الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يجب إِهمالها.
وما يجب نقطها.
وما يجوز فيها الأمران.
ف
القسم الأول:
هى المتطرفة الواقعة بدلًا عن الألف، نحو "حَتَّى الفَتَى قَدْ وَفَى" وكذا "إِلى" و"عَلَى" و"مَتَى" و"بَلَى" و"عَسَى" و"لَدَى".
وكذا المتوسطة المصوَّرة بدلًا عن همزة.
ولا يجوز إِبدالها ياءً محضة، سواء كانت الهمزة:
1 -
أصلية كـ"جَائِر"(اسم فاعل من جَأَر يَجْأَرُ جُؤَارًا، بمعنى: صَاح وتَضَرَّع) ومنه قوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل: 53].
2 -
أو كانت منقلبة عن واو كـ "جَائِر"(اسم فاعل من جَار يَجُورُ جَوْرًا: إِذا مال عن طريق العدل والقَصْد) وكذا "قَائِل"(اسم فاعل من القَوْل) و"بَائِع"(من: مَدَّ الباعَ).
3 -
أو كانت منقلبة عن ياء، كـ"قَائِل" (اسم فاعل من: قَالَ يَقيلُ قَيْلُولَة)، وكـ"بَائع"(من البَيْع).
4 -
أو كانت الهمزة في جمع على "فَعَائِل" بدلًا عن مدٍّ زائدٍ في مفرده، ألفًا كانت أو ياءً، كـ"شَمَائِل"(جمع شِمال) وكـ"قلائِد"(جمع قِلادة) و"قَصَائِد"(جمع قَصِيدة) و"ظَعَائن"(جمع ظَعِيَنة).
أو كانت (1) في جمع على "مَفَاعِل" وكانت العين همزة، كـ"مَسَائِل"(جمع مَسْئَلة)، بخلاف ما إِذا كانت العين ياءً مثل "مَسَايل"(جمع مَسيِل)، وكذا ما أَشْبَهَه من "مَعَايش" و"مَضَايق".
ففى جميع ما تقدم لا تُنقط الياء المصوَّرة بدلًا عن الهمز كما صرح بذلك
(1) يعني: الهمزة.
الأشمونى (1) في باب الإِبدال، حيث قال:"التنبيه الثالث: يكتب نحو "قَائِل" و"بَائِع" بالياء على حُكْم التخفيف؛ لأن قياس الهمزة في ذلك أن تُسهَّل بين الهمزة والياء، فلذلك كُتبت ياءً. وأما إِبدال الهمزة في ذلك ياءً محضة فنصُّوا على أنه لَحْن .. ولو جاز تصحيح الياء في "بَائِع" لجاز تصحيح الواو في "قَائِل". ومن ثمَّ امتنع نقط الياء من "قَائِل" و"بائِع". قال المطرّزِى (2): نقط الياء من "قَائِل" و"بَائِع" عامىّ قال: ومرَّ بي في بعض تصانيف أبى الفتح بن جِنّى أن أبا على الفارسي (3) دخل على واحد من المتَسَمّين بالعِلْم، فإِذا بين يَدَيْه جزءٌ مكتوب فيه "قَائل" -بنُقْطتيْن من تحت- فقال أبو على لذلك الشيخ: هذا خَطُّ مَنْ؟! فقال: خَطِّى. فالتفت لصاحبه وقال: قد أضعنا خُطُواتِنا في زيارة مثله. وخرج من ساعته اهـ كلامه (4). وسبقت الإِشارة لذلك في الفائدة الرابعة (5).
ومثله يُقال في كل جَمْع على "فَعَائِل"، نحو "شَعَائِر" و"عَشَائِر"، فنقْطُها خَطأ قبيح كما في (الأشمونى) أيضًا، فإِنه في شرح قول (الخلاصة):
والمدُّ زِيَد ثَالثًا في الواحِدِ
…
هَمْزًا يُرَى في مِثْل كَالقَلائِدِ
قال: "وحُكْمُ هذه الهمزة في كتابتها ياءً وَمنْعُ النَّقْط كما سبق في "قَائِل" و"بائِع" (6) اهـ. أي: فلا تُنقط، وإنما تُوضع القِطْعة الدالة على الهمز فوق الياء كما هو الكثير، أو تحتها، كما في (الكُلّيات)(7).
(1) تقدمت ترجمته ص 82.
(2)
تقدم التعريف بالمطرزى ص 82.
(3)
سبق التعريف بابن جنى وأبى على الفارسي ص 81.
(4)
شرح الأشمونى على ألفية ابن مالك جـ4 ص 288.
(5)
راجع عن ذلك ص 81 - 82.
(6)
شرح الأشمونى على ألفية ابن مالك جـ4 ص 288 وانظر الألفية (وتُسمَّى الخلاصة) بشرح ابن عقيل جـ4 ص 211.
(7)
لم أصل إِلى موضعه بعد طول بحث.