الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لكن سيأتى في (النَّظم) أن "بَأَى" و"فَأَى" بالوجهين (1).
[ثانيًا: مسوغات كتابة الألف المتطرفة ياءً مع كونها واوية (أحد شيئين)
(2)]:
وأما المسوغ لكتبها بالياء -مع كونها واوية- فشيآن:
أحدهما أتباع الكوفيين فيما إِذا كان أول الاسم مضمومًا (كـ "الخُطَى" و"الضُّحَى" و"الذُّرَى" و"العُلَى" و"السُّهى" و"اللهُى" و"الظُّبَى" (3)) أو مكسورًا (كـ "العِدىَ" و"الكِبَى" (4) و"الرّكَى": جمع "ركْوَة") (5): فإِنهم يكتبون ذلك بالياء، ويُثَنُّونه بها، ولا يُفَرّقِون بين الواوى واليائى، إلا إذا كان مفتوحًا كما في (الاقتضاب)(6) و (المزهر)، وكذا (المِصْباح) عند الكلام على "الكُدَى" (7). وذلك كـ "الرَّجَا" (بمعنى: الناحية)، فإِن تثنيته
(1) راجع المنظومة التي جمع فيها ابن مالك ما جاء من الأفعال بالياء والواو، بداية من ص 266.
(2)
سبق الحديث عن البند (أولًا) ص (232).
(3)
راجع معنى الظبى ص 258.
(4)
الكِبا والكُبا -بالكسر والضم- الكُناسة والزِّبْل، وجمعها أكْباء (لسان العرب - كبا).
(5)
الرَّكْوة والرِّكْوة: إِناء صغير من جلد يشرب فيه الماء، أو زورق صغير (اللسان - ركا).
(6)
الاقتضاب شرح أدب الكُتّاب جـ 2 ص 135. قال مؤلفه: "الكوفيون يكتبون كل ثلاثى مكسور الأول أو مضمومه بالياء، ولا يراعون أصله".
(7)
المصباحٍ المنير ص 724 "كدى"، قال "الكدية: الأرض الصلبة، والجمع كدىً مثل: مدية مدى"، ثم قال: يكتب بالياء، ويجوز بالألف، لأن المقصور إِن كانت لامه ياء "نحو: كدى ومدى"، جازت بالياء، تنبيهًا على الأصل، وجاز بالألف اعتبارًا باللفظ، إِذ الأصل كدىٌ -بإِعراب الياء- لكن تحركت وانفتح ما قبلها فقلبت ألفًا، وإن كانت من بنات الواو -وكان مفتوح الأول "نحو: عصا"- كتب بالألف بلا خلاف، ولا يجوز إِمالته إِلا إِذا انقلبت واوه ياء "نحو: الأسى" فإِنها تكتب ياءً في الفعل فقيل (أسىَ) " فيكتب بالياء ويمال، وإن كان الأول مضمومًا "نحو: الضحى" أو مكسورًا "نحو: الصبى" فاختلف العلماء فيه: فمنهم من يكتبه بالياء ويميله، وهو مذهب الكوفيين، لأن الضمة عندهم من الواو، والكسرة من الياء، ولا تكون لام الكلمة عندهم واوًا، وفاؤها واوًا أو ياءً، فيجعلون اللام ياءً، فرارًا مما لا يرونه، لعدم نظيره في الأصل، ومنهم من يكتبه بالألف، ولا يميله، وهو مذهب البصريين، اعتبارًا بالأصل ومنه {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} قرئ في السبعة بالفتح والإِمالة، اهـ من المصباح المنير.
"رَجَوَان". بخلاف "الرَّحَى"، فإِن تثنيته "رَحَيَان"، والجمع فيهما على "أَفْعَال".
ولهذا قال ابن دُرَيْد (1) في "شرح مقصورته": "العِدَى" و"الضُّحَى" يُكتبان بالياء على مذهب أهل الكوفة، وبالألف على مذهب أهل البصرة (2).
قلت: ومن ذلك "الدُّجَى"، فإِنه واوى، لأن فعل "دَجَا، يَدْجُو"، ويكتب بالياء على المذهب الكوفى، ثم رأيت البَطلْيَوسى (3) قال في "الاقتضاب" ما نصه:"الدُّجى" -وهي الظُّلَم- واحدتها "دُجْيَة"، وهذا مما خالف فيه التصريف القياس، لأن الفعل "دَجَا، يَدْجُو" فكان القياس"دُجْوَة"، ولهذا يجوز في "الدُّجَى" أن يكتب بالياء، حملًا على واحدتها، وأن تكتب بالألف حملًا على فعلها" (4).
وتترجح إِحداهما على الأُخرى عند المشاكلة، كقول "السُّلَّم":
ما قَطعَتْ شَمْسُ النَّهَار أَبْرُجا
…
وطَلَعَ البدْرُ المنيرُ في الدُّجَا (5)
المسوغ الثاني: لكتابة الألف ياءً: المشاكلة (6) في الخط، فقد قال في
(1) محمَّد بن الحسن بن دريد الأزدى، من أزد عمان، من قحطان، أبو بكر، من أئمة اللغة والأدب، كانوا يقولون: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء، وهو صاحب المقصورة الدُّرَيْديَّة، ولد في البصرة، سنة 223 هـ، وانتقل إِلى عمان فأقام فيها اثنى عشر عامًا، وعاد إِلى البصرة، ثم رحل نواحى فارس، وتوفى ببغداد سنة 321 هـ، ومن كتبه:"الاشتقاق" و"المقصور والممدود" و"الجمهرة" في اللغة "من مصادر ترجمته: تاريخ بغداد جـ2 ص 195، ومعجم الأدباء جـ6 ص 483، وفيات الأعيان جـ4 ص 323، وانظر الأعلام جـ6 ص 80".
(2)
لم أجد هذا النقل في الشرح المنسوب لابن دريد. وعند كلمة (العِدَى) قال (ص 14): "والعدى (مكسور مقصور): الغرباء، ويكتب بالياء". وقال (ص 26): "النَّقا: مقصور يكتب بالألف على قول من قال في تثنيته (نقوان)، ويُكتب بالياء على قول من قال (نقيان) ".
(3)
تقدمت ترجمته ص 53.
(4)
لم أجد هذا الاقتباس في النسخة المطبوعة من كتاب "الاقتضاب" بعد بحث طويل.
(5)
متن السلم للأخضرى ص 100 "مطبوع على هامش حاشية الشيخ إبراهيم الباجورى على متن السلم -المطبعة الحميدية المصرية 1316 هـ".
(6)
راجع تعريف المشاكلة ص 249، حاشية رقم (1).