الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[(2) أن يعرض للألف التوسط]:
والثانى: أن يَعْرِضَ لها التوسط، بأن يتصلَ بالفعل ضمير المفعول، أو يُضاف الاسم إِلى الضمير، مثل:"أَعْطاه إحْدَاهُما" فتكتب ألف "أَعْطَى" و "إحدَى" بصورة الألف، لا بصورة الياء التي كانت ترسم بها عند انفرادها.
وإنما مَثَّلْتُ بـ "إحْدى" للرد على مَن استثناها من المتوسطة، وإن حكاه في (الهَمْع) (1). من غير ردّ فالحق عدم الاستثناء كما نص عليها الحريرى (2) في (الدُّرَّة) وجَعَلَ كتابتها بالياء من أوهام الخَوَّاص فقال:"وكتبوا "إِحْداها" بالياء، وكلُّ مقصور فحكْمُه -إِذا اتصل به المكنى أن يُكتب بالألف، نحو "ذِكْراها" و"بُشْراها". . . إِلخ"(3).
وكذا إِذا أُضيف الاسم إِلى "مَا" الاستفهامية التي حُذفت ألفها ولم تتصل بها هاءُ السكت، كأن تقول:"بِمُقْتَضَامَ قُلت كيت وكيت"، حتى إِن التوسط أَثّر في غير الأسماء والأفعال، ألا ترى "إِلى" و"عَلَى" و"حَتَّى" "تُكتب بالألف إِذا جَرَرْتَ بها "ما" الاستفهامية المذكورة وَقُلتَ:"إِلامَ" و"عَلَامَ" و"حَتَّامَ"، أَوْ وَصَلتَ "حَتَّى" بضميرٍ فقلتَ "حَتَّاها" و"حَتَّاهُ" كما مَرَّ (4).
[مسوغات كتابة الألف المتطرفة بالألف مع وجود المقتضى للياء]:
وأما الْمُسَوْغ لكَتْبِها ألفًا مع وجود المقتضى للياء فسبعة:
(1) همع الهوامع جـ6 ص 336.
(2)
سبقت ترجمته ص 32.
(3)
لم أجد هذا النص في درة الغواص بعد بحث دءوب. وقد ذكر بعض أوهام الخواص في الاسم المقصور ص 280 - 282، ومن كلامه:"ومن أوهامهم في الهجاء أنهم يخبطون خبط العشواء فيما يكتب من الأسماء المقصورة بالألف وفيما يكتب بالياء".
(4)
راجع عن ذلك ص 122.
أولها: المشاكَلَة الخَطيَّة (1). لكلمة محاذية لها مرسومة بألف في سَجْعٍ (2). أو قافية (3). أو تَجْنِيس (4). أو تَوْرِية (5). سواء كانت قبل أو بعدها، كقوله:
يا سيِّدًا حازَ رِقِّى
…
بما حَبَانى وَأَوْلَا
أَحْسَنتَ بِرًّا فُقْل لي
…
أَحسنتُ في الشكرِ أَوْلا (6)
وقول الآخر:
حَارَ فى سُقْمِىَ مَن بَعْدَهُمْ
…
كلُّ مَن في الحى دَاوَى أَوْرَقا
بَعْدهُم لا طلّ وَادِى المنْحنى
…
وكذا بانُ الحِمَى لا أَوْرَقا (7)
(1) المشاكلة الخطية هى -في اللغة- "المماثلة". وأما في الاصطلاح فهي "ذِكْرُ الشئ بغير لفظه لوقوعه في صحبته". انظر (خزانة الأدب) لابن حجة الحموى -ص 435 (طبع بولاق 1291 هـ).
(2)
السَّجْع: توافق الفاصلتين من النثر على حرف واحد. وهذا هو معنى قول السكاكى: "السجع من النثر كالقافية من الشعر". والحقيقة أن السجع يكون في الشعر كما يكون في النثر (راجع الجامع لفنون اللغة العربية والعروض -تأليف عرفات مظرجى ص 223).
(3)
القافية في الشعر الملتزم هى المقاطع الصوتية التي يلزم تكرارها في أواخر أبيات القصيدة، وهي تشتمل على حرف معين في وضع معين (يسمى الرَّوِىّ) ولها صفات خاصة يجب مراعاتها. وإذا تخلفت بعض هذه الأوضاع أو الصفات نتج عن ذلك عيب من عيوب القافية (المرجع السابق ص 343).
(4)
التجنيس (ويسمى أيضًا: الجناس): تشابه اللفظين في النطق واختلافهما في المعنى. وينقسم إِلى نوعين: جناس تام، وجناس ناقص (المرجع السابق ص 209).
(5)
التورية (أو الإِيهام أو التخييل) هى أن يذكر المتكلم لفظًا مفردًا له معنيان، قريب ظاهر غير مراد، وبعيد خفىّ هو المراد. وهي على أقسام (المرجع السابق ص 187).
(6)
من بحر المُجتَث. وأوردهما ابن حجَّة الحموى في كتابه (خزانة الأدب) ص 30 (طبعة بولاق 1291 هـ) ولم يذكر قائلهما.
(7)
من بحر الرمل. وهما لشمس الدين محمَّد بن عبد الوهاب كما في (خزانة الأدب) لابن حجة الحموى ص 28.
وقول غيره:
إِنَّ الذِى مَنزِلُهُ
…
مِن سَحْبِ دَمْعى أَمْرعَا
لم أَدْر مِن بَعْدِىَ هَلْ
…
ضَيَّع عَهدِى أَمْ رَعَا (1)
ومن ذلك ما مَثَّل به في (خزانة الأدب) للتورية المركَّبة من قول ابن حَجَر العَسْقَلَانى (2) في مدْح البدر الدَّمَامِينِي (3)[صفحة 30]:
بِرُوحِىَ بَدْرًا في النَّدى ما أَطاع مَن
…
نَهاهُ وقَدْ حَازَ المعالِى وزانَها
يُسَاءَلُ أَن يَنْهى عن الجودِ نَفْسَه
…
وهَا هُوَ قَدْ بَرَّ العُفَاةَ ومَانها (4).
وثانيها: أن تكون الكلمة المقصورة وردت أيضًا ممدودة بدون اختلاف المعنى ولو بتغيير الحركة، كـ"كالقِرى" و"القَرَاء"(5)، و"البِلَى" و"البَلاء"،
(1) من بحر الرجز. والبيتان في (خزانة الأدب) لابن حجة الحموى -ص 29 (طبع بولاق 1291هـ).
(2)
أحمد بن علي بن محمَّد الكنانى العسقلانى، أبو الفضل شهاب الدين، ابن حجر. من أئمة العلم والتاريخ. أصله من عسقلان بفلسطين، ومولده ووفاته بالقاهرة (773 - 852 هـ) وقد ولع بالأدب والشعر، ثم أقبل على الحديث ورحل لطلبه وعلت له شهرة فقصده الناس وأصبح حافظ الإِسلام في عصره. وكان فصيح اللسان راوية للشعر، عارفًا بأخبار المتقدمين. وولى قضاء مصر مرات ثم اعتزل. وتصانيفه كثيرة وجليلة، منها "فتح البارى شرح صحيح البخاري" و"الإصابة في تمييز الصحابة"، "تهذيب التهذيب" وغير ذلك. ولتلميذه السخاوى كتاب في ترجمته هو "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإِسلام ابن حجر"(راجع ترجمته في الضوء اللامع للسخاوى جـ1 ص 87، البدر الطالع للشوكانى جـ1 ص 87، الأعلام جـ1 ص 178).
(3)
تقدم التعريف بالدمامينى ص (114).
(4)
خزانة الأدب لابن حجة الحموى ص 30 (طبعة بولاق 1291 هـ) والبيتان أجاب بهما ابن حجر العسقلانى على بيتين كتبهما البدر الدمامينى إِليه، وهما:
حَمى ابنُ علىّ حَوْزة المجدِ والعُلا
…
ومَن رَامَ أَشْتاتَ المعالى وحازَها
وكم مشكلاتٍ في البيانِ بفَهْمهِ
…
تَبَنَّهَا مِن غَيْرِ عجبٍ وَمَازَها
(5)
قَرَى الضيفُ قِرىً وقرَاءً: أضافه (اللسان - قرا).
و"الحَلْوَى" و"الحَلْوَاء" و"الشِّراء" و"الزِّنا" و"المعَا"(1). و"الصُّوَى"(2). و"الوَبَا"(3). و"الرِّضَا" و"أُولَى" الإشارية، و"الوَحَا" (4). (الوَحَا: بمعنى الاستعجال)، و"النُّعْمَى" و"النَّعْماء"، و"الرَّغْبَى" و"الرَّغْبَاء"، و"البَاقِلَّى" و"الباقِلاء"(مشددة في الأول، مخففة في الثاني).
ففى مثل ذلك عند عدم الشَّكْل يجوز أن يُكتب بالألف، نظرًا لجواز المِدّ إِن لم يتعين أَحد الحرفين بوزن أو حرف، فإِن عيَّن الوزن المدّ كُتب بالألف، أو عين القَصْر كُتب بالياء، كقوله:
لا تَعْجبُوا مِن بِلى (5). غِلالَتِهِ (6)
…
قد زَرَّ أَزْرَارَهُ على القمرِ (7)
ومثال تَعيُّن أحدِهما بحرف: "البُؤْسَى" و"البَأْساء"، فإِن الواو التي بعد الباء تعيّن القصر، وكتابة الألف مع الباء تعيُّن المدّ، بخلاف "النُّعْمى"(بالضم) و"النَّعْماء"(بالفتح) فليس فيهما مُميِّز إِلا الشَّكْل.
(1) المَعَى والمِعَى واحد الأمعاء وهو المصارين. قال الأزهرى: هو جميع ما في البطن مما يتردد فيه من الحوايا كلها (اللسان - معى).
(2)
الصُّوَى: ما غلظ من الأرض وارتفع ولم يبلغ أن يكون جبلًا. والصُّوى والأصواء: أعلام من حجارة منصوبة في الفيافى والمفازة المجهولة (لسان العرب - صوى).
(3)
الوبا والوباء والوبأ (بالقصر والمد والهمز): الطاعون. وقيل: هو كل مرض عام. وجمع الممدود: أوبئة، وجمع المقصور: أوباء (اللسان - وبأ).
(4)
الوَحَى: العجلة، يقولون: الوَحَى الوحَىَ!، الوَحِاءَ الوَحاءَ! يعني البِدارَ البِدارَ. فيمدونها يقصرونها إِذا جمعوا بينهما، فإِذا أفردوه مدَّوه ولم يقصروه (لسان العرب - وحى).
(5)
بَلِىِ الثوب يبْلى بِلىً وبَلاءً وأبلاه هو: إذا فتحت الباء مَدَدتَ (بلاءً) وإذا كسَرْتَها قصرتَ (بِلى) ومثله: القِرى والقراء، الصِّلى والصَّلاءُ (لسان العرب - بلا).
(6)
الغِلالة: الثوب الذي يلبس تحت الثياب أو تحت درع الحديد، اغتللت الثوب لبسته تحت الثياب (اللسان - غلل).
(7)
البيت من المنسرح. وقائله أبو الحسن بني طباطبا العلوى. انظر معاهد التنصيص جـ 2 ص 129 (طبع عالم الكتب، بيروت 1947 م). وأسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجانى ص 303 (دار المدني، القاهرة 1412 هـ / 1991 م).
وبهذا تعلم أن "السِّيمَا" وإن كانت مما يجوز فيه القصر والمد -حتى في قولى تعالى: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} [الفتح: 29]- فإِنه قُرِئ بالمدِّ كما في (البيضاوى)(1). لكن تعيَّن القصر في قول (البُرْدة):
شَاكِى السِّلاحِ لَهُمْ سِيما تُمَيّزْهُمْ
…
والوَرْدُ يَمْتَازُ بالسِّيمَا عَنِ السَّلَمِ (2)
فكانت حقه أَن يُكتب بالياء.
وثالثها: أن يكون الفعل جاء في لغة أخرى واويًا، أو يكون أصله مهموزًا وجاء في لغة أخرى معتلًّا، أو أُجْرِى مجرى المعتل، مثل "نَما" و"بَدا" و"قَرا" و"أَخْطا""وهَدَا"، فإِن هناك لغة تقول "نَما ينمو"، و"بَدَيْتُ" و"قَرَيْتُ" و"أَخْطَيْتُ" و"هَدَيْتُ". وكذا "تَبَرَّا" و"تَوَضَّا" في لغة تقول "تَبَرَّيْتُ" و"تَوَضَّيْتُ"، وعليها جاء المصدر "التَّبِرّى" و"التَّوَضِّى" ونظائرهما كما سبق في فصل الهمزة (3).
فعلى هذه اللغة يكون الفعل يائيًا، أو مُجرى كالمعتل على غيرها.
وأما على التسهيل فيكون مهموزًا مُسهَّلًا يُكتب بالألف، نظرًا لأصلها الهمزة كما أشار إِليه الصبان (4). في الكلام على قوله:
*كَأَن لم تَرَا قَبْلِى أَسِيرًا يَمَانيًا (5) *
(1) تفسير البيضاوى جـ4 ص 85. وسبق التعريف بالبيضاوى ص (62).
(2)
ديوان البوصيرى ص 247، من قصيدته المعروفة بالبردة. والسَّلَم: نوع من الشجر ليس له خشب وإن عظُم (اللسان - سلم).
(3)
راجع ص 206.
(4)
تقدمت ترجمته ص 115.
(5)
حاشية الصبان على شرح الأشمونى جـ1 ص 102 - 103. وتمامه:
وتَضْحَكُ مني شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ
…
كأَن لم تَرا قَبْلى أَسيرًا يَمَانِيَا
والبيت لعبد يغوث بن وقاص -من بحر الطويل. انظر الجمل للزجاجى ص 257، شرح المفصل لابن يعيش جـ 5 ص 97، جـ9 ص 111، الأمالى لأبي على القالى جـ 3 ص 132، شرح الأشمونى على الألفية جـ1 ص 103. قال الصبان:"شيخة عَبْشَميَّة: عجوز منسوبة إِلى عبد شمس. ويمانيا: أصله يمنيًا، حذفت إِحدى ياءى النسب وعوض عنها الألف".
وينبغى أن لا تُكتب بالياء اسم ناقته عليه السلام "العَضْبَا" و"القَصْوا" و"الجَدْعا"(1). لأن هذه الأسماء ممدودة مفتوحة الأول، وقَصْرُها في اللفظ تخفيف، فلو كتبت بالياء لَتُوُّهِّم أنه مقصور مضموم الأَوَّل وهو خَطَأٌ.
ورابعها: أن يُنَوَّن المقصور نحو "فَتَى" و"مُصْطَفَى"، فإِن المنوَّن من ذلك يُكتب بالألف مُطلقًا على مذهب المازنى (2). دون مذهب سيبويه (3). المفِصّل بين المنصوب (فيكتب بالألف) وغير المنصوب (فيكتب بالياء). وإن كان المختار ما ذهب إِليه المبرِّد (4) من كتابته بالياء.
ومثله "تَتْرَى".
ولعل الإِمام النووى (5) رضي الله عنه بَنَى على ما ذُكر قَوْلَه في (شرح مسلم): "متى اسمُ البلدانِ صُرِفَ (يعني نُوّن) كان مذكرًا على قَصْدِ المكان، فيُكتب بالألف. وإن لم يُصرف كان مؤنثًا على إِرادة البقعة، ويُكتب
(1) قال في لسان العرب: كل ما قطع من الأذن فهو جَدعْ، فإِذا بلغ الرَّبُع فهو قَصْوٌ، فإِذا جاوزه فهو عَضْب، فإِذا استؤصلت فهو صَلْمٌ. ولم تكن ناقة النبي صلى الله عليه وسلم عضباء ولا قصواء ولا جدعاء، وإنما كان هذا لقبًا أو اسمًا لها ويحتمل أن تكون كل واحدة صفة ناقة مفردة، ويحتمل أن يكون الجميع صفة ناقة واحدة، فسماها كل منهم بما تخيل فيها، ويؤيد ذلك ما روى من حديث علىّ حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يبلغ أهل مكة سورة براءة فرواه ابن عباس أنه ركب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء، وفي رواية جابر: العضباء وفي رواية غيرهما: الجدعاء. فهذا يصرح أن الثلاثة صفة ناقة واحدة لأن القضية واحدة (اللسان - قصا. وانظر أيضًا: عضب، جدع).
(2)
بكر بن محمَّد بن حبيب بن بقية، أبو عثمان المازنى، من مازن شيبان، أحد الأئمة في النحو من أهل البصرة، ووفاته فيها سنة 249 هـ. له تصانيف، منها "التصريف" و"ما تلحن فيه العامة" (من مصادر ترجمته: معجم الأدباء جـ2 ص 280، وفيات الأعيان جـ1 ص 283، إِنباه الرواة جـ1 ص 246 - 256، النجوم الزاهرة، جـ2 ص 326، تاريخ بغداد جـ7 ص 93 - 94).
(3)
تقدمت ترجمته ص 41.
(4)
تقدمت ترجمته ص 98.
(5)
تقدمت ترجمته ص 54.
بالياء" (1) .. ومثله في (شرح) العلامة الشَّرْقُاوى (2). على (الزَّبِيدى)(3). فليتأمل (4).
وخامسها: أن يُقصد المعاياة، أي الإِلغاز، كقوله:
أَقُولُ لعبدِ الله لمَّا سِقَاؤُنا
…
ونَحْنُ بِوَادِى عَبْدِ شَمْسٍ وَهَاشِم (5)
(1) شرح النووى لصحيح مسلم جـ2 ص 198 عند شرحه لكلمة (حراء) الواردة في حديث عائشة الوارد في كتاب الإيمان -باب بدء الوحى إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه "ثم حُبِّبَ إِليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء. . . ".
(2)
هو عبد الله بن حجازى بن إِبراهيم الشرقاوى الأزهرى. فقيه من علماء مصر، ولد في الطويلة (من قرى الشرقية بمصر) وتعلم في الأزهر، وولى مشيخته سنة 1208 هـ. وصنف كتبًا، منها "التحفة البهية في طبقات الشافعية"(من سنة 900 هـ - 1121هـ)، "فتح المبدى شرح مختصر الزبيدى" في الحديث. و"تحفة الناظرين في من ولى مصر من السلاطين" والشرقاوى هو أحد الذين أكرهوا في عهد احتلال الفرنسيين لمصر على توقيع بيان بالتحذير من معارضتهم. توفي في القاهرة سنة 1227 هـ (تاريخ الجبرتى جـ4 ص 159، الأعلام جـ4 ص 78).
(3)
الزبيدى هو أحمد بن أحمد بن عبد اللطيف الشَّرْجى، شهاب الدين المعروف بالزّبيدى. محدث البلاد اليمنية في عصره. نسبته الأولى إِلى شَرْجَةَ (حَيْس في جنوب زبيد)، مولده سنة 812 هـ وتوفى في زبيد سنة 893 هـ. من مؤلفاته:"التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح" وهو مختصر صحيح البخاري، ويعرف بمختصر الزبيدى. و"طبقات الخواص" في سيرة أولياء اليمن. و"نزهة الأحباب" في الأدب (من مصادر ترجمته: الضوء اللامع جـ1 ص 214، الأعلام جـ1 ص 91).
(4)
انظر فتح المبدى بشرح مختصر الزَّبِيدى (للشرقاوى) جـ1 ص 17 - 18 عند شرحه لحديث عائشة الوارد في كتاب بدء الوحى في مطلع صحيح البخاري. وقد نسب مختصر الزبيدى (التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح) نسب للحسين بن المبارك الزبيدى المتوفى سنة 631 هـ (له ترجمة في الأعلام جـ2 ص 253) كما هو مكتوب على صفحة العنوان من النسخة المطبوعة لشرح الشيخ الشرقاوى، وهذه النسبة خطأ، والصواب ما أثبتناه، فليُتنَّبه.
(5)
البيت من بحر الطويل. وقائله الفرزدق كما في المزهر للسيوطى جـ1 ص 589. قال السيوطي: "معنى البيت: أقول لعبد الله -لمَّا سقاؤنا وَهَى (أي ضَعُف) ونحن بهذا الوادى-: شِم (أي شم البرق عسى يعقبه مطر). وقرينة (هاشم) لعبد شمس أبعدت فهم المراد.
فإِنَّ "وَهَى" فِعْلٌ يائىٌّ لما سبق (أن كل كلمة أولها واو -سواء كانت اسمًا أو فعلًا- تكون ألفها منقلبة عن ياء). وقوله (شِمْ) فعل أمر من "شَامَ البْرَقَ أو السّحَاب": إِذا نظره هل يمطر.
وسادسها: أن يُجهل أصل الألف عند الصرفيين، سواء كانت عربية، مثل "الدَّدَا"(1).
(وهو اللعب). و"خَسَا" و"زكَا"(اسمين للفرد والزوج من الأعداد). أو كانت أعجمية، مثل "بَغَا"(اسم رجل). وسواء كانت ثالثة -كما مُثّل- أو فوق الثلاثة، مثل "البَبْغَا"(من أسماء الطيور، وهي التي تُسمى الدرة).
[كتابة الأسماء الأعجمية بالألف مطلقًا]:
ويظهر لي أن الأسماء الأعجمية -سوى الذي عَرَّبَتْه العرب "كمُوسى" و"عيسى" و"كِسْرى" -تُكتب بالألف ولو تجاوزت الثلاثة:
سواء كانت من أسماء الناس، مثل:"كَتْبُغا" و"أَقْبُغَا" و"زَلِيخَا".
أو كانت من أسماء البلدان، مثل "أَنْصِنا":(بلد سحرة فرعون بالصعيد)(2). و"أَرِيحا"(مدينة الجبارين بالشام)(3). و"طَحَا"(4).
(1) جاء في لسان العرب (ددا): "الدَّدُ -بالتخفيف- اللهو واللعب، وفي الحديث (ما أنا من دَدٍ، ولا الدَّدُ مني). وفيه ثلاث لغات: (هذا دَدٌ) و (ددًا) مثل "قفًا" و (دَدْنٌ).
(2)
أَنْصِنا: مدينة بمصر من نواحى الصعيد على شرقى النيل (معجم البلدان جـ1 ص 265 - 266).
(3)
أريحا -بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة والحاء مهملة والقصر (وقد رواه بعضهم بالخاء المعجمة: لغة عبرانية): مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن بالشام، بينها وبين بيت المقدس يوم للفارس في جبال صعبة المسلك، سميت فيما قيل بأريحا بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام (معجم البلدان جـ1 ص 165).
(4)
طحا (بالفتح والقصر): كورة بمصر شمالى الصعيد في غربى النيل (معجم البلدان جـ4 ص 22).
و"طَهْطَا"(1). و"طَنْدتَا" أو "طَنْتَدا"(2). و"طَنَبْذا"(3). و"طَنْبِشَا"(4).
و"شُبْرا"(5). و"بِنْها"(6).: بكسر الباء كما في (القسطلانى)(7). ويُستثنى "بُخَارى"(8).
أو كانت من المشروبات، مثل "الأقسما"(وهو نبيذ الزبيب).
أو كانت من أسماء الفنون والصناعات، مثل "مُوسِيقَا" و"أرتماطِيقَا"، فإِنهما بفتح القاف في لغة اليونان الواضعين لهذين الاسمين، وقد رأيت الأول مكتوبًا بالألف بخط بعض الفضلاء من علماء الأندلس، وأرى أن كتابة مثل ذلك بالألف أَوْلى من كتابته بالياء الموهِمة كَسْر ما قبلها كما نَطقَ بالقاف مكسورة كثيرٌ من أهل عصرنا الذي جهل فيه ضبط كثير من الكلمات العربية فضلًا عن غيرها.
وقد يُستأنس لقولى هذا بقولهم: (الكلمات المبنية تُكتب بالألف ولو
(1) طهطا: من المدن القديمة بصعيد مصر، وهي متابعة الآن لمحافظة سوهاج (انظر القاموس الجغرافى للبلاد المصرية لمحمد رمزى - الفهرس).
(2)
طندتا أوطنتدا هما طنطا -راجع حاشية رقم (1) ص (235).
(3)
جاء في معجم البلدان (4/ 42): طَمْبذة (ثانيه ساكن، والباء مفتوحة موحدة، وآخره ذال معجمة): قرية من أعمال البهنسا من صعيد مصر. وفي (جـ4 ص 21): طَبَنْذا (بفتح الطاء والباء وسكون النون ثم ذال معجمة وللقصر): قرية إِلى جنب إِشنى من أعمال الصعيد على غربى النيل.
(4)
طَنْبِشا: من القرى القديمة، وهي تابعة لمركز قويسنا، واسمها القديم (طمبشا). انظر القاموس الجغرافى للبلاد المصرية -القسم الثاني جـ2 ص 203.
(5)
شبرا الخيمة، ودمنهور شبرا من القليوبية بضواحى القاهرة (راجع القاموس الجغرافى للبلاد المصرية جـ1 ص 12 - 14).
(6)
بِنْها (بكسر أوله وسكون ثانيه والقصر): من قرى مصر، ويسمونها اليوم بَنْها (بفتح أوله) وهي على شعبة من النيل (معجم البلدان جـ1 ص 501).
(7)
لم أصل إِلى موضعها من إِرشاد السارى للقسطلانى.
(8)
بخارى (بالضم): من أعظم مدن ما وراء النهر، وبينها وبين نهر جيحون يومان، وكانت قاعدة ملك السامانية، وهي مدينة قديمة نزهة (معجم البلدان جـ1 ص 353).