الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد تجتمع الثلاث، والأُولى والأخيرة مُصوَّرتان بالألف، فتسقط الهمزة المتوسطة بينهما، بمعنى أنها لا ترسم ألفًا مثل "جَاءَا" مُسندًا للاثنين. وكذا "جَزَاءَان" و"رِدَاءَان" و"قِرَاءَات".
وقد تُحذف الهمزة والألف بعدها، وذلك في نحو "عَطآءً" و"جَزآءً""المنوَّنيْن" نَصْبًا، وكانوا أولًا يُثبتون الألف بدل التنوين، لِئَلَّا يكون في حذفها إِجحاف بحذف اثنتين، ثم تركوها نظرًا لقراءة حَمْزة في الوقف على مثله كما مَرَّ (1).
[اجتماع الهمزة المصورة واوًا مع واويْن]:
وقد تجتمع الهمزة المصوَّرة واوًا مع واوين، وتكون هى بينهما، فتُحذف، مثل:{الْمَوْءُودَةُ} [التكوير: 8]، {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} [الحشر: 9]، {لِيَسُوءُوا} [الإسراء:7].
وقد تكون سابقة عليهما نحو "يُؤْوُنَ"، فلا تُحذف هى، بل إِحدى الواوين كَراهة اجتماع الأمثال الموجب لحذف أحدها.
[اجتماع الهمزة المصورة ياءً مع ياءَيْن]:
وأما اجتماع الهمزة المصورة ياءً مع الياءين فقد تكون بينهما مثل "فِيئِى يا هند ولا تُسِيئِى" و"في هذا الكلام تَيْئِيسٌ من كذا".
وقد تكون سابقة عليهما مثل قول سَواد بن قَارِب رضي الله عنه (2).
أَتَانِي رِئِىّ (3) بَعْدَ هَدْءٍ وَرْقَدةٍ
…
وَلَمْ أَكُ فِيما قَدْ بُليتُ بكاذِبِ
(1) تقدم ص (212) وراجع هناك ترجمة حمزة القارئ.
(2)
سواد بن قارب الأزدى الدوسى أو السدوسى، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان كاهنًا شاعرًا في الجاهلية، عاش إِلى خلافة عمر، ومات بالبصرة في نحو سنة 15هـ (له ترجمة في الإصابة لابن حجر جـ3 ص 219 - 221) وانظر الأعلام جـ3 ص 144.
(3)
راجع معناها ص 166.
كما في "المواهب"(1)، وكما في صفحة [156] من [6] القسطلانى عند ذكر قصة إِسلامه في باب إِسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه (2).
وقد تكون بعدهما مثل "يَيْئِس" -بكسر الهمزة- فمقتضى قولهم: "اجتماع الأمثال مُوجِبٌ لحذف أحدها" أنه يجب حذفها في غير محل الإِلبْاس.
وفي "شرح" السَّعد (3) على "تصريف" العِزِّى (4) أنهم قد يَحذْفون الياء الثانية من "يَيْئِس"، يعني إِذا لم يحصُل التباسٌ في الخط بالفعل الماضي، فانظره (5).
وقد تجتمع الثلاث والوُسْطى همزة والأولى ألف لينة كالأخيرة المرسومة ياءً، كقوله:{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ} (6)[الشعراء: 61]، وكقول البخاري:"باب إِثم من رَاءَى على نسخة أبى ذَرّ، وفي غيرها "رَايى" بإِبدال الهمزة ياءً مفتوحة (7) ".
(1) لم أجده في المواهب اللدنية للقسطلانى بعد طول بحث وتدقيق.
(2)
إِرشاد السارى لشرح صحيح البخاري جـ6 ص 193، وانظر لسان العرب -هدأ، قال جاءنى بعد هَدْءٍ من الليل: أي بعد طائفة ذهبت منه.
(3)
السعد: هو مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازانى، سعد الدين، من أئمة العربية والمنطق، ولد بتفتازان "من بلاد خراسان" سنة 712 هـ، وأقام بسرخس، وأبعده تيمورلنك إِلى سمرقند، فتوفى فيها سنة 793 هـ، ودفن في سرخس، ومن كتبه:"تهذيب المنطق" و"شرح العقائد النسفية" و"شرح التصريف" للعزى، و"المطول" في البلاغة "من مصادر ترجمته: الدرر الكامنة لابن حجر جـ4 ص 350، بغية الوعاة ص 391 الأعلام جـ7 ص 269".
(4)
سبق التعريف بالعزى ص 102.
(5)
شرح السعد على كتاب التصريف للعزى ص 45، وعبارته:"وقد جاء "يئس" و"ييئس" بالكسر، لكن ينبغى أن يفيد لفظ الكتاب على الأول، وجاء "يئس" بحذف الياء.
(6)
وترسم في المصحف "تراءا".
(7)
قال البخاري في كتاب فضائل القرآن: "باب إِثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكل به أو فجر به"، قال ابن حجر في فتح البارى "جـ9 ص 100" "كذا للأكثر وفي رواية:"رايا" وأخرج أحمد بن حنبل في المسند (5/ 45) من حديث أبى بكرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمَّع سمَّع الله به، ومن رايا رايا الله به".