الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الخامس فيما يُحذف من الواوات المتكررة لفظًا فرارًا من اجتماع المثلين صورة، وإِن كانت إِحداهما همزة لفظًا، وما لا يحذف منها عند اللبس
المختار عند أهل العلم أن يكتب "دَاوُد" و"طَاوُس" و"رُؤُس" و"فُؤُس" بواو واحدة، استخفافًا، لكثرة الاستعمال.
وأما "هَاوُن"(1) و"راوُق"(2) و"ناوُس" فمنهم من يكتبه بواوين.
وأما "ذَوُو" -للجمع- فيُكتب بواوين خَوْفَ الاشتباه بالمفرد.
كذا في (الدرة) قال: "وأما "سَؤُول" و"يَؤُوس" و"شُؤُون" و"مَوْءُودة" و"مَؤُونة" فالأحسن أن يُكتبن بواوين، ومنهم من اقتصر على واحدة"(3).
قلت: وكثيرًا ما يكتب "مَؤُنَة" بواو واحدة، وكذا "بَؤُنَة" اسم شهرِ القبط.
وأما "الرَّاوُون" و"الغَاوُون" فبواويْن بلا شُبْهة، لأنه إِذا كان بين الواوين فاصل -ولو في التقدير- لا تُحذف واحدة منهما، سواء في الأسماء -كما مُثِّل- أو في الأفعال، نحو "اجْتَوَوْا" و"اكْتَوَوْا" و"يَسْتَوُون" و"يَلُوون"، وكقول قُطْب دائرة الوجود -نفعنا الله به- في (الحزب): "نَوَوْا فَلَوَوْا عما
(1) الهاوُن والهاوُون (فارسى مُعرَّب): هذا الذي يُدقُّ فيه، والجمع: هواوين مثل قانون وقوانين (لسان العرب - هون).
(2)
الراوق، والراووق: المصفاة وهو أيضًا ناجود الشراب الذي يُروَّق به فيُصفّى (لسان العرب - روق).
(3)
درة الغواص للحريرى ص 279 وسبق ذكر هذا النقل عن الدرة ص 170.
نَوَوْا".
وأصل المفرد "نَوَى"، فلما اتصل ضمير الجمع بالفعل حُذفت الألف التي كانت تُقلب ياءً عند الإِسناد لضمير المتكلم، وبقيت الفتحة على الواو لتدل على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الضمير الساكنة أَصالةً، وِإنْ تَحركت لعارضٍ في نحو "نَوَوُا السَّفَر".
كما تُحرك من "آتَوُا الزَّكاةَ". ولا تَتَوهَّم من تحرُّك الواو العارض في "آتَوُا الزكاةَ" أو واو أُخرى بعد واو الضمير كما غَلَط فيه بعض الناس.
وأما إِذا كان يُخاف اللَّبْس بحذف إِحدى الواويْن المتلاصقتين فلا تُحذف واحدة منهما نحو "قَؤُول" و"صَؤُول"(1)، فإِنه لو حُذفت واحدة التبس بقول "وُصُول". ولو كان على الواو قطعة الهمزة فإِنه يقال:"صَؤُل البعير"(2) كما سبق في الهمزة.
أقول: وقد يجتمع ثلاث واوات فتُحذف واحدة كما في حديث توجهه عليه السلام إِلى الطائف رَجَاءَ أَن يُؤْوُه (3)، فالأُولى هى المصوَّرة بدل الهمزة، والثانية هى واو الكلمة، والثالثة واو الضمير، فالمحذوفة هى المتوسطة، واللهُ الموفِّق.
(1) الصَّؤول من الرجال الذي يضرب الناس ويتطاول عليهم (لسان العرب - صول).
(2)
صَؤُل البعير يصْؤُل -بالهمز- صآلة إِذا صار يشُلُّ الناس ويعدو عليهم (لسان العرب - صول).
(3)
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة حـ2 ص 414 - 416 - وذكره ابن هشام في السيرة جـ2 ص 28، وابن كثير في السيرة جـ2 ص 149.