الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الألف المتوسطة عارضًا]
[حالات كتابة الألف اللينة المتوسطة عارضًا]:
وأما المتوسطهَ عارضًا فلها حالتان:
فتارة تُكتب ألفًا، وهو الكثير.
وتارة تبقى ياءً.
فإِذا دخل أحد أحرف الجر الثلاثة: "إِلى" و"عَلى" و"حَتَّى" على "ما" الاستفهامية ولم تُلحق بها هاءُ السَّكْت كُتب ألفًا، وحُذفت ألف "ما" كما مَرَّ غير مرة (1) كقول الحريرى (2) في المقامة الأخيرة الوعظية:
إِلامَ تَلْهُو وتَنِي
…
ومُعْظمُ العُمْرِ فَنِي (3)
وقول النابِغى:
*عَلامَ تَجُوبُ الأَرْضَ مِن كُّلِ جَانِبٍ* (4)
وقول الآخر:
مَرَرْتُ عَلى المُروءَةِ وَهى تَبْكِى
…
فقلتُ: عَلَام تَنْتَحِبُ الفَتَاةُ (5)
وقول غيره:
فَتِلْكَ وُلاةُ السُّوءِ قَدْ طَالَ مُكْثُهُمْ
…
فَحَتَّامَ حَتَّامَ العَنَاءُ المُطوَّلُ (6)
(1) راجع عن ذلك ص 122، وص 248.
(2)
تقدمت ترجمته ص 32.
(3)
مقامات الحريرى ص 598.
(4)
شطر بيت الطويل، ولم أعثر عليه، ولم يتبين لي من المقصود بالنابغى: الذبيانى، أو الجعدى، أم الشيبانى؟!
(5)
البيت من الوافر، ولم أصل إِليه.
(6)
البيت من بحر الطويل، وقائله الكميت بن زيد. انظر أمالى ابن الشجرى جـ2 ص 234، شرح الأشمونى وشرح شواهده للعينى جـ 3 ص 80.
وكذا إِذا جَرَّتْ "حَتَّى" ضميرًا، نحو "حَتَّاكَ" و"حَتَّاىَ" كما سبق (1).
وهذا بخلاف ما إِذا دخلت هذه الحروف على "ما" الملحقة بهاء السَّكْت أو دخلت على "مَاذَا"، أو دخلت على استفهامٍ آخر غير "ما"(مثل "مَن" أو "كَمْ")، كقول الجَعْدِى (2) يخاطب ناقته ويدعو عليها لكثرة حنينها وتَعْويلها:
أَرَارَ الله مُخَّكَ في السُّلامَى (3)
…
عَلَى مَنِ بِالحَنِينِ تُعَوِّلينا
على رواية (شرح مُثَلَّثة)(4) قُطْرب (5) ورواه
(1) راجع عن ذلك ص 122، ص 248.
(2)
هو النابغة الجعدى. واسمه قيس بن عبد الله بن عُدَس بن ربيعة الجعدى العامرى، أبو ليلى شاعر مفلق صحابى، من المعمرين. اشتهر في الجاهلية وسمى النابغة، لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله، وكان ممن هجر الأوثان ونهى عن الخمر قبل ظهور الإِسلام، ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وأدرك صفين (سنة 37 هـ) وشهدها مع علىّ، ثم سكن الكوفة فسيره معاوية إِلى أصبهان مع أحد ولاتها فمات فيها وقد كف بصره وجاوز المئة. وأخباره كثيرة (من مصادر ترجمته: معجم الشعراء للمرزبانى ص 321، طبقات فحول الشعراء ص 103 الإصابة لابن حجر جـ6 ص 391 - 398. وانظر الأعلام جـ5 ص 207).
(3)
مُخٌّ رارٌ، ورَيْرٌ، ورِيرٌ: فاسد من الهزل. وأرار الله مُخَّ: جعله رقيقًا ضعيفًا. والسُّلامى: عظام الأصابع في اليد والقدم. وقال ابن الأعرابى: السلامى عظام صغار على طول الإِصبع أو قريب منها (اللسان/ رير، سلم).
(4)
المراد بالمثلث: الألفاظ التي وردت على ثلاث حركات بمعانٍ مختلفة. وأول من وضع فيها قطرب (على ما سيأتى في ترجمته في الحاشية التالية). وهي اثنان وثلاثون بيتًا، أولها: (يا مولعًا بالغضب
…
إِلخ)، وعليها شروح عدة (انظر وفيات الأعيان جـ4 ص 312 - 313، كشف الظنون جـ2 ص 1586). والبيت المذكور لم أجده في (شرح مثلثات قطرب) الذي طبع ضمن مجموعة تحت عنوان "البلغة في شذور اللغة"(مجموعة من مقالات لغوية) نشرها أوغست هفنر ببيروت سنة 1924 هـ بالمطبعة الكاثوليكية.
(5)
هو محمَّد بن المستنير بن أحمد النحوى اللغوى البصري، أبو على، مولى سالم بن =
الرَّبْعِى (1) في (نظام الغريب)(2):
*إِلى كَمْ بالحنينِ تُشَوّقِينا*
ففى هذه الأحوال تبقى الحروف مكتوبة بالياء.
ومثل هذه الحروف الاسم المضاف إِلى "ما" الاستفهامية، نحو "بمُقْتضَامَ حَكَيْتَ كيت وكيت".
وإذا اتصل بالفعل ضميرُ المفعول أو أُضيف الاسم إِلى ضمير -ولم يكن قبلها همزة- كُتبت الياء التي كانت طرفًا ألفًا، مثل "عَصَاهُ فَتَاهَ" و"أُولاهُما كُبْرَاهُما" و"أُخراهُما صُغْرَاهُما". وقد ورد في الحديث:"مُوسى مثلُ مُوسَاكم، وعيسى مِثْلُ عِيساكُمْ".
ومنه قول الشاعر:
بِالله يا ظَبَيَاتِ القَاعِ قُلْنَ لَنَا
…
لَيْلَاىَ مِنكُنَّ أَمْ لَيْلَى مِنَ البَشَرِ (3).
= زياد، يعرف بقطرب. أخذ الأدب عن سيبويه وجماعة من علماء البصرة. كان حريصًا على التعلم، فكان يبكر إِلى سيبوبه قبل حضور أحد من التلامذة فقال له يومًا: ما أنت إِلا قطرب ليل، فبقى عليه هذا اللقب (وقطرب: اسم دويبة لا تزال تدب ولا تفتر). وكان من أئمة عصره. وهو أول من وضع المثلث في اللغة. توفي ببغداد سنة 206 هـ. ومن تصانيفه: "معانى القرآن"، و"الاشتقاق" و"الأصوات" و"كتاب الهمز" وغير ذلك (من مصادر ترجمته: تاريخ بغداد جـ3 ص 298، معجم الأدباء جـ19 ص 52، وفيات الأعيان جـ4 ص 312 - 313).
(1)
عيسى بن إِبراهيم الربعى، أبو محمَّد. عالم باللغة. يمانى من أهل "أحاظة". وكان فقيهًا فاضلًا توفي سنة 480 هـ. وصنف كتاب "نظام الغريب" في اللغة (ترجمته في بغية الوعاة ص 368، كشف الظنون ص 1959، وهدية العارفين جـ1 ص 807. وانظر الأعلام جـ5 ص 100).
(2)
نظام الغريب للغة ص 149 (طبع مؤسسة الكتب الثقافية 1407 هـ -1987م).
(3)
البيت من بحر البسيط ونسبه ابن رشيق إِلى العرجى في العمدة (1/ 671)، وابن أبي الإِصبع في تحرير التحبير (ص 136)، وقال العباسى في معاهد التنصيص (3/ 167): =
فإِن كان قبل الألف همزة -مثل "شَأى"(فِعْلًا بمعنى سبق) و"لأَى"(اسمًا للثور) وقلت "شآه" و"لآه"(أي سبقه ثورُه)، ومثله "رآه"- حذفتَ الألف خَطًّا، وتُعوّض بمدَّةٍ فوق الألف كما مَرَّ قريبًا (1).
والفصل بين الفعل وضمير المفعول بِنون الوقاية لا يُخرجه عن الاتصال، نحو:"نَادَانِى" و"قَضَانِي" و"وَفَانِي""بعدما رَمَانِى".
بخلاف: "نَادَى لي" و"قَضَى لي" و"وَفَى لي" و"قد رَمَى لي"، فليس الفعل المتعدى للمفعول بواسطة حرف الجر كالفعل المتعدى إِلى المفعول بلا واسطة كما مَرَّ.
وأما إِذا اتصل ضمير الجمع بالفعل، أو اتصلت الواو أو الياء (علامة إِعراب الجمع) بالاسم -نحو:"صَلَّوْا" و"عَفَوْا" و"اكْتَوَوْا" و"لَوَّوْا" و"أَوَوْا" و"آوَوْا"، و"أَتَوْا " و"آتَوْا" و"آذَوْا"، ونحو {لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} [فصلت: 40] (2)، و"النِّسْوةُ بَدَوْنَ" و"صَلَّيْنَ" و"ولا يَخْفَيْنَ" و"يَرْضَيْنَ"، و"جَاءَ المُصْطَفَيْن" و"رأيتُ المصْطفَيْنَ"- ففى الأمثلة الماضية حُذفت الألف لفظًا وخَطًّا في غير ما اتصلت به نون النسوة، وبقيت الفتحة دالةً عليها. وللفرق بين الماضي
= "واختلف في نسبته، فنسب للمجنون، ولذى الرمة، وللعرجى، وللحسين بن عبد الله الغزى، ونسبه الباخرزى في دمية القصر لبدوى اسمه كامل الثقفى والأكثرون على أنه للعرجى" انظر (معاهد التنصيص على شواهد التلخيص) للشيخ عبد الرحيم العباسى -تحقيق محمَّد محيى الدين عبد الحميد- المكتبة التجارية الكبرى مصر 1367 هـ - 1947م. و (تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر) لابن أبي الإصبع المصرى المتوفى 654هـ، تحقيق د. حفنى محمَّد شرف -المجلس الأعلى للشئون الإِسلامية القاهرة 1383 هـ -1963 م. و (العمدة في محاسن الشعر وآدابه) لابن رشيق القيروانى المتوفى 456 هـ تحقيق د. محمَّد قرقزان- دار المعرفة -بيروت- ط الأولى 1408 هـ - 1988 م.
(1)
راجع عن ذلك ص 26.
(2)
في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} [فصلت: 40].
والأمر، نحو ("آتَوْا" و"آتُوا")، و ("سَمَّوْا" و"سَمُّوا") و ("صَلَّوْا" و"صَلُّوا").
وأما ما اتصلت به نون النسوة فلم تُحذف الألف، بل قُلبت ياءً في نحو:"صَلَّيْنَ"، وقُلبت واوًا في نحو:"بَدَوْنَ".