الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كعب (1) بكتِف شاة مكتوب عليها بعض قرآن ليُصْلحَ بعض حروفه. وفي بعض روايات البخاري أن الرسول صلوات الله عليه قبل موته بأربعة أيام، وكان ذلك يوم الخميس، قال لهم:"ايتُونى بكَتِفٍ أكتبْ لكم كتابًا لا تضلوا بعدي"(2).
ويُروى أن إِمامنا الأعظم الشافعى رضوان الله عليه كان كثيرًا ما يكتب المسائل على العظام، لقلة الورق حتى ملأ منها خَبَايا (3). ورأيت بعض مصاحف مكتوبة على رَقِّ غَزال (4). نَعَم، المصاحفُ التي أمر سيدنا عثمان بنسخها وإرسالها إِلى أجناد الأمصار كانت على الكاغِد، ما عدا المصحف الذي كان عنده بالمدينة فإِنه على رَقّ الغزال كما شُوهد بمصر.
[جمع القرآن وترتيبه في المصحف على عهد عثمان رضي الله عنه]:
وكان السبب في ذلك على ما قاله ابن الأَثير (5) في التاريخ
(1) سبق التعريف به (ص 58) حاشية (5).
(2)
الحديث متفق عليه، أخرجه البخاري في الجامع الصحيح، كتاب الجزية -باب إِخراج اليهود من جزيرة العرب (رقم 3168) من حديث ابن عباس. وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الوصية- باب ترك الوصية لمن ليس له شىء يوصى فيه (رقم 1637/ 21) بلفظ "ايتونى بالكتف" والحديث في مسند الإِمام أحمد (1/ 293، 355).
(3)
خبايا جمع خابية، وهي الحُبُّ، وهو كالصندوق الكبير وكالجَّرة الضخمة (راجع اللسان -خبى، حبب).
(4)
الرَّق -بالفتح: ما يكتب فيه، وهو جلد رقيق، ومنه قوله تعالى:"في رقِّ منشور"(مختار الصحاح -رق).
(5)
هو علي بن محمَّد بن محمَّد بن عبد الكريم عبد الواحد الشيبانى، عز الدين، أبو الحسن الجزرى الموصلي المعروف بابن الأثير الفقيه المؤرخ الشافعى. مولده سنة 555 هـ بالجزيرة ورحل إِلى الموصل وبغداد، وسمع من علمائهما، وأقبل في أواخر عمره على الحديث. مات سنة 630 هـ. ومن أشهر مؤلفاته:"الكامل في التاريخ" و"أُسْد الغابة في معرفة الصحابة"(من مصادر ترجمته: طبقات الشافعية للسبكى جـ5 ص 127، وفيات الأعيان جـ3 ص 348).
(الكامل)(1) أن في سنة ثلاثين من الهجرة "كان حذيفة بن اليمان (2) مأمورًا بغزو الرَّىِّ (3)، ثم صُرف عن ذلك إِلى غَزْو الباب (4) مددًا لعبد الرحمن بن ربيعة (5)، وخرج معه سعيد بن العاص (6)، فبلغ معه
(1) الكامل في التاريخ -أحداث سنة 30 هـ، جـ3 ص 8 - 9 (ط دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان 1407 هـ -1987م). وراجع تفسير الطبرى جـ1 ص 59 - 61 (ط دار المعارف).
(2)
حذيفة بن حِسْل بن جابر العبسي، أبو عبد الله، (واليمان: لقب حسل) صحابي من الولاة الشجعان الفاتحين كان صاحب سر النبي صلى الله عليه وسلم في المنافقين لم يعلمهم أحد غيره له في كتب الحديث 225 حديثًا. توفي سنة 36 هـ (حلية الأولياء جـ1 ص 270، تهذيب التهذيب جـ2 ص 219، الإصابة جـ1 ص 317).
(3)
مدينة كبيرة أقرب إلى خراسان من بلاد الجبال بينها وبين نيسابور 160 فرسخًا وإلى قزوين 27 فرسخًا فتحها عروة بن زيد الخيل الطائي سنة 20هـ - وقيل سنة 19هـ في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد جددها المهدي العباسي سنة 158 هـ في خلافة أبيه المنصور (انظر معجم البلدان جـ3 ص 116، معجم ما استعجم جـ2 ص 990، مراصد الاطلاع جـ2 ص 651).
(4)
باب الأبواب: مدينة تقع على بحر طبرستان وكان لها حائط بناه أنو شروان بالصخر والرصاص وجعل عليه أبوابًا من حديد لأن الخزر كانت تغير على سلطان فارس حتى تبلغ همدان والموصل فبناه ليمنعهم الخروج منه، وقد تم فتحها في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 22 هـ (معجم البلدان جـ1 ص 303 - 304، مراصد الاطلاع جـ1 ص 142 - 143) ولعلها الباب بليدة في طرف وادى بطنان من أعمال حلب.
(5)
عبد الرحمن بن ربيعة بن يزيد الباهلي صحابي، يلقب ذا النور. ولاه عمر بن الخطاب قضاء الجيش الذي وجهه إِلى القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص، وعهد إِليه بقسم الغنائم، ثم ولاه "الباب" وقتال الترك والخزر، فاستمر في ولايته هذه إِلى أن استشهد في بعض الوقائع سنة 32 هـ (الإصابة جـ4 ص 304 - 305 الكامل لابن الأثير جـ3 ص 66).
(6)
سعيد بن العاصى بن أبي أحيحة بن سعيد بن العاص بن أمية، أبو عثمان -ويقال: أبو عبد الرحمن- القرشي الأموي قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن تسع سنين وكان أشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أشراف قريش، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بن عفان، واستعمله عثمان على الكوفة، وغزا طبرستان فافتتحها، واستعمله معاوية على المدينة توفي سنة سبع أو ثمان أو تسع وخمسين (من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال جـ10 ص 501 سير أعلام النبلاء جـ3 ص 444، البداية والنهاية جـ4 ص 581).
أَذْرَبَيْجَان (1)، فأقام حتى عاد إِليه حذيفة، وقال له: لقد رأيت في سَفْرتى هذه أمرًا لئِن تُرك الناسُ عليه ليَخْتَلِفُنَّ في القرآن، ثم لا يقومون عليه أبدًا. قال: ولم ذاك؟ قال: رأيت ناسًا من أهل حِمْص (2) يزعمون أن قراءتَهم خيرٌ من قراءة غيرهم، وأنهم أخذوا القرآن عن المِقْداد (3)، ورأيت أهل دمشق يزعمون أن قراءتهم خير من قراءة غيرهم، ورأيت أهل الكوفة يقولون مثل ذلك، وأنهم قرأوا على ابن مسعود (4)، وأهلُ البصرة يقولون مثله، وأنهم قرأوا
(1) أَذْرَبَيْجان: قال في (معجم ما استعجم جـ1 ص 129) أذربيجان وقزوين وزنجان كورٌ تلي الجبل من بلاد العراق، وتلي كور إِرمينية من جهة المغرب وقد فتحت سنة 22 هـ في خلافة عمر رضي الله عنه (وانظر مراصد الاطلاع جـ1 ص 47، تاريخ الطبرى جـ4 ص 153 - 155).
(2)
حِمْص مدينة مشهورة بالشام، سميت برجل من العماليق يسمى حمص -ويقال: رجل من "عاملة"- هو أول من نزلها. وقد فتحها أبو عبيدة بن الجراح ومعه خالد بن الوليد رضي الله عنهما بعد فراغه من فتح دمشق، سنة 15هـ (معجم البلدان جـ2 ص 302، مراصد الاطلاع جـ1 ص425، معجم ما استعجم جـ2 ص 468، تاريخ الكامل لابن الأثير جـ2 ص 339).
(3)
هو المقداد بن عمرو، ويعرف بابن الأسود الكندى البهرانى الحضرمي، أبو معبد أو أبو عمرو صحابى، من الأبطال وكان في الجاهلية من سكان حضرموت. واسم أبيه عمرو بن ثعلبة البهرانى الكندى ووقع بين المقداد وابن شمر بن حجر الكندى خصام فضرب المقداد رجله بالسيف وهرب إِلى مكة، فتبناه الأسود بن عبد يغوث الزهرى فصار يقال له: المقداد ابن الأسود إِلى أن نزلت آية {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ} [الأحزاب: 5] فعاد يتسمى المقداد بن عمرو- وشهد غزوة بدر وغيرها وسكن المدينة وتوفى على مقربة منها سنة 33 هـ فحمل إِليها ودفن فيها. له في كتب الحديث 48 حديثًا (من مصادر ترجمته: تهذيب التهذيب جـ 10 ص 285، حلية الأولياء جـ1 ص 172، الإصابة جـ 6 ص 202، وانظر الأعلام جـ7 ص 282).
(4)
هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي، أبو عبد الرحمن. صحابي من أكابرهم فضلًا وعقلًا وقربًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أهل مكة من السابقين إِلى الإسلام وأول من جهر بقراءة القرآن بمكة، وكان خادم رسول الله الأمين وصاحب سره ورفيقه في حله وترحاله وغزواته نظر إِليه عمر يومًا وقال: وعاء مليء علمًا. ولي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم =
على أبى موسى (1)، ويسمون مصحفه "لُباب القلوب".
فلما وصلوا إِلى الكوفة أخبر حذيفة (2) الناس بذلك، وحذرهم ما يخاف، فوافقه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكثير من التابعين، وقال له أصحاب ابن مسعود: ما تُنكر؟، ألسنا نقرأ على قراءة ابن مسعود؟ فغضب حذيفة ومَن وافقه وقالوا: إِنما أنتم أعراب فاسكتوا فإِنكم على خطأ وقال حذيفة: واللهِ لئنِ عِشْتُ لآتينَّ أمير المؤمنين ولأُشِيرَنَّ عليه أن يَحُولَ بين الناس وبين ذلك فأغلظ له ابن مسعود، فغضب سعيد (3)، وقام، وتفرق الناس، وغضب حذيفة، وسار إِلى عثمان بالمدينة وأخبره بالذى رأى، وقال: أنا النذير العريان يا أمير المؤمنين، أَدْرِكْ هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلافَ اليهود والنصارى في التوراة والإِنجيل ففزع لذلك عثمان، فجمع الصحابة وأخبرهم الخبر، فأعظموه ورأوا جميعًا ما رأى حذيفة فأرسل عثمان إِلى حفصة بنت (4) عمر
= بيت مال الكوفة ثم قدم المدينة في خلافة عثمان فتوفى فيها عن نحو ستين عامًا، وذلك سنة 32 هـ له في كتب الحديث نحو 848 حديثًا (حلية الأولياء جـ1 ص 124، الإِصابة جـ 4 ص 233، غاية النهاية جـ1 ص 458، تهذيب التهذيب جـ 6 ص 27 - 28).
(1)
عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، أبو موسى الأشعرى، من بني أشعر، من قحطان صحابي من الولاة الفاتحين وأحد الحكمين اللذين رضي بهما على ومعاوية رضي الله عنهما بعد حرب صفين سنة 37 هـ ولد في زبيد (باليمن) وقدم مكة عند ظهور الإسلام فأسلم وهاجر إِلى الحبشة ثم استعمله الرسول صلى الله عليه وسلم على زبيد وعدن، وولاه عمر بن الخطاب البصرة سنة 17 هـ فافتتح أصبهان والأهواز. وتولى الكوفة في خلافة عثمان، وأقره عليّ عليها بعد مقتل عثمان وتوفي بها سنة 44هـ وكان أحسن الصحابة صوتًا في تلاوة القرآن، له 355 حديثًا (تهذيب التهذيب جـ5 ص 362 - 363، حلية الأولياء جـ1 ص 256، الإِصابة جـ4 ص 211 - 214).
(2)
تقدمت ترجمته قبل أسطر قليلة.
(3)
أي سعيد بن العاصي -راجع ترجمته (ص 68) حاشية (6).
(4)
هي حفصة بنت عمر بن الخطاب صحابية جليلة صالحة، من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ولدت بمكة وتزوجها خُنيْس بن حذافة السهمي، وكانت عنده إِلى أن ظهر الإِسلام فأسلما، وهاجرت معه إلى المدينة فمات عنها، فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيها فزوجه إِياها سنة 2 هـ أو 3 هـ واستمرت في المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إِلى أن توفيت بها سنة 45 هـ روى لها =
رضي الله عنهما أن أَرْسِلى إِلينا الصحف ننسخها ثم نردها إِليك.
وكانت هذه الصحف هى التي كتبت أيام أبى بكر رضي الله عنه، فإِن القتل لما كثر في الصحابة يوم اليمامة (1) قال عمر لأبي بكر رضي الله عنهما: إِن القتل قد استَحَرَّ -أي اشتد وكثر- بِقُرّاء القرآن يوم اليمامة، وإنى أخشى أن يَستَحِرَّ القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإنى أرى أن تأمر بجمع القرآن. فأمر أبو بكر زيد بن ثابت (2) فجمعه من الرقاع والعُسُب (3) وصدور الرجال.
وكانت الصحف عند أبى بكر، ثم عند عمر، فلما توفي عمر أخذتها حفصة (4) فكانت عندها إِلى أن أرسل إِليها عثمان أخذها للنقل منها، وأحضر زيد بن ثابت وعبد الله ابن الزُّبيْر (5) وسعيد بن العاصى (6) وعبد الرحمن بن الحارث بن
= البخاري ومسلم في (الصحيحين 60 حديثًا (حلية الأولياء جـ 2 ص 50، تهذيب التهذيب جـ12 ص 410 - 411) الإصابة جـ7 ص581).
(1)
اليمامة: مدينة متصلة بأرض عمان من جهة الشمال الغربي وكان اسمها (جوًّا) وقد فتحت صلحًا سنة 12هـ في خلافة أبي بكر الصديق على يد خالد بن الوليد رضي الله عنهما بعد أن قتل مسيلمة الكذاب دجال بني حنيفة (معجم البلدان جـ5 ص 442، الروض المعطار في خبر الأقطار للحميرى ص 620) والحديث عن معركة اليمامة مشهور في كتب التاريخ.
(2)
سبق التعريف به (ص 58) حاشية (1).
(3)
العُسُب: جمع عَسِيب وهي جريدة من النخل مستقيمة دقيقة يُكشط خوصها (لسان العرب - عسب).
(4)
سبق التعريف بحفصة رضي الله عنها قبل أسطر قليلة.
(5)
عبد الله بن الزبير بن العوام، القرشي الأسدى، أبو بكر فارس قريش في زمنه، وأول مولود بعد الهجرة شهد فتح إِفريقية زمن عثمان بن عفان وبويع له بالخلافة سنة 64 هـ عقيب موت يزيد بن معارية، فحكم مصر والحجاز واليمن وخراسان والعراق وأكثر الشام، وجعل قاعدته المدينة، وكان له مع الأمويين وقائع هائلة انتهت بمقتله في مكة سنة 73هـ وكان من خطباء قريش المعدودين، ومدة خلافته تسع سنين. وله في كتب الحديث 33 حديثًا (حلية الأولياء جـ1 ص 329، تهذيب التهذيب جـ5 ص 213 - 215، تاريخ الطبري - الفهارس: عبد الله بن الزبير).
(6)
سبق التعريف به ص 68.
هشام (1) وأمرهم أن ينسخوها في المصاحف، وجعل الرئيسَ عليهم زيدَ بن ثابت (2) من الأنصار، وهم من قريش، فلهذا قال لهم عثمان: إِذا اختلفتم أنتم وزيد في عربية من عربية القرآن فاكتبوها بلسان قريش، فإِن القرآن (يعني: معظمه) أُنزل بلسانهم ففعلوا. [ولم يختلفوا إِلا في رسم "التَّابُوت" (3) -كما في (المُزْهِر) - فالأنصار كتبوه بالهاء، وقريش بالتاء](4)
فلما نسخوا الصحف ردها عثمان إِلى حفصة (5) وأرسل إِلى كل أُفُق بمصحف مما نسخوا وأمرهم أن يحرقوا كل مصحف يخالف الذى أَرسَل إِليهم به فذلك زمان حُرِّقت المصاحف بالنار، وكل الناس عرف فضل هذا الفعل إِلا ما كان من أهل الكوفة فإِن المصحف لما قدم عليهم من عند عثمان فرح به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دون أصحاب ابن مسعود (6) ومَن وافقهم، فإِنهم امتنعوا من ذلك، وعابوا الناس، فقام فيهم ابن مسعود وقال: ولا كل ذلك والله قد سُبِقْتُم سَبْقًا فاربَعُوا على ظَلعِكُمْ (7).
ولمَّا قدم على رضي الله عنه الكوفة قام إِليه رجل فعاب عثمان بجمع الناس على مصحف فصاح به وقال: "اسكت، فَعَن ملأ مِنَّا فَعَل ذلك، فلو وُلّيتُ منه ما وَلِى عثمان لسلكتُ سبيله". انتهى ما نقلته من (الكامل)(8) مع
(1) عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي القرشي المدني تابعي ثقة جليل القدر من أشراف قريش، وهو أحد الأربعة الذين عهد إِليهم عثمان بن عفان بنسخ المصحف لتوزيعه على الأمصار توفي في المدينة سنة 43 هـ (تهذيب التهذيب جـ 6 ص 156 - 158).
(2)
سبق التعريف به ص 58.
(3)
وردت هذه الكلمة في الآية رقم (248) من سورة البقرة.
(4)
المزهر جـ2 ص 73 وما بين القوسين [] منه كما صرح المؤلف بعد قليل.
(5)
سبق التعريف بحفصة رضي الله عنها ص70.
(6)
سبق التعريف بابن مسعود ص 69.
(7)
قيل: أصل قوله (اربع على ظلعك) من "ربعت الحجر" إِذا رفعته أي ارفعه بمقدار طاقتك هذا أصله ثم صار المعنى: ارفق على نفسك فيما تحاوله ولا تحمل عليها أكثر مما تطيق (اللسان - ظلع).
(8)
انظر ص (68) هامش رقم (1).
زيادة يسيرة من (المُزْهِر)(1).
وهو مأخوذ من حديث البخاري في كتاب فضائل القرآن (2) قال شارحه القسطلانى (3) نقلًا عن محيى السنة (4): "في هذا الحديث البيان الواضح أن الصحابة رضي الله عنهم جمعوا بين الدَّفتَيْن القرآن المنزَّلَ من غير أن يكونوا زادوا أو نقصوا منه شيئًا باتفاقٍ منهم، من غير أن يُقدّموا شيئًا أو يُؤخّرِوه، بل كتبوه في المصاحف على الترتيب المكتوب في اللوح المحفوظ بتوقيف جبريل عليه السلام على ذلك، وإعلامه عند نزول كُلِ آيةٍ بموضعها، وأين تكتب. وقال أبو عبد الرحمن السُّلَمِى (5): كانت قراءةُ أبى بكر وعمر وعثمان وزيد ابن ثابت والمهاجرين والأنصار واحدةً، وهي التي قرأها صلى الله عليه وسلم على جبريل مرتين في العام الذي قُبض فيه، وكان زيد قد شَهِد العَرْضَةَ الأخيرة وكان يُقرىء الناسَ بها حتى مات، ولذلك اعتمده الصِّدّيق في جَمْعه وولاه عثمانُ كَتَبةَ المصاحف. قال السَّفَاقُسِى (6): فكان جَمْعُ أبى بكر خَوْفَ ذَهَابِ شىء من القرآن بذَهَاب حَمَلَتِه، حيث إِنه لم يكن مجموعًا في موضع واحد، وجَمْعُ عثمان لما كَثر الاختلافُ في وجوه قراءته حين قرءوا بلغاتهم، حتى أَدّى ذلك
(1) انظر هامش رقم (4) ص 72.
(2)
صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن (رقم 4987).
(3)
تقدمت ترجمته ص 55.
(4)
محيى السنة هو الإِمام المحدث الفقيه الحسين بن مسعود البغوي وانظر مقدمة شرح السنة.
(5)
هو عبد الله بن حبيب بن ربيعة (بالتصغير) أبو عبد الرحمن السلمي الكوفي القاريء تابعي ثقة، كثير الحديث، من أصحاب عبد الله بن مسعود، وكان أعمى. قال عنه أبو إِسحاق السبيعي (أحد تلامذته) أقرأ القرآن في المسجد أربعين سنة. توفي سنة 72 هـ وقيل: سنة 70 هـ وقيل: سنة 85 هـ (التاريخ الكبير للبخاري جـ5 ص 72 [القسم الأول من الجزء الثالث] تهذيب التهذيب جـ5 ص 183).
(6)
إبراهيم بن محمَّد بن إِبراهيم القيسي السفاقسي، أبو إِسحاق برهان الدين. فقيه مالكي تفقه في بجاية، وحج فأخذ عن علماء مصر والشام، وأفتى ودرس سنين له مصنفات منها "المجيد في إِعراب القرآن المجيد" و"شرح ابن الحاجب في أصول الفقه" توفي سنة 742 هـ (له ترجمة في الدرر الكامنة لابن حجر جـ1 ص 55، النجوم الزاهرة جـ10 ص 98).
إِلى تَخْطِئَة بعضهم بعضًا، فنسخ تلك الصحفَ في مصحف واحد، مُقتصرًا من اللغات على لغة قريش، إِذْ هى أرجحها" اهـ (1).
وفي كتاب (المصاحف)(2) أنه كان مع زيد في كتابة المصاحف اثنا عشر رجلًا من قريش والأنصار، منهم أُبَىّ بن كعب (3)، وسمَّى جماعةً ممن كَتَب أَوْ أَملى، منهم ابن عبّاس (4) وأنس بن مالك (5) وكثير ابن أفلح مولى أبى أيوب الأنصارى (6)، ومالك بن أبي عامر (7) جد الإِمام
(1) إِرشاد الساري بشرح صحيح البخاري جـ7 ص 449، وانظر "شرح السنة"(4/ 521).
(2)
كتاب المصاحف ص 25، 26 (ط مكتبة المثنى ببغداد، والخانجى بمصر، 1355 هـ - 1936م) لأبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني المتوفى سنة 316هـ.
(3)
تقدمت ترجمته ص 58.
(4)
عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، أبو العباس المدني القرشي الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم ولد سنة 3 قبل الهجرة وكان يقال له حبر الأمة وترجمان القرآن دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحكمة فقال:"اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" وفاته بالطائف سنة 69 هـ وقيل سنة 70 هـ (من مصادر ترجمته طبقات ابن سعد جـ2 ص365، تهذيب الكمال جـ15 ص 154، سير أعلام النبلاء جـ3 ص 331، وفيات الأعيان جـ3 ص 62 - 64).
(5)
أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم الأنصاري النجارى المدني، أبو حمزة خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم له صحبة كثيرة وحديث كثير وملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم منذ هاجر إِلى أن مات. ثم أخذ عن أبي بكر وعمر وعثمان وأبي بن كعب وطائفة وعمَّر دهرًا وكان آخر الصحابة موتًا. توفي سنة 93 هـ (من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال جـ3 ص 353، سير أعلام النبلاء جـ3 ص 395، تذكرة الحفاظ جـ1 ص 44 البداية والنهاية جـ5 ص 119 - 124).
(6)
كثير بن أفلح تابعي جليل. كان أحد كتَّاب المصاحف التي كتبها عثمان، وثَّقه النسائي وذكره ابن حبان في الثقات (جـ5 ص 330) قال البخاري:"أصيب يوم الحرَّة" وكان ذلك سنة 63 هـ بالمدينة (من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال جـ24 ص 105 التاريخ الكبير للبخاري جـ7 - الترجمة 904).
(7)
مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو أنس -ويقال أبو محمَّد- المدني، جد أنس بن مالك (الإِمام) قال الإِمام مالك: كان جدي مالك بن أبي عامر ممن قرأ في زمن عثمان، كان يكتب المصاحف، وثقه النسائي وكانت وفاته سنة 74 هـ على الصحيح (من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال جـ27 ص 148 طبقات ابن سعد 5/ 63).