الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولا تُحذف مِن "بَلْ" في: {كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ} [الفجر: 17].
[2 - حذف التاء]:
وأما التاء فتُحذف من آخر الفعل المسنَد إِلى تاء الفاعل، سواء كان قبلها تاء أخرى (نحو "شَتَتَ" و"فَتَتَ") أو حرف غيرها صحيح (نحو "عَنَتَ" و"أَلَتَ" و"أَخْفَتَ) أو معتل (نحو "بَاتَ" و"فَاتَ").
فهذه التاء تُدغم في مثلها من ضمير فاعل متكلم أو مخاطَب أو مخاطَبة أو تاء خطاب قبل ميم الجمع أو نون النسوة، نحو "شَتَتُّ" و"أَمَتُّ" و"أَخْفَتُّ" و"عَنِتٌّ" و"بتُّ" و"أَلتُّه" -أي: نَقَصْتُه. ومن ذلك قوله جل وعلا في وصف رسوله الأكرم. {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [التوبة: 128] أي: عَنَتُكم ومشقَّتُكم، {لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} [الحجرات: 7]، أي: لَوَقَعْتُم في العَنَت والمشقة والتعب.
[3 - حذف النون في خمس مواضع من آخر الفعل]:
وأما النون فتُحذف في خمس مواضع:
أولها: من آخر الفعل المسنَد إِلى النون ضمير المتكلم ومعه غيره، أو المعظِّم نفسه، أو نون الإِناث، أو إِلى غيرهما مع نون الوقاية، سواء كان قبلها نون أخرى (نحو:"جَنَّ" و"ظَنَّ") أو حرف صحيح (نحو: "ظَعَنَ" و"لَعَنَ" و"سَكَنَ") أو معتل (مثل: "بَانَ" و"زَانَ").
فهذه النون تُحذف خَطًّا للإِدغام إِذا لاقت مثلها؛ سواء كانت نون جمع مذكر، أو مؤنثًا، أو نون وقاية، نحو:"إنَّا آمنَّا" و"تَعَاونَّا" و"النِّسوةُ جُنِنَّ" و"بِنَّ" و"ظَعَنَّ"، ونحو:"آمنِّى" و"أَعِنِّى"(فعل أمر من الأَمانة أو الأَمْن، والإِعانة)، و"هذا الشىءُ لم يُمْكِنّى".
وقد تُحذف من آخر الحروف مع نون الوقاية تخفيفًا، نحو "إِنّى" و"لَكِنّى".
[عدم حذف الكاف والهاء]:
وليس مثلَ التاء والنون في هذا الحذف الكافُ العارضُ لها السكون في آخر
الفعل إِذا التقتْ مع كاف الضمير المفعول، كقوله تعالى:{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} [النساء: 78].
ولا الهاء التي يَعْرِض لها السكون للجازم إذا التقت بهاء الضمير المفردة، أو هاء الغَيْبة التي مع نون النسوة أو ضمير الاثنين، نحو "لا تُكْرِههَّا"، وقول الأعرابى "اجْبههُ"، أي:"اصْكُكْ جَبْهَتَه"، وقوله سبحانه:{وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 23]، وقوله عليه السلام:(مَن يُرد الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ)(1)، وقول الشاعر:
وملتثم بالشّعْرِ مِن فَوْق ثَغْرِه
…
غَدًا قائِلًا شَبِّههُّما بحياتِى
والفرق بين هذيْن وذَيْنِك من وجهيْن:
أولهما: أن في الأوليْن شِدَّةُ اتصال الضمير الفاعل بالفعل، فكأنهما كلمة واحدة، بخلاف الأخيريْن، فإِن الضمير فيهما مفعول ليس شديد الاتصال بالفعل، إِذْ قد يستغنى الفعل عن ذكر مفعوله، بخلاف الفاعل، خصوصًا وهو ضمير.
وثانيهما: أن الأوليْن يجب تسكين الحرف الذي قبلهما دائمًا. قال في (الكليات): "كل ماضٍ أُسند إِلى التاء أو النون فإِنه يُسكَّن آخره وجوبًا"(2)، بخلاف الأخيريْن، فإِن السكون قبلهما عارض، يزول عند زوال الجازم، بل قُرِئ شاذًا:{يُدْرِكْكُمُ} بالرفع، على ما قاله مُحشِّى (الأزهرية).
(1) الحديث صحيح متفق عليه. أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب العلم- باب من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين (رقم 71): وكتاب فرض الخمس -باب قوله تعالى: {فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال/ 41](رقم 3116). وكتاب الاعتصام -باب قول النبي- صلى الله عليه وسلم "لا تزال طَائفة من أمتي ظاهرين على الحق. . ."(رقم 7312). ومسلم في صحيحه -كتاب الزكاة- باب النهى عن المسألة (رقم 1037/ 98، 100). وكتاب الإِمارة -باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "لاتزال طائفة من أمتي. . . (رقم 1037/ 175).
(2)
الكليات لأبي البقاء الكفوى حـ4 ص 248. وتكملته "ويحذف ما قبله من حروف العلة".