الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على (المغنى)(1).
وبعض الكُتَّاب يضع القِطعة في بحر السين من غير ارتفاع سِنَّة زائدة عن الثلاث.
[سبب كتابة الهمزة المتطرفة تقديرًا ألفًا في الاسم الصحيح]:
وإنما رُسمت الهمزة في الصحيح ألفًا ولم تُرسم فيما فيه حرف مَدٍّ أو حرف لِينٍ لقاعدتين:
الأولى: ذَكَرها البَطَلْيَوْسى (2) في (الاقتضاب): "وهي أن كُلَّ همزة سُكِّن ما قبلها -سواء كان حرفًا صحيحًا أو معتلًا أصليًا- فإِلقاء حركتها على ما قبلها جائز إِذا لم يَعْرِض ما يمنع ذلك" اهـ (3).
أي كما تقول في "مِسْأَب"(4)"بوزن: مِنْبَر": "مِسَاب" كـ "كِتَاب".
وكما تقول في "كَمْأَة"(5) و"فَجْأَة": "كَمَاة" و"فَجاة" (بوزن: "قَطَاة وحَصَاة" بِنقْل حركة الهمزة إِلى ما قبلها وقَلْبها ألفًا لَيِّنة.
ومما فيه المانع نحو: "هُزْأَة"(6) و"تُكْأَة"(7)(بسكون ثانيهما، بمعنى: مَهْزُوء به، وَمتَّكَأ عليه) فإِنك لو فَتحتَ الثاني منهما التبس بهما اسمى فاعل؛ بمعنى: أنه هو يَهْزَأُ بغيره، ويَتَّكِأُ على غيره.
(1) حاشية الشيخ محمَّد الأمير على مغنى اللبيب لابن هشام جـ1 ص 9 - وعبارته: "مسؤل بواو واحدة في الخط، والقياس أن يكتب باثنتين: الأولى ما تسهل به الهمزة، والثانية واو مفعول. وفي قواعد الخط: متى أدى القياس في المهموز وغيره إِلى اجتماع ليِّنَيْنِ (نحو رؤس جمع رأس - وداود) حذف واحد، إلا أن يفتح الأول فيكتب كـ"قرآ" "مسند لضمير المثنى". فمن التعريف ممم رسم ياء في "مسؤل" قبل الواو" اهـ.
(2)
تقدمت ترجمته ص 53.
(3)
الاقتضاب شرح أدب الكتاب جـ2 ص 173 - 174. وتقدم الكلام عن هذه القاعدة ص 179.
(4)
راجع معنى المسأب ص 176.
(5)
راجع معناها ص 176.
(6)
راجع معناها ص 177.
(7)
التكأة: العصا يُتَّكأ عليها في المشْى "لسان العرب - وكأ".
وكذا مما فيه المانع نحو: "يَنْأَى" و"مَلأَى" و"المَرْأَى" و"السَّوْأى"، فإِن الألف إِذا حُذفت خَطًّا -نظرًا للنقل- يحصُل التباس بمضارع "وَنِىَ" وبـ"مَلِئ" و"المرِىء" و"السَّوِى".
القاعدة الثانية: وذكرها في "الشافية" ونقلها في "الكليات"(1) فيما إِذا كان الساكن قبل الهمزة معتلًا غير أَصْلى، وهي أن كل ياءٍ ساكنة بعد كسرة أو واو ساكنة بعد ضمة -وهما زائدتان للمدِّ لا للإِلحاق، ولا هما من نفس الكلمة وبعدهما همزة- فإِنها تُقلب واوًا بعد الواو، وياءً بعد الياء، وتُدغم الأُولى في الثانية، سواء كانت الهمزة متطرفة حقيقًة أو تقديرًا.
مثال المتطرفة حقيقة فيهما: "مَلِىء" و"رَدِىء" و"وُضُوء" و"هُدُوء".
ومثال المتطرفة تقديرًا: "مَلِيئَة" و"رَدِيئَة" و"دَرِيئَة"(2) و"مُرُوءَة" و"مَقْرُوءَة".
قال في القاموس: "و"شَنُوءَة"، وقد تشدد الواو" اهـ (3). أي فنقول: "شَنُوَّة"(4) كما تقول: "مَلِىّ" و"رَدِىّ" و"وُضوّ" و"هُدُوّ" و"مَلِيَّة" و"رَدِيَّة" و"دُرّيَّة" و"مُرُوَّة" و"مَقْرُوَّة".
وكذا يقال في "شَىء" و"سَوْء" و"هَيْئَة" و"سَوْءَة"(5). وقُرِئ: {كَوْكَبٌ دُرِّيء} و {دُرِّيٌّ} (6)، وكذا {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا} [مريم: 27]. بتشديد الياء.
(1) الكليات لأبي البقاء الكفوى جـ5 ص 4 بتصرف يسير.
(2)
الدريئة: كل ما استتر به من الصيد ليُخْتَلَ من بعيرٍ وغيره، ودَرَأَ الدريئة للصيد يَدْرُؤها دَرْءًا: ساقها واستتر بها، فإِذا أمكنه الصيد رمى وتدرَّأ القوم: استتروا عن الشىء (لسان العرب - درأ).
(3)
القاموس المحيط -شنأ (باب الهمزة، فصل الشين). وهي قبيلة أزد شنوءة.
(4)
قال ابن منظور في (لسان العرب - شنأ): "وربما قال أزد شَنُوَّة -بالتشديد غير مهموز، وقال ابن السِّكِّيت: أزد شنوءة بالهمزة على فَعُولة، ولا يقال شَنوَّة".
(5)
أي يقال: شَىّ، سَوّ، هَيَّة، سَوَّة.
(6)
سورة النور، الآية (35)، قال ابن الجزرى:"واختلفوا في "درى" فقرأ أبو عمرو والكسائى بكسر الدال مع المد والهمز، وقرأ حمزة وأبو بكر بضم الدال والمد والهمز، وقرأ الباقون بضم الدال وتشديد الياء من غير مد ولا همز"(النشر في القراءات العشر جـ2 ص 332).
ففى جميع ذلك يُدغم ما قبل الهمز من الياء أو الواو في مثله من الياء والواو المنقلبتين عن الهمز، فلهذا سَقَطتْ صورة الهمزة خطًّا وإنْ هَمَزَها القارئ، نظرًا للغة التحقيق.
وبالنظر لتلك اللغة جعلوا في محل الهمز قطعةً من الشَّكْل ليكون المنظور له في رَسْم الحروف لغةَ التخفيف، وفي الشَّكْلَ لغةَ التحقيق كما مرت الإِشارة لمثل ذلك (1).
وأما إِسقاط الهمزة خَطًّا من نحو: "مَسَاءَة" و"بَرَاءَة" فبالنظر لتسهيلها كما قاله في "الهَمْع" في نحو "عَبَاءَة" و"قِرَاءَة".
قلت: وأما كتابة "عَبَايَة" بالياء فلأَنَّ فيها لغةً بالياء الحقيقية غير لغة الهَمْز بوجْهَيْهَا المحقَّقة والمخفَّفة كما يُعلم من "القاموس"(2).
وإذا جمعتَ نحو "فَجْأَة" و"كَمْأَة"(3) بالجمع السالم فقلتَ: "فَجَآت" و "كَمَآت"(بتحريك ثانيها، على وزن "سَجْدَة" و"سَجَدَات") لا تكتب الألف الملازمة للتاء في جمع المؤنث، كراهة اجتماع المِثْلين.
ومثله إِذا جمعت "وَطْأَة"(4) على "وَطَآت"، فلا تُرسم قبل الألف ياءً، وإنما تضع فوق الألف مَدَّةً، حتى إِذا لم تضعها ولم تضع همزًا فوقها أو قبلها لا يُتوهم أنها تلتبس بالفعل الماضي من "الوَطْء" المسنَد للضمير؛ لأن ذاك يكتب بالياء بعد الطاء المكسورة.
وهذا بخلاف ما إِذا جمعتَ الممدود من نحو "مَسَاءَة" و"قِرَاءَة" و"فُجَاءَة" فإِنك تُثبت أَلف الجمع قبل التاء، لأنها لو حُذفتْ يكون فيه إِجحافٌ بحذف ألفيْن من ثلاثٍ في كلمة كما نص عليه في "الأدب"(5).
(1) راجع ص 215.
(2)
القاموس المحيط عبا.
(3)
سبق ذكر معناها ص 177.
(4)
الوطْأَة: موضع القدم، وهي أيضًا كالضغطة، والوطأة: الأخذة الشديدة "لسان العرب - وطأ".
(5)
أدب الكاتب ص 168.