الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني في ما يحذف من ألفات الوصل
قد سبق في باب الزيادات أن همزة الوصل تُزاد في ثلاثة أنواع (1)، ومعلوم أنها من الزيادات في أول الكلمة، فالآن نتكلم عليها من حيث الحذف.
[حالات حذف ألف "أل" الحرفية أو الاسمية]:
أما النوع الأول: وهو "أل" الحرفية أو الاسمية، فتُحذف ألفها في ثلاث حالات:
الأولى: أن تدخل عليها همزة الاستفهام، كأن تقول:"آلرَّجُلُ خَيْرٌ أَم المرْأَةُ"، فتُحذف خَطًّا كَراهةَ اجتماع المِثْلَيْن، وموافقةً لحذفها لَفْظًا، بمعنى أنها تُبدل مَدًّا أو تُسَّهل كما في "الخلاصة"(2)، كقوله تعالى:{قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ} [الأنعام: 143].
وقد يتعين التسهيل ولا يجوز المد، فتَثْبُت الألف، وذلك في الشِعْر، كقوله:
أَاَلْحَقَّ إِن دَارُ الرَّبابِ تَباعَدت
…
أَوِ انبَتَّ حَبْلٌ - أَنَّ قَلبَكَ طَائِرُ (3)
(1) سبق الحديث عن ذلك ص 229 - 300.
(2)
ألفية ابن مالك "وتسمى الخلاصة" بشرح ابن عقيل جـ4 ص 208، وكلام ابن مالك في هذه المسألة في البيت الثاني من البيتين التاليين:
وفي اسم است ابنٍ ابْنُمٍ سُمِعْ
…
واثنينٍ وامْرِىءٍ وتأنيث تَبعْ
وايْمُنُ، هَمْزُ أَل كذا، ويُبْدلُ
…
مدًّا في الاستفهامِ أَوْ يُسَهَّلْ
(3)
البيت من الطويل، وقائله عمر بن أبي ربيعة، انظر ديوانه صـ101، الكتاب لسيبويه جـ1 ص 468، شرح الأشمونى للألفية جـ4 ص 478، التصريح بمضمون التوضيح للشيخ خالد جـ 2 ص 366، شرح ابن عقيل على الألفية جـ4 ص 209، قال محقق شرح ابن عقيل في تعليقه على البيت المذكور "قوله (أالحق) بهمزتين، أولاهما همزة الاستفهام وثانيتهما =
فإِن الوزن لا يستقيم إِلا بالتسهيل دون المد، إذْ لا يجتمع في الشعر ساكنان، وإن جاز المد عَربيةً، اهـ. قاله مُحشِّى "الجَزَريَّة"(1).
وقال في "الشافية": "ويجوز إِثباتها خَطًّا فيما يلتبس فيه الخبر بالاستخبار، أي بأن لم يكن في الكلام معادل للهمزة إِلا في نحو:{آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ} [يونس: 59] ونحو {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ} [يونس: 91]، فلا تكتب فيهما (2).
والحالة الثانية: أن تدخل عليها اللام الحرفية، سواء كانت للجر أو لام القسم والتوكيد أو الاستغاثة أو التعجب، كقوله تعالى:{لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} [التوبة: 60]، {وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} [البقرة: 149]، {وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ} [الأنعام: 32]، {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} [الضحى: 4].
وكقوله:
* يا لَلْرِجال عَليكُم حملتى حَسبت*
والثالثة: أن تدخل عليها "مِن" أو "عَلَى" أو "بَنُو"، ويقتصر على الحرف الأول من هذه الثلاثة، نحو "مِلْمَالِ" و"عَلْمَاءِ" و"بَلعَنْبَر" كما ذكرناه في الباب الأول (3).
وقولنا: "اللام الحرفية" للاحتراز عن اللام الفعلية، نحو "اذْهَبْ فَلِ الأُمُورَ مُدْبِرًا"؛ فإِن هذه اللام فعل أَمْرٍ من اللفيف، لا تُوصل بالاسم الظاهر إِلا في حال المحاجاة والإِلغاز كما سبق (4).
= همزة "أل"، وقد سهلت الثانية فلم تحذف، لئلا يلتبس الاستخبار بالخبر، ولم تحقق لأنها همزة وصل".
(1)
لم أعثر على هذا النقل من حاشية الشيخ زكريا الأنصارى على الجزرية، ولعله يوجد في حاشية أخرى.
(2)
انظر شرح الشافية لرضى الدين الاستراباذى جـ3 ص 331.
(3)
راجع عن ذلك ص 108 - 110.
(4)
سبق الحديث عن ذلك ص 113 وما بعدها.