1) راجع ترجمة معاوية بن أبي سفيان ص (58).
(2)
سبقت ترجمته ص 351.
(3)
تقدمت ترجمة ابن مسعود ص (69).
(4)
محمَّد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشى الزهرى. أبو بكر. فقيه حافظ متفق على جلالته وإتقانه. مات سنة 125 هـ. وقيل: سنة 124 هـ أو 123 هـ (تقريب التهذيب جـ2 ص 207).
(5)
ذكر ابن حجر في تقريب التهذيب (جـ2 ص 523) في باب من نسب إِلى أبيه -ذكر يحيى بن كثير وترجم له في التقريب (جـ2 ص 356) باسم: يحيى بن كثير بن درهم العنبرى مولاهم البصري، أبو غسان المتوفى سنة 206 هـ. ولم يذكر أن اسم أبيه "عبد الله".
(6)
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، الماجِشون، المدني، نزيل بغداد، مولى آل الهُديْر. ثقة فقيه. مات سنة 164 هـ (تقريب التهذيب جـ1 ص510).
(7)
بُكير بن عبد الله بن الأشج، مولى بني مخزوم، أبو عبد الله، أو أبو يوسف، المدني نزيل مصر، ثقة في الحديث. من كبار التابعين. توفي سنة 120 هـ وقيل غير ذلك. (تهذيب التهذيب جـ1 ص 492 - 493).
(8)
إِسحاق بن إِبراهيم بن نصر، أبو إِبراهيم المعروف بالسعدى. روى عنه البخاري وربما نسبه إِلى جده (نصر). توفي سنة 242 هـ (تهذيب التهذيب جـ1 ص 219).